أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إخوتى في الله ... في مقال سابق بعنوان "تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة" http://islamdor.com/vb/showthread.php?t=34736
تعرفنا فيه على أهمية معرفة الله ، فهو أشرف العلوم ، وهو الأساس الأول الذى تقوم عليه تربية النفس فعلى مدى هذه الأيام السابقة .. ماذا وجدت في قلبك أيها المتعرف إلى ربك ؟ .. هل اتضحت أمامك الحقيقة ؟ من أنت؟! .. وماذا في قلبك لربِّك؟ .. وماذا وجد الله عزَّ وجلَّ منك؟! هل حققت حتى الآن هذا المعنى في قوله جلَّ وعلا {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} هل تظن أن الله وجد منك حُسن الإقبال؟! .. وجد منك صدق النية؟! .. وجد منك حُسن العمل؟ وجد منك مجاهدة واجتهاد؟! .. وجد منك صبر واصطبار ؟!!
وقد وقفنا عند السؤال : كيف اتعرف الى ربي ؟؟؟
[b]** طرق تحصيل المعرفة ** وهي على اربعة مراتب
** المرتبة الأولى: يبدأها الإنسان بمعرفة أسماء الله وصفاته .. فإن علم العبد أن الله بصير ==> فيستحي من نظر الله إليه فلا يعصيه ... و إن علم أن الله سميع ==> فيستحي أن يسمع الله منه كلاماً لا يليق ... و إن علم أن الله قريب ==> فيحن للإقتراب من ربه عز وجل .. و إن علم أن الله هو الرازق ==> فيلجأ إلى ربه لتفريج كربه ليخلصه من فقره ... وإن أعظم رزق المؤمن هو الإيمان وإن علم أنه الله هو الغني ==> فيعلم ان الله غني عنه ولا يحتاج إليه .. فلا يتكبر بطاعاته ولا يُعجب بأعماله ،، بل يرى طاعته قليلة جدًا في حق الله سبحانه.. وتأمل هذه الآيات {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء]
** المرتبة الثانية: لتحصيل المعرفة: تصدق الله في المعاملة .. لأنك إذا أقبلت عليه بصدق ،، و لم تُضيع وقتك وسخرته لتحصيل معرفة الله .. فاعلم ان الله شكور ،، فسيشكر فعلك وسيشكر عملك، فستجد أثره فتتعلم مَن هو ..
** المرتبة الثالثة : تتنقى عن أخلاقك الرديئة .. لأن مشاكلك هذه هي التي ستحول بينه وبين الفهم عن الله حق .. ؛ لأن بداخلك كبر وبداخلك صفة ذميمة تقطع بينك وبين الله. وتأخذك العزة بالإثم، لذا فلن تتعلم .. إلا ان تتواضع و تذل نفسك لتنتفى عن هذه الأخلاق الرديئة
** المرتبة الرابعة: "ثم طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه" تقف بالباب ترجو الله ,, وأنت متجرد تماماً عن أى حظ من حظوظ النفس . واعكف بقلبك عليه .. لا زوجة، ولا عمل، ولا هاتف معك وأنت مُعتكف .. اغلق على نفسك واجلس هكذا مشغول بما داخل قلبك .. وانظر كيف سيُسلل الله سخائم صدرك .. وكيف سيغسل حوبة قلبك .. هذا هو شغلك الشاغل ..عكوف على الله عزَّ وجلَّ،، ودام بالقلب اعتكاف فحظي من الله بجميل الإقبال، وصدق الله في جميع الأحوال، فانقطعت عنه هواجس النفس، ولم يضع بقلبه ربه، إلا خاطر يدعوه إليه. انظر أين ستكون مكانتك؟ .. عندما تعلو، ستُحصِل تلك الثمرات ..
