الرئيسيةالتسجيلمكتبي  الرسائل الخاصةالبحثالخروج

  
 


  
أهلا وسهلا بك إلى منتديات ابداع نت.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
 


الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

منتديات ابداع نت :: الآقسام الترفيقية :: قسم المنتديات العامة :: المنتدى العام

  
شاطر
 

  
 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Empty2011-01-30, 19:38
المشاركة رقم:

نسيم

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
المساهمات : 130
نقاط : 253
السمعة : 0
مُساهمةموضوع: ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
موضوعنا اليوم يتكل عن البلاء و المصائب و ما يتبعها من هم و غيم و سخط من قضاء الله و قدره و ما هو الحل المقترح لتلافي ما قد يحدث من العبد من اجتراء على الله و عدم رضا بقضائة
وبعد
كتير ما نسمح انسانا يشكي و يبكي و يتذمر عندما تسأله عن حاله
وعندما تطلب منه الصبر على ما هو فيه تراه يجيبك بقوله الأثور
((ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر))
اذا فاسمع يا أخي و يا أختي بارك الله بكما و هداني و اياكما الى جادة الصواب
ان الله عز و جل قال في محكم بيانه
من بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ))
214 البقره

وقال أيضا

((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))
142 آل عمران

وقال أيضا

(( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

وقال أيضا



{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }
آل عمران186

وقال أيضا

((ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات))


من التبان الالهي في الايات السابقات نستنتج أن البلاء واقع لا محالة و أن المصائب نازلة و لا بد
و تأكيد ذلك قول الله تبارك و تعالى في الأيا ت الكريمات و ((لنبلونكم)) هنا تأكيد على نزول البلاء بالعباد
فبما أن البلاء نازل بالعبد لا محالة مهما كانت رتبته و منزلته فعلام نجد أنفسنا منغمسين في الهم و القهر و عدم الرضا بما كان قد أكد الله على وقوعه علينا
ترى أحدنا يقول يارب لماذا انا ماذا فعلت لك يارب و لماذا انا بالذات الا ترى فلان ماذا يعمل ... و العياذ بالله
تراه يسخط على الله فيما أوقعه به من بلاء و مصيبة
و لو علم المرء ما عظم أجر البلاء و المصائب لتمنى كل أيامه مصائب
حيث ان الله ينقي عباده من السيئات و الخطايا في الدنيا بابتلائه لهم حتى يلقوه و ليس عليهم خطيئة كالثوب الابيض
فابشر يا صاحب البلوى
ومصداق ذلك في حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال
عن شداد بن أوس ـ رضي الله عنه

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن الله عز وجل يقول: ((إذا أنا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعة ذلك كيوم ولدته
أمه من الخطايا))
ويقول الرب تبارك وتعالى: ((أنا قيدت عبدي وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر )) وهو صحيح".
و لنفرق بين البلوى و المصيبة فالبلوى هي امتحان من الله على صدق ايمان المؤمن و دليل يمتحن فيه الله صدق التجاء عباده اليه
وذلك و رد في قوله تعالى اللذي اسلفت ذكره
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }
آل عمران186
أما المصيبة فهي حادثة من الله تقع على العبد بسبب أفعال تقترفها يداه بدليل الاية القرآنية
((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))
(30) الشورى
بعد هذا البيان رب سائل يسأل
ما هو السبيل لكي نتحمل ما نزل بنا و ما هو الدواء الناجع الذي يجعلنا نرضى بما قدر لنا
أقول لكم و لنفسي ان السبيل
هو تقوى الله فقد قال الله تعالى
((ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب))
ثم
الاتكال على الله في كل الامور و تفويض الامور اليه
حيث قال
((ومن يتوكل على الله فهو حسبه))
اقامة الصلاة فقد قال الله تعالى
((و استعينو بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين اللذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون))
الصلاة .. الصلاة
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ))
إذا داهمك الخَوْفُ وطوَّقك الحزنُ ، وأخذ الهمُّ بتلابيبك ، فقمْ حالاً إلى الصلاةِ ، تثُبْ لك روحُك ، وتطمئنَّ نفسُك ،
إن الصلاة كفيلةٌ – بأذنِ اللهِ باجتياحِ مستعمراتِ الأحزانِ والغمومِ ، ومطاردةِ فلولِ الاكتئابِ .
كان صلى الله عليه و سلم إذا حزبَهُ أمرٌ قال : (( أرحنا بالصلاةِ يا بلالُ )) فكانتْ قُرَّةَ عينِهِ وسعادتهُ وبهجتَهُ .

إنّ صلاة الخوفِ فُرِضتْ لِتُؤدَّى في ساعةِ الرعبِ ، يوم تتطايرُ الجماجمُ، وتسيلُ النفوسُ على شفراتِ السيوفِ ،
فإذا أعظمُ تثبيتٍ وأجلُّ سكينةٍ صلاةٌ خاشعةٌ .
إنَّ على الجيلِ الذي عصفت به الأمراضُ النفسيةُ أن يتعرّفَ على المسجدِ ، وأن يمرّغَ جبينَهُ لِيُرْضِي ربَّه أوَّلاً ،
ولينقذ نفسهُ من هذا العذابِ الواصِبِ ، وإلاَّ فإنَّ الدمع سوف يحرقُ جفْنهُ ، والحزن سوف يحطمُ أعصابهُ ،
وليس لديهِ طاقةٌ تمدّهُ بالسكينةِ والأمنِ إلا الصلاةُ .
من أعظمِ النعمِ – لو كنّا نعقلُ – هذهِ الصلواتُ الخمْسُ كلَّ يومٍ وليلةٍ كفارةٌ لذنوبِنا ،
رفعةٌ لدرجاتِنا عند ربِّنا ، ثم هي علاجٌ عظيمٌ لمآسينا ، ودواءٌ ناجِعٌ لأمراضِنا ، تسكبُ في ضمائرِنا مقادير زاكيةً من اليقين ،
وتملأُ جوانحنا بالرِّضا أما أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا الصلاة ، فمنْ نكدٍ إلى نكدٍ ، ومن حزنٍ إلى حزنٍ ، ومن شقاءٍ إلى شقاءٍ ، فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ .

ثم
الرضا بما قسمه الله لك و الصبر على ما قدره عليك
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )).
رواه مسلم .
كان أحد السلف أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول :
"الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً "
فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟
فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً
وقال نينا الكريم صلوات الله عليه و سلامه
((من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر)) . رواه البخاري ومسلم .
اذا الصبر الصبر في كل الامور فانظر الى حديث الرسول الكريم في قوله ((وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))
فالصبر خير و هو الضريبة التي يدفعها المؤمن للنجاة مما ابتلي به و أصابه .
فقد قال الله تعالى
((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا))
، جفَّ القلمُ ، رُفعتِ الصحفُ ،
قضي الأمرُ ، كتبت المقادير ، قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ، ما أصابك لم يكنْ لِيُخطئِك ، وما أخطأكَ لم يكنْ لِيُصيِبك .
إن هذه العقيدة إذا رسختْ في نفسك وقرَّت في ضميرِك صارتْ البليةُ عطيةً ، والمِحْنةُ مِنْحةً ، وكلُّ الوقائع جوائز وأوسمةً
((ومن يُرِدِ اللهُ به خيراً يُصِبْ منه))
فلا يصيبُك قلقٌ من مرضٍ أو موتِ قريبٍ ، أو خسارةٍ ماليةٍ ، أو احتراقِ بيتٍ ،
فإنَّ الباري قد قدَّر والقضاءُ قد حلَّ ، والاختيارُ هكذا ، والخيرةُ للهِ ، والأجرُ حصل ، والذنبُ كُفِّر .هنيئاً لأهلِ المصائب صبرهم
ورضاهم عن الآخذِ ، المعطي ، القابضِ ، الباسط ،
(( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )) .
ولن تهدأ أعصابُك وتسكن بلابلُ نفسِك ، وتذْهب وساوسُ صدْرِك حتى تؤمن بالقضاءِ والقدرِ ، جفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ فلا تذهبْ نفسُك حسراتٍ ،
لا تظنُّ أنه كان بوسعِك إيقافُ الجدار أن ينهار ، وحبْسُ الماءِ أنْ ينْسكِبُ ، ومَنْعُ الريحِ أن تهبُّ ، وحفظُ الزجاج أن ينكسر ،
هذا ليس بصحيحٍ على رغمي ورغمك ، وسوف يقعُ المقدورُ ، وينْفُذُ القضاءُ ، ويحِلُّ المكتوبُ
(( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ )) .
استسلمْ للقدر قبْل أن تطوّق بجيش السُّخْط والتذمُّر والعويل ، اعترفْ بالقضاءِ قبْل أن يدهمك سيْلُ النَّدمِ ،
إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحِيل ، ثم وقع ما كنت تحذرُ ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ،
ولا تقُلْ ((لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قُلْ : قدَّر اللهُ وما شاء فعلْ)) .
قال الله تعالى
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
لقمان17
و قال أيضا
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
الشورى43
وكن واثقا بفرج الله الذي قال
فـ (( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ))
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُ الغائبُ ،
ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ ? فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ? .
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ،
ولمُحِ البصرِ ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ .
مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ .
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ (( بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ )) .
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ (( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) .
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .
إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ،
لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ. ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ
إلى ما وراء الأسوارِ.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ،
والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، و ((إن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً)) .

اصنع من الليمون شراباً حلواً

الذكيُّ الأريبُ يحوّلُ الخسائر إلى أرباحٍ ، والجاهلُ الرِّعْديِدُ يجعلُ المصيبة مصيبتينِ.‍‍‍ ‍
طُرِدَ الرسولُ من مكةَ فأقامَ في المدينةِ دولةً ملأتْ سمْع التاريخِ وبصرهُ .
سُجن أحمدُ بنُ حَنْبَلَ وجلد ، فصار إمام السنة ، وحُبس ابنُ تيمية فأُخْرِج من حبسهِ علماً جماً ، ووُضع السرخسيُّ في قعْرِ بئْرٍ
معطلةٍ فأخرج عشرين مجلداً في الفِقْهِ ، وأقعد ابن الأثيرِ فصنّفَ جامع الأصول والنهاية من أشهرِ وأنفعِ كتبِ الحديثِ ،
ونُفي ابنُ الجوزي من بغداد ، فجوَّد القراءاتِ السبعِ ، وأصابتْ حمى الموتِ مالك بن الريبِ فأرسل للعالمين قصيدتهُ
الرائعة الذائعة التي تعدِلُ دواوين شعراءِ الدولةِ العباسيةِ ، ومات أبناءُ أبي ذؤيب الهذلي فرثاهمْ بإلياذة أنْصت لها الدهرُ ، وذُهِل منها الجمهورُ ، وصفَّق لها التاريخُ .
إذا داهمتك داهيةٌ فانظرْ في الجانبِ المشرِقِ منها ، وإذا ناولك أحدُهمْ كوب ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكَّر ،
وإذا أهدى لك ثعباناً فخذْ جلْدَهُ الثمين واتركْ باقيه ، وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد سُمِّ الحياتِ .
تكيَّف في ظرفكِ القاسي ، لتخرج لنا منهُ زهْراً وورْداً وياسميناً
فـ (( عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ )) .
سجنتْ فرنسا قبل ثورتِها العارمةِ شاعرْين مجيديْنِ متفائلاً ومتشائماً فأخرجا رأسيْهما من نافذةِ السجنِ .
فأما المتفائلُ فنظر نظرةٌ في النجومِ فضحك. وأما المتشائمٌ فنظر إلى الطينِ في الشارعِ المجاور فبكى.
انظرْ إلى الوجه الآخر للمأساةِ ، لأن الشرَّ المحْض ليس موجوداً ؛ بل هناك خيرٌ ومَكْسبٌ وفَتْحٌ وأجْرٌ .
التجأ الى الله

(( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ))

من الذي يفْزعُ إليه المكروبُ ، ويستغيثُ به المنكوبً ، وتصمدُ إليه الكائناتُ ، وتسألهُ المخلوقاتُ ،
وتلهجُ بذكِرِه الألسُنُ وتُؤَلِّهُهُ القلوب ، إنه اللهُ لا إله إلاَّ هو.
وحقٌ عليَّ وعليك أن ندعوهُ في الشدةِ والرَّخاءِ والسَّراءِ والضَّراءِ ، ونفزعُ إليه في المُلِمَّاتِ ونتوسّلُ إليه في
الكرباتِ وننطرحُ على عتباتِ بابهِ سائلين باكين ضارعين منيبين ، حينها يأتي مددُهْ ويصِلُ عوْنُه ،
ويُسْرعٌ فرجُهُ ويَحُلَّ فتْحُهُ ? أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ، فينجي الغريق ويردُّ الغائب ويعافي المبتلي وينصرُ
المظلوم ويهْدِي الضالَّ ويشفي المريض ويفرّجُ عن المكروبِ ، فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.
ولن أسْرُد عليك هنا أدعية إزاحةِ الهمِ والغمِ والحزنِ والكربِ ، ولكن أُحيلُك إلى كُتُبِ السُّنَّةِ لتتعلم شريف الخطابِ معه ؛
فتناجيهِ وتناديهِ وتدعوهُ وترجوه، فإن وجدْتهُ وجدْت كلَّ شيءٍ ، وإن فقدت الإيمان به فقدت كلَّ شيء ،
إن دعائك لربَّك عبادةٌ أخرى ، وطاعةٌ عظمى ثانيةٌ فوق حصولِ المطلوبِ ،
وإن عبداً يجيدُ فنَّ الدعاءِ حريٌّ أن لا يهتمَّ ولا يغتمَّ ولا يقلق كل الحبال تتصرّم إلاَّ حبلُه كلُّ الأبوابِ توصدُ إلاَّ بابهُ
وهو قريبٌ سميعٌ مجيبٌ ، يجيب المضطرَّ إذا دعاه يأمُرُك- وأنت الفقيرُ الضعيفُ المحتاجُ ،
وهو الغنيُّ القويُّ الواحدُ الماجدُ - بأن تدعوه ((ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) إذا نزلتْ بك النوازلُ ، وألَمَََََّتْ بك الخطوبُ فالْهجْ بذكرِهِ ، واهتفْ باسمِهِ ، واطلبْ مددهُ واسألْه فتْحهُ ونصْرَهُ ، مرِّغِ الجبين لتقديسِ اسمِهِ ، لتحصل على تاج الحريَّةِ ، وأرغم الأنْف في طين عبوديتِهِ لتحوز وِسام النجاةِ ، مدَّ يديْك ، ارفع كفَّيْكَ ، أطلقْ لسانك ، أكثرْ من طلبِهِ ، بالغْ في سؤالِهِ ، ألحَّ عليه ، الزمْ بابهُ ، انتظرْ لُطْفُه ، ترقبْ فتْحهُ ، أشْدُ باسمِهِ ، أحسنْ ظنَّك فيه ، انقطعْ إليه ، تبتَّلْ إليه تبتيلاً حتى تسعد وتُفْلِحَ .
اقبلِ الحياة كما هي
حالُ الدنيا منغصةُ اللذاتِ ، كثيرةُ التبعاتِ ، جاهمةُ المحيَّا ، كثيرةُ التلوُّنِ ، مُزِجتْ بالكدرِ ، وخُلِطتْ بالنَّكدِ ، وأنت منها في كَبَد .
ولن تجد والداً أو زوجةً ، أو صديقاً ، أو نبيلاً ، ولا مسكناً ولا وظيفةً إلاَّ وفيه ما يكدِّرُ ، وعنده ما يسوءُ أحياناً ، فأطفئ حرَّ شرِّهِ ببردِ خيْرِهِ ، لتنْجُوَ رأساً برأس ، و ((الجروحُ قصاصٌ)) .
أراد اللهُ لهذه الدنيا أن تكون جامعةً للضدينِ ، والنوعين ، والفريقين ، والرأيين خيْرٍ وشرٍ ، صلاحٍ وفسادٍ ،
سرورٍ وحُزْنٍ ، ثم يصفو الخَيْرُ كلُّهُ ، والصلاحُ والسرورُ في الجنةِ ، ويُجْمَعُ الشرُّ كله والفسادُ والحزنُ في النارِ .
في الحديث : (( الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ وعالمٌ ومتعلمٌ )) فعشْ واقعكَ ولا تسرحْ من الخيالِ ، وحلّقْ في عالمِ المثالياتِ ، اقبلْ دنياكَ كما هي ، وطوِّع نفسك لمعايشتها ومواطنتِها ، فسوف لا يصفو لك فيها صاحبٌ ، ولا يكملُ لك فيها أمرٌ ، لأنَّ الصَّفْوَ والكمال والتمام ليس من شأنها ولا منْ صفاتِها .
لن تكمل لك زوجةٌ ، وفي الحديث : (( لا يفركُ مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) هذه هي سياسة الامور التي يجب ان يتبعها كل انسان.
فينبغي أنْ نسدد ونقارب ، ونعْفُوَ ونصْفحَ ، ونأخُذ ما تيسَّرَ ، ونذر ما تعسَّر ونغضَّ الطَّرْف أحياناً ، ونسددُ الخطى ، ونتغافلُ عن أمورٍ .

