Pep Guardiola - Barcelona
[center]
برشلونة
الفريق الذي أمتع العالم بالسنوات الثلاث الماضية وما زال،
كيف لا وهو الذي أعاد صياغة مفاهيم كثيرة بكرة القدم، وابتكر طريقة لعب
أصبحت ملازمة لإسمه، حتى أصبحت أسماء نجومه منتشرة في كل بقاع العالم
ومتداولة على كل لسان. فريق دخل التاريخ وأذهل جميع المتابعين حتى وصل
الأمر بكثيرين إلى اعتبار عناصره كأفضل مجموعة لعبت الكرة على مدى كل
العصور.
هذا
العملاق الكتالوني أصبح من الواضح أنه لا يمر بأجمل مواسمه حالياً، فهو نزف
العديد من النقاط بالدوري بالمقارنة مع السنوات الفائتة وأصبح يعاني
للانتصار وهو الذي كان يصول ويجول في إسبانيا ويلتهم المنافسين بالثلاثة،
بالأربعة وبالخمسة وبأقل مجهود، فما هي أبرز الأسباب التي أدت إلى هز موسم البلوغرانا الحالي:
-اهتزاز الدفاع: حقيقة
مؤلمة لعشاق النادي ولكن لا بد من التطرق إليها هي أنه وبالرغم من أدائه
الجيد في بعض المباريات، إلا أن تقدُّم قائد الفريق كارليس بويول بالعمر،
الإصابات المتكررة التي تعرض لها وضغط المباريات قد أثر فعلاً على مردود
قلب الأسد على الميدان ما انعكس سلباً على القوة الدفاعية للفريق، فعلى
النادي إيجاد حل لهذه المشكلة باستقدام قلب دفاع على مستوى عالمي من أجل
تخفيف الضغط على بويول، الذي لم يَعُد يحتمل اللعب في كل المباريات وليشكل
بديلاً لقلب الأسد على المدى الطويل.
-الإصابات:
تبقى الإصابات أحد أبرز العوامل التي قد تهز موسم أي فريق، والبرشا ليس
باستثناء، فالنادي الكتلوني نال حصته الكبيرة من الإصابات هذا الموسم حيث
ضربت كل صفوفه تقريبا، بدايةً من ثنائي الدفاع بيكي وبويول في بداية الموسم
مروراً بإصابة فبرجاس ومؤخراً إنيستا، ألكسيس بالإضافة إلى الإصابة طويلة
الأمد لفيا، فالإصابات كانت أحد أبرز العوامل السلبية التي أثرت على موسم العملاق الكتالوني حتى الإن.
-المشكلة في الهجوم: هجوم
البرشا بفيا، ميسي وأليكسيس هجوم جيد ولكن هناك مشكلة غياب الهداف المساند
لميسي حتى قبل إصابة فيا طويلة الأمد، فمنذ رحيل إيتو لم يأتِ للبرشا
مهاجم قناص بأتم معنى الكلمة يستطيع تخطي عتبة الـ 20 هدف موسمياً وبشكلٍ
مستمر، فأليكسيس متحرك وسريع ولكن ليس قناصاً أو على الأقل لم يثبت نفسه
كقناص إلى الآن، وهو أقرب لجناح هجومي من قلب هجوم (كما أنه قد نال قسطه
من الإصابات)، وفيا يفقد الكثير من قدراته التهديفية عندما يلعب على
الأطراف، فمن هنا تأتي ضرورة استقدام مهاجم يلعب على الجانب الأيسر مكان
فيا (المتقدم بالعمر وغير الفعال كثيراً على الجبهة اليسرى) ويستطيع التوغل
في العمق والتهديف بكثرة وهي مواصفات يتمتع بها القليل من اللاعبين حول
العالم أبرزهم البرازيلي هالك، الأورجوياني كافاني، أو حتى سفاح ليفربول
المشاغب "لويس سواريز".
-قلة العمق في تشكيلة الفريق :الحق
يُقال أن التشكيلة الأساسية للبلوغرانا حتى مع المشكلات القليلة والصغيرة
التي ذكرتها عندما تكون جميع عناصرها جاهزة، فإن الفريق يكون مرعباً
والأفضل في العالم، وهذا الذي ظهر في مباريات الكلاسيكو وأيضاً أمام
الميلان في دوري الابطال ،ولكن قلة العمق في الفريق تزيد من تأثير الاصابات السلبي على الفريق،
وهذه مشكلة مزمنة من الموسم الماضي ولو أنها لم تظهر حينها بسبب حسن الحظ
وابتعاد الاصابات الكبيرة عن نجوم بطل أوروبا، والحق يُقال أيضاً فإن
الإدارة حاولت تدارك هذه المشكلة باستقدام فابرجاس وأليكسيس، ولكن ما زال
الرصيد البشري قليل في صفوف الفريق مقارنةً بمنافسه المباشر في إسبانيا
"ريال مدريد"،خصوصاً في الخطوط الخلفية الذي تؤثر عليها أبسط الغيابات.
-قلة التركيز أمام بعض الفرق متوسطة وضعيفة المستوى: يبدو
أنه أخيراً بدأ يتسلل إلى نفوس لاعبي الفريق حالة من التخمة والشبع من
الانتصارات واعتبار الفوز تحصيلاً حاصلاً وبأنه يمكن الفوز ببذل أقل
الجهود، الشيء الذي يُضاف إلى استبسال جميع الفرق أمامهم مما يُؤدي إلى
نزيف شديد للنقاط، و يمكن لوضع الفريق الصعب حالياً وبعض التشجيع والتحفيز من بيب جوارديولا أن يساهموا بإعادة الفريق إلى واقعيته أمام هذه الفرق ،ولكن الخوف أن يكون قد فات الأوان، في الدوري المحلي على أقل تقدير.
بالنهاية
.. لا يمكن نكران أنه حتى وبرغم كل هذه المشاكل يبقى برشلونة من أفضل فرق
العالم وأكثرها إثارة وجمالية في الأداء، وأن تأخره واهتزازه في الآونة
الأخيرة يا يعدو مجرد كبوة أدت لها العديد من العوامل الممزوجة بسوء الحظ
الذي لا بد أن يتخطاه العملاق الكتالوني بسرعة بما يمتلك من نجوم كبار
واداريين أكفاء ومدرب قدير، كما لا يمكن الانتقاص من قيمة وأحقية الريال
بصدارة الدوري وهو الذي استغل اهتزاز منافسه الأزلي بأحسن طريقة وأظهر
ثباتاً شديداً في المستوى وروحاً كبيرة هذا الموسم .
[/center]