فإذا صار من الخَلِق أجنبيًا و عن آفات نفسه بريًا، و من المساكنات و الملاحظات نقيًا، و دام في السر مع الله نجيًا، حق له حين إذٍ أن يُبَلَّغ المنازل العليا
1) فإذا صار من الخَلِق أجنبيًا .. فأكون أتعامل مع الناس بجسدى ولكن قلبي ليس معهم .. أنا الآن يجب علىّ أن أنزل إلى العمل وأقضي حوائجي وأقضي الطلبات التي أُلزمت بها .. وأعمل كذا وكذا ..لكن قلبي ليس معهم .. قلبي ليس مستغرقًا معهم .. حينما يقول لي أحدهم: هل رأيت ما حدث .. قلبى ليس معه نهائيًا ..فصرت أنا عن الخلق أجنبيًا .. كأني لا أعرفهم .. كأني غريبًا عنهم ..
2) و عن آفات نفسه بريًا .. و تبرأ من تلك الآفات وخَلُصَ من تلك العيوب ..
3) و من المساكنات و الملاحظات نقيًا .. هذة المساكنات تفتح معك معنى جميل .. أحيانًا قد تُعطي لنفسك مُسكنات ..فقد تعلم أن نفسك بها بعض الآفات .. فتأخذ مُسكن لمدة ثلاثين يومًا .. طوال فترة رمضان .. وبعد ذلك، سيزول مفعول المُسكن وستهجم مرة أخرى .. (على الآفات) أي إنك خلال ثلاثين يوم طوال رمضان، تضبط نفسك على العمل وجعل تلك الأيام لله سبحانه وتعالى ..وبعد رمضان تعود لآفاتك القديمة! .. فكإنه يأخذ مُسكن، وعندما ينتهي مفعوله يعود إليه الداء وألمه .. فلا يساكن .. ولا يساكن تلك الهموم .. فقد قال إنه من المساكنات نقياً .. فلا تخدع نفسك .. ولا تنظر ولا تزوغ .. ولا تخادع ولا تتلوَّن ولا تساكن مثل تلك الأمور .. إنما واجــــــــه وطهَّـر ..
4) و دام في السر مع الله نجيًا ... لأن الطريق إلى الله سبحانه وتعالى يشبه طريق المائة متر .. آخر عشرة أمتار، لا تصلح للمشي .. أول تسعون خطوة، من الممكن أن تسير فيها بأعمال القلوب وغيرها .. لكن عند وصلك للعشرة أمتار الأخيرة، يجب أن يُفتح لك في الثناء على الله عزَّ وجلَّ .. كما كان مع سيدنا موسى عليه السلام في قوله عزوجل {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ ..} [مريم: 52] أى تعال .. أقبِل .. فيُقبِل ... وفي اللحظة التي سيدنو فيها .. {.. وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} .. من حال كونه مناجيًا
وهذا الأمر استنبطناه من حديث الشفاعة .. فيفتح لى محامد لا أعيها الآن . فالنبى يخبر ويقول ".. ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن .." [متفق عليه] اى أن الله يفتح له هذا الأمر ويسجد النبى تحت عرش الرحمن، إلى أن يُقال له: سَلْ تُعْطَ ..لكن بماذا؟ .. لابد من بعض المحامد .. هناك ثناء مُعين .. هذا هو باب المُناجاة ..
** باب المناجاة .. أن تظل سائرًا طوال التسعة أمتار الأولى، تُطهِّر وتقوم ببعض الأعمال .. وعندما تصل لآخر عشرة أمتار، تحتاج أن يُفتح لك في باب المناجاة في السر ..فتنجــو ..
5) حق له حين إذٍ أن يُبَلَّغ المنازل العليا .. فبعد كل هذه الخطوات ... يستحق العبد المنزلة العليا
إذًا، هل تريد أن تعلم إن كنت عرفته أم لا؟؟ انظر إلى العلامات .. علامة مَنْ عَرَف حتى تصير أمامك مرآة، كلما وجدت أثر لعلامة من تلك العلامات قد بلغ قلبك .. فتعلم أنك تسير في الطريق والحمد لله ..