كَتَبَ اللَّهُ 3
(20)كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : أي: كتب القوي العزيز أنه الغالب لأعدائه. وهذا قدر محكم وأمر مبرم، أن العاقبة والنصرة للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
كما قال تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }
تغافل القوم و ظنوا بربهم الظنون و ظنوا النصر بالسلم و المهادنة و ظنوا بها أنهم سيسلموا ما علموا أنهم بمسالمتهم لأعداء الله صاروا من الهالكين و ما دروا أن حرب الله عليهم ستكون اكبر و كان اغلبهم لا يعقلون كتب الله أنهم غالب على أمره و لو كره المجرمون و النصر لا بد انه كائن و ما يبعده عنا إلا بعدنا عن نصرة ديننا , يقول أكثر الناس اليوم انه ليس وقت الجهاد و لست ادر هل يرون إن كلمة الله هي الحق – و لا شك أنها كذلك – مستهجن جدا قولهم هذا مع قولهم إن كلام الله هو الحق فان كانوا يرون كلام الله هو الحق فعلا فما كان عليهم قول ما يقولون من بهتان و إنكار للجهاد في وقت من الأوقات ضاربين لنا الأمثال بالعهد المكي ناسين أو متناسين على الأرجح أن العهد المكي و ما كان فيه من تصرفات مع كفار قريش و غيرهم نسخت تماما بالعهد المدني محاولين إعادتنا إلى أحكام العصر المكي بعد أن أتم الله كلمته و رضي لنا الإسلام دينا عزيزا قويما و بعد وعده لنا بالنصر ( (6)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(7) ) انه وعد من ربنا و ليس الله بتارك وعده إنما أرادوا و عملوا جهدهم أن نفهم أن لنصر الله زمن و مكان غير هذا الزمن و المكان و لا نعلم من أين أتاهم علم الغيب بما ينافي وعود الله للمؤمنين و نقول إن الله ابلغنا ( إن تنصروا الله ينصركم ) و قال عن نصره ((159)إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ(160)) نعم إن ينصرنا الله فلا غالب لنا انه بالمطلق و لم يقل الله بعد أن تتكاثروا و تتقوا و تخرجوا من ضعفكم أنا سوف أنصركم حاشاه ربنا عن قول هذا إن الله لا يذرنا لأننا ضعفاء لنهزم كلا خسئ ما كانوا يفترون و ما هزائمنا المتلاحقة إلا من عقولهم العفنة و يقينهم المهزوز بالله و نصرته لدينه و تثاقلهم للحياة الدنيا راغبين بها مبطلين علينا فروض الأعيان بفرائض الكفاية قائلين للناس الدعوة اليوم هي الجهاد و قد كذبوا و الله فما الدعوة و لا نافلة الصيام و لا نافلة الصلاة و لا الصدقات و لا كل عمل خير في الحياة كلها يوازي يوماً واحدا في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب ) لقد كتب الله لاغلبن أنا و رسلي شاء المتخاذلون أم أبو كره المجرمون أو رضوا .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا ضن الناس بالدينار و الدرهم و تبايعوا بالعينة و تبعوا أذناب البقر و تركوا الجهاد في سبيل الله أدخل