أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بهذه الايات الكريمة أبدأ بعون الله وتوفيقه في الولوج في احد المواضيع المهمة والتي تمس كل المسلمين وكل البيوت وكل الاسر وبالتالي كل المجتمع وأخيرا كل الامة الاسلامية
وعامتا كل البشرية ...
وهذا الموضوع هو الزواج بأدق تفاصيله من بداية الخطبة حتي انجاب الذرية ...فأن كان الزواج طيبا وناجحا اثمر علي ذرية صالحة ، في سلوكها وفي تقوتها وفي ارتباطها بالله سبحانه وتعالي وبالتالي نعرف ماعلينا وما لنا من حقوق وواجبات
حتي يتسني لنا بعدها في ان نقرر في من اجاد الزواج وأحترمه وقدر قدسيته وعمل علي إنجاحه وربح في هذه الدنيا زوجا وزوجه وربح ايضاً ذرية صالحة تكون بذرة طيبة وإضافة قوية لدعم المجتمع ....
او في من لم يجيد الزواج ولا احترام هذا الرابط المقدس ، سوي في الاسلام او في اي شريعة أخري ، فنتج عن ذلك استهتار للقيم والتي من أجلها جعل الله سبحانه وتعالي الزواج لعمارة الارض
بالصالحين وليس بعمارتها بالاشقياء والايتمام....
أحيانا اليتيم ليس من فقد الاب او الام بالموت ... فهذا نوع من اليتم مقبول ومعروف ولا إعتراض عليه لانه من نتاج سنة الله في خلقه وهي الحياة والموت وبالتالي الرضي والقبول به ، يعتبر من الاساسيات التي يجب ان تتوفر في المؤمن ...
اما اليتم الاخر وهو ليس بوفاة لا الاب ولا الام بالموت ...
بل بما هو اشنع وهو الطلاق والفراق وتشتت الأسر ..
فاليتيم بالموت يعرف مسبقا انه يتميم وبالتالي يحصن نفسه ويبني مستقبله علي اساس متين متاكد منه...وهو الاعتماد علي النفس بدل ان يعتمد علي من فقد سوي الاب او الام ...
اما اليتيم بالطلاق والفراق بين الاب والام ...تراه دائما قلقاً شارد الذهن متبلد في التفكير ، تعصف به امواج الدنيا والحياة يمينا وشمالاً ....فلا يستطيع ان يقرر في هل يحب اباه الذي ساهم في تشرده ويستمر في طاعته ...؟
اما يحب امه ويستمر في بِرها والتي ساهمت بطريقة ما في حرمانه من الحياة الطبيعية المثالية والاسرة المليئة بدفء الترابط والتحابب ....؟
من هنا اخوتي الكرام يصل الابن او البنت في مرحلة من المراحل ان يُغضب الله تعالي ...فكيف يكون ذلك ....؟
يكون ببساطة انه انحاز لطرف دون غيره من الاخر ...
فالبنت عادتا تنحاز لأمها وتكره اباها ، الذي ساهم في تشتت الاسرة ...حتي وإن كانت امها هي السبب في إحداث المشاكل وعدم فهم الحقوق والواجبات المترتبة عليها تجاه زوجها ...فتستحي ان تتكلم فيها او تحاول حتي نقاشها ...فتفضل الطلاق والانفصال وتشرد الابناء علي ذكرها والعمل علي إصلاحها ....
والابن من ناحية اخري يميل الي ابيه ، لانه رجل وذو مطالب معضمها مادي بحت ، فلا يجد الا ابيه ، فيبادر بالالتصا ق بأبيه وترك امه ، وهنا تكمن الخطورة وهي إغضاب الله سبحان وتعالي ورفض ما جاء به من آيات كريمة تُفرض طاعة الوالدين فقال تعالي:
فينسي هذا الابن وهذه البنت هذه اللآيات الكريمة ، فيبدأ الكُره والحقد علي من كان السبب في حياتهما ، فالبنت تكره والدها
والابن يكره والدته ، ويبذل كل طرف جهده في تنصيب نفسه محاميا وقانونيا ومُشرع للطرف الذي يميل اليه ...
فنجد البنت تُنصب نفسها محامية لتدافع عن امها ضد أبيها
فتصل بها احيانا لمرحلة الاهانات الشخصية وعدم احترام من اوصي الله بطاعته ...
