أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إليك يا أختي المسلمة .. إليك أيتها الدرة المكنونة واللؤلؤة المصونة .. إليك يا مربية الأجيال ومعلمة الرجال ومنشأ الأبطال .. أبعث هذه الرسالة .. حامداً وشاكراً لله ، ومصلياً على رسول الله .. شاهداً بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه ، أما بعد : يا أمة الله : أنذرتك النار !! صرخة دوّى بها محمد صلى الله عليه وسلم في مسمع التاريخ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لأحب الناس إليه وأقربهم منه وأغلاهم عنده ، حيث قال : " يا فاطمة بيت محمد أنقذي نفسك من .. النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً " يا صفية عمة رسول الله : أنقذي نفسك من النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً .. " "صحيح البخاري" وها أنا ذا أهتف بها من بعده تأسياً به ، فاسمعيها مني وخذيها عني ، فوالله إني لأخاف عليك منك !! فأنقذي نفسك من النار فلن يغني عنك من الله أحداً ، ولن تجدي لك من دون الله ملتحداً ، فلا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ من الله إلا إليه .
يا أمة الله : أنذرتك النار وسطوة الواحد القهار... ونقمة العزيز الجبار .. وأن تطردي من رحمة الرحيم الغفار يوم تعودين إليه .. وتقبلين عليه .. وتقفين بين يديه ... وحيدة فريدة ... طريدة شريدة . مسلوبة من كل قوة .. محرومة من كل نصرة .. فمالك من الله من عاصم .. وليس لك من دونه راحم لو أبصرت عيناك أهل الشقا *** سيقوا إلى النار وقد أحرقوا شرابهم الصديد في قعرها *** وفي لجج المهل قد أُغرقوا وقيل للنيران أنْ أحرقي *** وقيل للخُزَّان أن أطبقوا يا أمة الله : أنذرتك النار يوم تعرضين عليها .. وتردين على متنها فترين لهيبها .. وتبصرين كلاليبها .. وتلمحين أغلالها وأنكالها فلا تدرين : أتنجين من الوقوع فيها وتنقذين منها ؟! فتسعدين للأبد !! أم تقذفين إليها .. وتعذبين بها ؟! فيا تعاسة الجسد .. ويا حرقة الكبد.. ويا شقاءً ليس له أمد !! يا أمة الله : أنذرتك النار التي تناهت في الحرارة ... وزادت في الاستعارة { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } فلو تعالت صيحات أهل النار ما رحموهم .. ولو طالت زفراتهم لما أنقذوهم ولو تواصلت أنّاتهم وحسراتهم لما ساعدوهم وكلما أرادوا أن يخرجوا منها لما فيها أعادوهم وبمقامع الحديد طرقوهم .. وبالأنكال والأغلال قيدوهم .. فيا ذلة الحال.. ويا سوء المآل .. ويا بؤساً ليس له نهاية . ولو طالت الشكاية من تلك النكاية !! وقرِّبت الجحيمُ لمن يراها *** فيا لله من خوف العباد وقد زفرت جهنم فاستكانوا *** سقوطاً كالفراش وكالجراد وقد بلغت حناجرهم قلوبٌ *** وقد شخصوا بأبصارٍ حدادٍ نودوا للصراط ألا هلموا فهذا ويحكم يومُ المعاد يا أمة الله : أنذرتك النار فحرها شديد ... وقعرها بعيد .. ومقامع أهلها من حديد .. يقذف فيها كل جبار عنيد وهي تنادي : هل من مزيد ؟! هل من مزيد ؟! { كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} يا أمة الله : أنذرتك ناراً تلظى لا يصلاها إلاّ الأشقى فهو بنارها يتكوّى وهي نزاعة للشوى جالبة للعناء .. مدينة للشقاء. موطن للأذان ... ومرتع للأسى منكسة للرؤوس .. مخزية للنفوس منضجة للجلود ... محرقة للكبود فهي نار الجحيم والعذاب الأليم والعقاب العظيم . أعوذ بربي من لظى وعذابها *** ومن حال من يهوي بها يتجلجلُ ومن حال من في زمهرير مُعذَّب *** ومن كان في الأغلال فيها مُكبَّلُ يا أمة الله أنذرتك يوم الحسرة ..... إذ القلوب لدى الحناجر .. يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور . ويظهر ما احتوته الضمائر في ذلك اليوم الموعود وشاهد ومشهود عندما تنطق عليك الشهود وتفضحك فيه الجلود . يوم تأسفين وتندمين ، عندما تُسألين وتحاسبين عما كنت تفعلين وتعملين !! يوم تُفتّح أبواب الجنان ، فيدخل منها وفد الرحمن ، للرضى والرضوان والنعيم والأمان والسعادة والإحسان. وتوصد أبواب النيران على أهل العذاب والهوان والخسران والحرمان . فمن أي باب تلجين ؟! أفي دار المتقين المنعمين ؟! أم في دار المعذبين المطرودين ؟! ومن رحمة الله محرومين ؟! في العقاب الشديد والعذاب المهين !! أ في الجنان وفوز لا انقطاع له *** أم في الجحيم فلا تبقي ولا تدع تهوي بسكَّانها طوراً وترفعهم *** إذا رجَوا مخرجاً من غمّها قمعوا طال البكاء فلم ينفع تضرُّعهم *** هيهات لا رقّة تغني ولا جزعُ يا أمة الله : قال رسول الله : " ... قُمت على باب النّار ، فإذا عامَّةُ من دخلها النساء" وقال صلى الله عليه وسلم :" اطّلعتُ في الجنة فرأيتُ أكثر أهلها الفقراء ، واطّلعتُ في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " . فاحذري – أخيتي – أن تكوني منهن ، فلا تسلكي سبيلهن ، فإنهن – ويا لشقائهن – جموعهن غفيرة وأعدادهن غزيرة وذلك لطرق النار الكثيرة وأسباب الوقوع فيها والعذاب بها الوفيرة ، فقد حُفّت بالشهوات ، وزينت بالنزوات ، وأحيطت بالملذات . فأبوابها مشرعة لكل راغب ، وأسبابها مبذولة لأي طالب ، ودعاتها – يا ويحهم – كثرة كاثرة في كل زمان ومكان ، وخصوصاً في هذا الأوان فهو وقت الفتن وعصر المحن .. والمعصوم من عصمة مولاه ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله !! يا أمة الله : رب طاعة تستصغر .. تكون عقباها مقاعد الصدق عند المليك المقتدر في جنات ونهر . ورب معصية تحتقر .. يكون عقابها نار سقر فلا تبقي ولا تذر . قال رسول الله : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ". فتجنبي – أخيتي – وهج الحريق .. لا تسلكي تلك الطريق .. التي ختامها جحيم من لا يستفيق !! فإني من خوفي عليك أن تمتد ألسنة اللهب إليك فتحرق جلدك الناعم وتشوي وجهك الباسم أذكرك بتلك اللحظة المروّعة ... لإبليس في النار .. يعض من فرط الندم أصابعه ... تجري مدامعه .. ومن معه يصطرخوا .. يولولوا .. يتحسروا ياويحهم .. صراخهم من يسمعه ؟! عذابهم من يمنعه ؟ ! بكاءهم .. عويلهم .. من يرحمه ؟! من ينفعه ؟! فُيسألون : ما الخبر ؟! { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } . فيجب أهل تلك المعمعة .. والخاتمة المخيفة والنهاية المفجعة : إنها الفريضة المضيعة. { لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } فقطعنا كل صلة لنا بمن هو أقرب إلينا من حبل الوتين . فليتك تدركين بما تفرطين ... أو تشعرين مما تحرمين أو تذكرين وقوفك بين يدي رب العالمين ، يوم الجزاء والدين !! فيا أمة الله الصلاة ... الصلاة وكيف تطيب الحياة بدون هذه الصلاة !! وفيها رضاء الإله ، وبها سبيل النجاة فهي دليل السعادة وسبيل النجاح فمن ضيع في البداية " حي على الصلاة " أضاع – ولاشك – في النهاية " حي على الفلاح "!! وأنذرتك النار وكأنني أُبصرها ترمي بشرر كالقصر ، كأنه جمالة صفر تريد أن تحتويك وبنارها تصليك . من خلال ضحكة غجرية مع بائع ضائع يصيد كالذئاب بخسة الكلاب يبادلك الابتسام ويستطيل معك الكلام تكاد عينيه أن تقفز من رأسه ليلتهم ما تبدّى من وجهك المكشوف أو بلبس الشفوف . ومن خلال يديه التي تنسل من جنبيه لتلامس كفك الظاهر أو شعرك النافر أو صدرك السافر . بدعوى القياس وتجريب اللباس وأخذ لون البشرة . صوني جمالك إن أردت كرامة *** كيلا يصول عليك أدنى ضيغم حُلَلُ التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم فيا لّلّه : كم في السوق من ملعون وملعونة يبارزون الله بالذنوب ويعصونه يتواعدون فيلتقون .. يضحكون وينعمون .. يعبثون ويفجرون .. وبمحارم الله يتلذذون .. ولم يخافوا أن يخرجوا من رحمته أو يخشوا أن يكتب عليهم الإبعاد والطرد من فضله وعنايته .. فلا يبالي الله الذي سواهم بمن لا يبالون بمولاهم في أي واد يهيمون ؟ وإلى أي حال يصيرون ؟ وفي أي دار يحشرون ؟! فمالهم لا يفقهون ؟! وتباً لهم مما يجرمون !! وسيندمون !! { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } قال رسول الله :" صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ..... ونساء كاسياتُ عارياتُ ، مميلاتُ مائلاتُ ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ، ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ". إنِّي كأنّي أرى من لا حياء له *** ولا أمانة وسط الناس عُريانا وأنذرك النار لشرها المستطير وخطرها الكبير أن تصل إليك عن طريق سماعة الهاتف وحديث طويل في ظلمة الليل مع شاب غافل عاطل لا يخاف الله ولا يخشى لقاه يفيض لسانه بالأماني العذاب ، ويشكو من ألم الفراق ومُرِّ العذاب. لا خير في ودِّ امرئ متملّق *** حُلو اللِّسان وقلبهُ يتلهَّبُ يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ يحيك ضدك أمرَّ مؤامرة وأشرَّ مخاطرة فتطلقي لقلبك العنان .. ليبادله الخفقان بالحب والشوق والحنان ثم يغدر وبك يمكر ولك يُشهر .. فتنطوي صفحة الأفراح .. وتعلني الأسى ممن قسى .. واثخن الفؤاد بخنجر الجراح ويسقط القناع ، وتظهر الحقيقة .. فإذا به من أبشع السباع ، ملتحف بديباجة ناعمة رقيقة . لا تأملي الخير من قوم إذ وعدوا *** وعودهمْ كّحصاة الملح في بحر فطالب العون منهم عند شدته *** كطالب الثلج من إبليس في سقر وتحت طائلة التهديد وقوة الوعيد ... تُعطيه ما سأل وفي عجل ... لخوفك الشديد من بطشه العتيد فيا لها من فضيحة ما أشنعها !! وسمعة قبيحة ما أبشعها !!