تعزَّ بأهلِ البلاءِ
تَلَفَّتْ يَمْنَةً ويَسْرَةً ، فهل ترى إلاَّ مُبتلى ؟ وهل تشاهدُ إلاَّ منكوباً في كل دارٍ نائحةٌ ، وعلى كل خدٍّ دمْعٌ ، وفي كل وادٍ بنو سعد .
كمْ منَ المصائبِ ، وكمْ من الصابرين ، فلست أنت وحدك المصاب ، بل مصابُكَ أنت بالنسبةِ لغيرِك قليلٌ ، كمْ من مريضٍ على سريره من أعوامٍ ، يتقلبُ ذات اليمينِ وذات الشِّمالِ ، يَئِنُّ من الألمِ ، ويصيحُ من السَّقم .
كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته .
كمْ من رجلٍ وامرأةٍ فقدا فلذاتِ أكبادهِما في ميْعَةِ الشبابِ وريْعانِ العُمْرِ .
كمْ من مكروبٍ ومدِينٍ ومُصابٍ ومنكوبٍ .
كم و كم و كم.
آن لك أن تتعزّ بهؤلاءِ ، وأنْ تعلم عِلْمَ اليقين أنِّ هذه الحياة سجْنٌ للمؤمنِ ، ودارٌ للأحزانِ والنكباتِ ،
تصبحُ القصورُ حافلةً بأهلها وتمسي خاويةً على عروشها ، بينها الشَّمْلُ مجتمِعٌ ، والأبدانُ في عافية ،
والأموالُ وافرةً ، والأولادُ كُثرٌ ، ثمَّ ما هي بإلاَّ أيامٌ فإذا الفقرُ والموْتُ والفراقُ والأمراضُ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ فعليك أن توطِّن مصابك بمنْ حولك ، وبمن سبقك في مسيرةِ الدهرِ ، ليظهر لك أنك معافىً بالنسبة لهؤلاءِ ، وأنه لم يأتك إلا وخزاتٌ سهلةٌ ، فاحمدِ الله على لُطْفهِ ، واشكره على ما أبقى ، واحتسِبْ ما أخذ ، وتعزَّ بمنْ حولك .
ولك في الرسول صلى الله عليه و سلم قدوةٌ و أسوة حسنة وقدْ وُضعِ السَّلى على رأسِهِ الشريف ، وأدمِيتْ قدماه الشريفتان وشُجَّ وجهُه الشريف ، وحوصِر في الشِّعبِ حتى أكل ورق الشجرِ ،
وطُرِد من مكَّة ، وكُسِرتْ ثنيتُه ، ورُمِي عِرْضُ زوجتِهِ الشريفُ ، وقُتِل سبعون من أصحابهِ ، وفقد ابنه ، وأكثر بناتِه في حياتهِ ، وربط الحجر على بطنِه من الجوعِ ، واتُّهِم بأنهُ شاعِرٌ ساحِرُ كاهن مجنونٌ كاذبٌ ، صانُهُ اللهُ من ذلك ، وهذا بلاءٌ لابدَّ منهُ وتمحيصٌ لا أعظم منهُ ، وقدْ قُتِل زكريَّا ، وذُبِح يحيى ، وهُجّرَ موسى ووضع الخليلُ في النارِ ، وسار الأئمةُ على هذا الطريق فضُرِّج عُمَرُ بدمِهِ ، واغتيل عثمانُ ،
وطٌعِن عليٌ ، وجُلِدَتْ ظهورُ الأئمةِ وسُجِن الأخيارُ، ونكل بالأبرار ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ)) .
و في الختام اليك ما علمتني الحياة
من خلال حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم حينما قال لابن عباس
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت خلف النبي
صلي الله عليه وسلم يوما ، فقال :
(( يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك
، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا علي أن يضروك يشئ لم يضروك إلا يشئ قد كتبه الله عليك
رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .
رواه الترمذي حديث حسن صحيح .
وفي رواية - غير الترمذي: (اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ،وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ،وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)