لهذه الاسباب والكوارث اردت ان اتكلم عن موضوع الاسرة
وشرح بالتفصيل اساسيات تكوين الاسرة وتبيان كل المعوقات والمشاكل والتي من شأنها ان تكون السبب الرئيسي في إفساد الزواج ( النكاح ) ....فقبل ان نطرح المشاكل ونسعي لحلها
اردت ان نتعلم اولا حقوق وواجبات كل من الطرفين الزوجة والزوج ونعلمهما كيف يتعايشان ويعلمان حدود علاقتهما مع بعض طبقا لما قرره الله سبحانه وتعالي وما جاء به الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، في تفاصيل الزواج بدء من الخطبة حتي وصل للمعاشرة الزوجية الخاصة ...
فذكر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم هذه الامور ، هي من شانها ان نقف امامها قليلاً ، ولا نخجل ولانستحي من تعلمها
ومعرفتها والعمل بها ....
لأنها لم تأتي إعتباطاً او من نافلة القول ان يتكلم فيها ويشرحها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، ويحرص علي ايضاحها
الا لمعرفته بان المدخل لأنشاء أسرة طيبة لابد من تتعلم كيف يتعايش الزوج مع زوجته وكيف تكون المودة والرحمة بينهما ..
فعليلاً وليس قولاً فقط ...فشرح ووضح وبين كل شيء ..
فكيف نأتي نحن ونتحجج بالصلاح والتقوة ولا نعرفها ولانسأل عنها إن جهلنا كنهتها أو فائدتها ....؟
فبأمكان كل الناس في اوقات فراغهم ان يزوروا قاعات المحاكم ليروا بأم أعينهم أسباب الطلاق والانفصال ...ماهي ...؟
فرأيي الشخصي ، كما يزور الأنسان المستشفيات ليري بأم عينه المرضي سوي بالحوادث او بامراض سريرية اخري ...
ليتعلم وليعرف ان نعمة الصحة مهمة وواجبه المحافظة عليها
لأنه رأي المريض كيف يتألم ويتأوه من شدة الألم ...
كذلك قاعات المحاكم يري كيف ان مشاكل الانفصال والطلاق بين الازواج ....وكيف ان الابناء ملتصق كل طرف بالطرف الاخر
وينظرون الي بعضهم نظرت عداء .....ويتمني كل طرف ان يخسر الطرف الاخر القضية ولا يربحها ....
أليس هذا من شأنه إغضاب الله سبحانه وتعالي ....؟
فقبل كل شيء اخوتي الكرام ، وجب علينا ان نحاول مرة اخري في اصلاح ذات البين بين الازواج الذي دخلوا هذا المعترك ...
من ناحية ، ومن ناحيةاخري اعطاء فرصة للذين يطمحون لتكوين اسرة جديدة ، سوي البنت او الشاب ...
وذلك لمعرفة ماعليهم وما لهم ، حتي يتبينوا عندها نوع المشاكل وكيفية حلها والعمل علي إذلالها ......
لذلك إخوتي الكرام سنعرف بأذن الله في هذا الموضوع والذي جعلته علي اجزاء كل مايختص بالزواج اي النكاح ...
سوي من بداياته او وسطه او ختامه بتكوين اسرة وأبناء.. .
وسنتعرض بالتفصيل لكل مايحتاجه الزوج او الزوجة من معرفة
شرعية لكيفية التعامل في حياتهما سوي العامة او الخاصة ..
فجهل معضم الازواج سوي المرأة او الرجل لحقوق وواجبات كل طرف ادي للاسف الشديد ، إلي أزدحام قاعات المحاكم بقضايا ..
طلاق وإنفصال ....وإذلال للاب وللام وللأبناء ...
وكان السبب فيها امور لو تمت معالجتها من بداياتها لما حصل ذلك فنبدأ بتتبع الخطوات الاولي التمهيدية في تكوين الاسرة المثالي الصحيح ، كما علمّنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم......
