فوائد من آية : (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ))
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )) البقرة - 152 -
من فوائد هذه الآية الكريمة .......
وجوب ذكر الله تعالى للأمر به ,, مطلق الذكر واجب : يجب
على كل إنسان أن يذكر ربه , بل كل مجلس يجلسه الإنسان ولا
يذكر الله فيه ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا عليه تره -
اي خساره _ وحسرة يوم القيامه فالعبد مأمور بذكر الله تعالى .
ان من ذكر الله ذكره الله لقوله تعالى (( أذكركم )) وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره , ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي
{ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم }
وذكر الله يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح ,,,
فالأصل ذكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد
مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
فذكر الله تعالى باللسان او الجوارح بدون القلب قاصر جدا كجسد
بلا روح ,, وصفة الذكر في القلب التفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه
والإنابة اليه والخوف منه والتوكل عليه وغيرها من اعمال القلوب ..
وأما ذكر الله باللسان فهو النطق بكل قول يقرب الى الله ..
وأما ذكر الله بالجوارح فبكل فعل يقرب الى القيام : القيام في
الصلاة , الركوع , الزكاة , وكلها ذكر لله تعالى .
فضيلة الذكر لأن به يحصل ذكر الله للعبد وذكر الله للعبد امر له شأن كبير وعظيم .
وجوب الشكر (( واشكروا لي )) والشكر يكون بالقلب و
باللسان و بالجوارح ولا يكون الا في مقابلة نعمة فسببه اخص من
سبب الحمد ومتعلقه اعم من متعلق الحمد , فيختلفان إذا من حيث
السبب , ويختلفان من حيث المتعلق , سبب الحمد كمال المحمود وإنعام
المحمود , فإذا كان سببه إنعام المحمود كان الحمد من الشكر , أما
الشكر فسببه واحد وهو نعمة المشكور , واما متعلق الحمد فيكون
باللسان فقط , واما متعلق الشكر فثلاثة يكون باللسان والقلب
والجوارح ...
فالشكر بالقلب ان يعتقد الانسان بقلبه ان هذه النعمة من الله عز
وجل , فيحب الله تعالى لهذا الإنعام , فإن الانسان اذا شعر بأن
هذه النعمة من الله تعالى احب الله لأن النفوس مجبولة على محبة من يحسن اليها ...
واما الشكر باللسان بأن يتحدث الإنسان بنعمه تعالى لاافتخارا بل شكرا (( وأما بنعمة ربك فحدِّث )) الضحى
واما الشكر بالجوارح بأن يقوم الإنسان بطاعة الله ويصرف هذه النعمة لما جعلت له , فإن هذا من شكر النعمة .
وجوب ملاحظة الإخلاص , لقوله تعالى (( واشكروا لي ))
يعني مخلصين لله تعالى عز وجل , لأن الشكر طاعة , والطاعة لابد
فيها من الإخلاص لقوله تعالى (( فمَن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداَ )) الكهف
تحريم كفر النعمة لقوله تعالى (( ولا تكفرون )) ولهذا إذا انعم
الله على عبده نعمة , فإنه يحب أن يرى أثر نعمته عليه ,, فإذا أنعم
الله عليه بعلم فإن الله تعالى يحب من هذا العالم أن يظهر أثر هذه النعمة عليه ..
* على سلوكه هو بنفسه بحيث يكون معروفا بعلمه وعمله به
* ينشر علمه ما استطاع سواء كان ذلك على وجه العموم او الخصوص
* ان يدعو الى الله على بصيرة بحيث انه في كل مجال يمكن ان يتكلم في الدعوة الى الله بقدر ما يستطيع حتى في المجالس الخاصه .