وفي هذا القدر الكفاية لمن أراد الهداية

تنويه: قام الاخ عاشق الياسمين بادراج موضوع في قسم سيرة و انفتحت يحاكي نفس المقصد و قد وضع فيه استطلاعا للرأي
بعنوان
بـرنــــــــ |1|تـحــــديــــات |1| ــــــامـج


فيرجى زيارة الموضوع و ابداء الرأي
برنامج التحديات الحلقة الاولى
عذرا عن لاطالة دمتم بود أخوكم




الموضوع الأصلي : ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: نسيم


توقيع : نسيم




 

  
 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Empty2011-01-30, 19:43
المشاركة رقم:
زائر

Anonymous

إحصائية العضو

مُساهمةموضوع: رد: ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


يسلمو




الموضوع الأصلي : ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: ????


توقيع : ????




 

  
 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Empty2011-01-31, 10:43
المشاركة رقم:

Mohamad Yasser

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
المساهمات : 7220
نقاط : 8697
العمر : 24
السمعة : 1
مُساهمةموضوع: رد: ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


شكرا لك




الموضوع الأصلي : ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Mohamad Yasser


توقيع : Mohamad Yasser




 

  
 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Empty2011-07-09, 14:29
المشاركة رقم:

Youth

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
المساهمات : 2065
نقاط : 2650
العمر : 27
السمعة : 3
http://www.t-altwer.com/forum
مُساهمةموضوع: رد: ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر


شكرآ




الموضوع الأصلي : ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Youth


توقيع : Youth




 


  
الإشارات المرجعية
 

  
التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك
 

  
الــرد الســـريـع
..

 



  
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)
 



 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

  
 

 ما وراء الصبر الا المجرفة و القبر  Cron