وقد استعنت بالله اولا وببعض اهل العلم في هذا المجال
من كتب السيرة النبوية وسيرة زوجاته صلي الله عليه وسلم وكتب فقه المرأة المسلمة وشروحات لعلمائنا الافاضل في مجال الاسرة فأن وفقت في ما أصبوا إليه من توضيح وتبيان هذا الامر فمن تيسير الله لي ذلك ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ،
والله ورسوله برئ مما قلت ومما كتبت ...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي أشرف مخلوقات الله
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
الزواج
والزواج كما عرّفه المشرع هو:
عقد بين الرجل و المرأة يُبيح استمتاع كل
منهما بالآخر،بالاضافة لأهمية هذاالعقد مال للطرفين من حقوق و واجبات، ماله وماعليه، والقصد من الزواج هو حفظ النوع الانسان من الانقراض والعمل على استمراريته......
اما حكمته فهي :
اي الاصل فى الزواج انه مندوبُ اليه؟، فهو سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وسنة الانبياء قبله وتأكيد على ذلك فى قوله تعالى :
وايضاً فى قوله تعالى :(فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء } النساء أية 3
وقد خص النبى (صلى الله عليه وسلم)على النكاح وندب اليه، فقد جاء فى صحيح السنة :
(يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه؟ بالصوم فإنه له وجاء؟) رواه البخارى
وقد جاء قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) هذا...
رداً على مجموعة من الصحابة والذين إنقطعوا العبادة ، وتركوا الزواج ، فقال ما قال ، وذلك ليصحح لهم الامر ويبينه ان الزواج أفضل من التفرغ للعبادة ...
فهذا هو اخوتى الكرام
الاصل فى الزواج او النكاح لعامة الناس قد يصل الى ان يصبح الزواج واجباً ، وذلك إذا كان قادراً على تكاليفة ويخشى بتركه الوقوع فى الزناء و المراذل ...
وقد يصبح عندة فى حقه حراماً، وذلك إذا ترتب عليه الضرر بالمرأة ، مثل :
1)عدم الانفاق عليها
2)الانفاق عليها من حرام
3)او ضربها والاساءة اليها من غير سبب
فى هذه الحالة يترك الرجل الزواج إن كان لا يخشى على نفسه من الوقوع فى الزنا ،
وقد يصبح مباحاً لمن كان لايولد ،اى لايستطيع الانجاب ،اى العقيم بعيب....
وقد قال العلماء وجب على احد الزوجين إن أكتشف علته ، على انه لا يجب الا يخبر الطرف الثانى قبل الزواج ،وصحبتهم؟
فى ذلك ، ترك الامر لله لعل الله يرزقهم بعد الزواج، فكم من حالات يعرف الرجل انه عقيم ومع ذلك تزوج ، فنصحه الاطباء بالعلاج بعد الزواج ، فتمت معالجته وانجب بعد ذلك ،..
فرأى العلماء الا يقطع احد الطرفين الامل فى الله وقد يكون الزواج مباحاً ايضاً من لا يولد له ولا إرب ( رغبة ) له في النساء ، مثال علي ذلك :
الشيخ الكبير في السن ، أو المريض ....
وقد يكون مكروها ،...
وذلك في من لايشتهي النساء ، ولا يرجوا نسلاً ،ويعرف أنه إذا تزوج سينقطع عن عبادة أعتاد عليها ، من صيام أو حج ، أو طلب علم ، او جهاد ....الي اخره ...
والمرأة في ذلك كالرجل ، قد يكون النكاح في حقها ....
( 1 ) واجباً ،...
إذا خافت الزنا ، بتركه ، وهي قادرة علي القيام بحق الزواج ...
( 2 ) وقد يكون حراماً في حقها...
، إذا لم تخشي الزناء ، وبأنها ليست متاكدة في أنها لاتضمن عدم وقوعها في الزنا ، وعلمت في نفسها أنها لاتستطيع القيام بحق الزوج ...
ونأتي اخوتي لحكمة مشروعية الزواج
أي الحكمة من تشريع النكاح وهي :
( 1 ) فالغرض الاصلي والحكم الاول من مشروعية النكاح ، هو التناسل ، والتكاثر ، وبقاء النوع الانساني ، في بناء منتظم تكون أساسياته هو الاسرة ، وحفظ الانساب ، حيث يعرف كل واحد حقوقه وواجباته ، فينشأ من ذلك المجتمع الصالح ..
( 2 ) قضاء الشهوة علي وجه شرعي ومشروع ، وذلك ليرغب كل من كان سوي طائعاً لله أو عاصي له ...
فالطائع يتزوج ليعمر الكون بعبادة الله ..
والعاصي يتزوج لقضاء شهوة ، أيضاً علي وجه مشروع مُقنن مرتبط بقانون الزواج ، وبذلك يمتنع عن قضاء شهوته بطرق غير مشروعة ، مثل الزنا...
ولا شك في ان الزواج له مصالح اخري مهمة ، منها الاستقرار النفسي والعاطفي لكل من الطرفين الرجل والمرأة ...ويكون ذلك بالنكاح الشرعي بينهما ، والذي يحتوي علي رباط الزواج المقدس ، فينشأ عنه المودة والرحمة والالفة والحب وشفقه وتعاون .....مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالي :
ونأتي لشروط النكاح أو الزواج ليتحقق المراد منه بين الرجل
( الزوج ) والمراة ( الزوجة ) فاول هذه الشروط هي :
( 1 ) الكفاءة
والكفاءة هي معناها اللغوي ، المماثلة والمقاربة ...
وهذه تعبتر من ضمن الشروط الواجب توفرها للطرفين والغرض منها هو لخدمة النكاح الشرعي ( الزواج ) ، والمفترض ان لا يُبخس حقها أي لايهتم بها ....
فأهميتها تكمن في معرفة كل طرف بظروف الطرف الاخر من جميع النواحي ، اما عدم الاهتمام بها سيسبب العديد من المشاكل قد تُفسد الزواج بل وتنهيه في اسوء صورة ، وهذه الكفاءة ، كما قلنا انها المماثلة والمقاربة في النكاح وهي:
مماثلة الخاطب للمرأة المخطوبة في
( 1 ) التدين
( 2 ) السلامة من العيوب
( 3 ) الامراض البدنية
وهذه يوجد فيها خيار للطرفين إمّا القبول أو الرفض ....
والدليل علي وجوب مراعاة الكفاءة في الزواج ، قوله تعالي :
والمعني أن الزاني غير كفؤ للعفيفة ، ولا تليق به ، فالتي تكافئه الا الخبيثة مثله او الزانية ، أو أخس ( أحط قدراً ) ...
وهي المشركة ، وقد جاء هذا الامر علي سبيل التنفير والتوبيخ ....وفي السُنة المطهرة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث اي حاتم المُزني قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
إذا جاءكم من ترضون دينه ، وخُلقه فانكحوة ، الا تفعلوا ، تكن فتنة في الارض وفساد ، قالوا يارسول الله :
وإن كان فيه ....؟
قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فانكحوه ... ( ثلا ثة مرات ) ..( رواه الترمذي) ...
وفي حديث السيدة الفاضلة عائشة
( رضي الله عنها ) أنها قالت: أن فتاة دخلت عليها ، فقالت :
إن أبي زوّجني إبن أخيه ليرفع به خِسته ،وأنا كارهة ، فقالت لها:
اجلسي حتي يأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم ....
وهنا لمحة اود ان اقولها وهي انها قالت لها اجلسي حتي يأتي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ليجيبك ...
ولم تقل لها انا لها هاتي ماعندك وأنا اجيبك ..كما يحدث عندنا في عصرنا هذا الكل يفتي والكل يلوك كلمات قال الله وقال الرسول وهو لايعرف حتي كيف يزيل جنابته وهو في الصحراء .....
علي كل حال ، فلما جاء الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فاخبرته ، فأرسل إلي أبيها ، فدعاه ، فجعل الامر إليها ،
( اي خيرها في الزواج من الرجل او رفضة ) ...فقالت هذه الفتاة
يارسول الله قد أجزت ماصنع ابي ، ولكن أردت ان أعلم النساء من الامر شيء (رواه النسائي )
ونلاحظ اخوتي الاحباء أن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، قد خيرها في ان تقبل او ترفض ، ولم يجبرها لفعل امر لاتريده ...حتي وإن كان رسول ونبي مُرسل ....
هنا اخوتي نقول للذين يتشدقون ليلاً نهاراً بالصراخ بأسم حرية المرأة ، ودفعها في مجالات تكون سلعة للذي يدفع ..
.فأول مايطالبون به لها هو التعري ...
ليس حُبا فيها وتقديرها وإضفاء الحيا عليها ، بل ليستمتع هو بمفاتنها ...فلوا أصرت علي الستر والحجاب الشرعي لحاربها ايما حرب لأنها منعته من النظر لما لا يحق له النظر إليه .......بالاضافة لتحسيسها بطرق خسيسة بأنها مظلومة ومقهورة والاسلام يسوق فيها كما تُساق الانعام...
ولكنهم جهلوا الاسلام علي حقيقته والحبيب صلي الله عليه وسلم علي تشريعه وتقديره للمرأة ،...
فعندما جاءته هذه المرأة تطالب في حقها من أن أبيها فرض عليها زوجا لا تكافئه في الاخلاق ، ولكنه ذو مقام رفيع في القبيلةفأراد أبيها ، ان يصاهره ليرفع به خسته
فقال لها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم لها انت معك حق فأن اردتي فأتركي مافعل ابوك ولاتتزوجي من الرجل الذي اختاره لك ، وأن أردتي البقاء فأنت حُرة ....
اخوتي فلم يقل لها ويجبرها علي فعل لاتريده مع انه نبي مُرسل ..بل خيّرها ...
حتي إن كان قرار فيه ظلم من الوالدين أنفسهم ...
من هنا نفهم ان الاسلام جعل لها شخصية مستقلة ، في حدود ماتراه مناسب لها ...
فهل آن الاوان للمتشدقين بأسم حرية المرأة ان يدركوا ان الاسلام اعطي للمرأة الكثير من الكرامة والكثير من الحقوق ومنها حرية الاختيار والفعل ماتشاء تحت ضوابط شرعية .....؟
ولكن لايُفهم من كلامي هذا ان تعصي البنت كل قرارات والديها وتضرب بهم عرض الحائط وتفعل ماتريد ... ابداً
، فهي التي شُرفت بتكريمها في حق القبول او الرفض ، فالمرأة السالفة الذكر ، عندما إشتكت للفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) بعد أن عرفت أن لها الخيار في القبول او الرفض
قالت: بل اقبل مافعل ابي ...ولكني اردت ان أعلم النساء ....
وعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )انه قال :
لاتكرهوا فتياتكم علي الذميم ، فأنهم يُحببن من ذلك ماتحبون
اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح ....
والمعني المساواة في الدين ....اي الاثنين دينهما هو الاسلام ، ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ....فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة فلا تتزوج مسلمة من كافر ولا عفيفة من فاجر .....
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ، أُعلمت مجاهرته للمعاصي ، مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ، والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق
لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه بالكفاءة في الدين ، قوله تعالي:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق ،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....
لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير حضور مثل هذه العقود...
فأن حدث ووقع الامر بطريقة ما وتم الزواج ...نأتي هنا للزوجة نفسها ونسئلها إن لم تكن راضية ، وأُجبرت علي ذلك ، فمن حقها هنا ان ترفع أمرها الي القاضي ليخلصها منه....
فيجب علي القاضي أو الحكم فسخ النكاح ، بشرط إن كان الزوج فاسقاً بيّن الفُسق (أي معروف بفسقه ) ويخاف علي الزوجة منه
وذلك لحق الله سبحانه وتعالي،حفاظا علي النفوس ، فأذا كان فاسقاً فقد قيل عنه أن النكاح فاسد ، ويجب فسخه ،قبل الدخول وبعده ..وقيل النكاح صحيح....
فقد إتفق العلماء علي قاعدة صحيحة:
مخالطة الفاسق ممنوعة ،
وهجره واجب شرعي،
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر علي الزوجة والاولاد ، بتأثيره السيئ علي سلوكهم ، وما قد ينقله لهم من امراض معدية.....
( 2 )السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً ..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة ...
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة ...
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر .....
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العذيطة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ، والمبنية علي المودة والرحمة والحب ، فأذا وجد هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ، يظهر التنافر بينهم حتي وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس
اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ، تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي وبناءالاسرة ...
أما الصفات التي لايُعتد بها في الكفاءة
هي الكفاءة بالنسب ، الغني ، ولا المهنة ، أو الحرفة ...
وحديث حبينبا صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع عندما قال:
إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبية الجاهلية ...( فخرها ) وفخرها بالاباء ، مؤمن تقي ، وفاجراً شقي ، أنتم بنو آدم ..وآدم من تراب....( من سُنن ابو داود )...
وقال أيضاً لبني بياضة :
يابني بياضة ..أنكحوا أباهند وأنكحوا إليه ....( ابوداود )
وكان ابو هند وأسمه يسار ، ومهنته حجّام ، حيث كان يُعرف بين الناس بأحتقار مهنة الحجّام ...
وقد زوج النبي صلي الله عليه وسلم ، فاطمة بنت قيس الفهرية ، من اسامة بن زيد ..مولاه ، وزوج بلال بن رباح من هالة أخت عبد الرحمن بن عوف ....
وزوج أبوحذيفة بنت اخيه الوليد بن عتبة من مولاه سالم ....
عدم الاعتداد بالسن في الكفاءة
فلم يعتد العلماء بالسن في الكفاءة بين الزوجين وهي فارق السن ، فالصغير كُفء للكبيرة ، والكبيرة كفؤه للصغير ، والصغيرة كفؤه للكبير ....فقد تزوج الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) وعمره خمسة وعشرون سنة وهي اربعين سنة ،.....
وتزوج عائشة ( رضي الله عنها ) ودخل بها وعمرها تسعة سنوات
ملاحظة :
الا ان فارق السن ينبغي ان يكون عن علم ورضا الزوجين ولاينبغي كتمه والتغرير به وقد قال العلماء:
يرُد النكاح في هذه الحالات ويتم التفريق بين الزوجين إذا حدث أن غُرر باحد الزوجين ....
التنازل عن شروط الكفاء :
ولازم في العقود وإستمراره ليس شرطاً لصحته، وعليه فيجوز للمرأة إذا كانت هي صاحبة الحقّ في الكفاءة ان تتنازل عن حقها وترضي بالشخص الغير الكفؤ ...
مثال علي ذلك:
اذا كان في الزوج عيب من العيوب البدنية والمتقدم ذكرها ورضيت به ، وأسقطت حقها ....وكانت ثيباً وليست بكراً ، فليس لوليها الاعتراض علي رأيها ...
امّا اذا كان الحق في الكفاءة مشتركاً بين الزوجين والولي ، مثل زواج المرأة بفاسق ، فلابد من رضاء الولي والزوجة معاً ...
ولايكفي رضي الزوجة فقط وحدها ....لان زوجها من فاسق يلحق المعرّة بالولي نفسه ...
مثال علي ذلك :
لو رضيت الزوجة ووليها مثل زواج امرأة من فاسق يُخاف عليها منه ، فأنه يجب علي القاضي رد النكاح وذلك لحق الله تعالي حفاظاً علي النفوس .....
حق الام في إختيار الزوج لأبنتها....
هنا في هذه الحالة يحق للام الاعتراض علي الاب اذا اراد تزويج ابنته الموسرة ( الغنية والتي تملك المال ) والمرغوب فيها لمن هو اقل منها ، لفقره ، أو عيب في بدنه ....وتعترض الامر كذلك اذا اراد تزويج ابنته لرجل من بلد أخر ، بعيدا عن الام ...
في هذه الحالة لها الحق ان تشكوه الي القاضي لينظر فيما اراد الاب وفيما ارادت الام وايهما علي حق ....
الوقت التي تراعي فيه الكفاءة
والكفاءة المعتمد والمعترف بها شرعاً ،.... هي ماعليه حال الزوج وقت العقد لا بعده ( اي كفاءة الزوج قبل العقد ) ...
فأذا كان الزوج وقت العقد لاعيب فيه ...وبعد ذلك اصبح فاسقاً ، أو أصابه مرض ....
في هذه الحالة يوجب الخيار ، فليس للزوجة او وليها رد النكاح ، وإنما للزوجة حق رفع الدعوة للضرر الذي اصابها ، ليحكم القاضي لها بالطلاق ، بشرط اذا ثبُت الضرر ....
وإذا تقدم كفؤاًن للمرأة لخطبتها والزواج منها ، فأراد وليها كفؤ وارادت هي كفؤاً اخر ...هنا في هذه الحالة كان الكفؤ الذي اختارته هي أولي بأن يتزوجها ...لانه قريب لدوام العِشرة بينهما
ومن هنا اخوتي الكرام نفهم من شرعنا الحكيم وديننا القويم ...
أن للمرأة حق في أن لاتُجبر علي امر أو شيء لا ترضاه ...
فأعطاها الحق في الرضي والقبول في كل شيء او رفضه ..
اخوتي الكرام
نتوقف قليلاً في هذه النقطة المهمة والتي تعتبر من اهم النقاط في الزواج والبناء وهي الكفا