وقف
فارق الأهداف الاعتبارية جوار فريق سبورتينج لشبونة المُكافح ليؤهله إلى
الدور ربع النهائي من بطولة الدوري الأوروبي على حساب مانشستر سيتي الذي
ظن مدربه "روبرتو مانشيني" بأنه سيعوض فارق الهدف الذي خسر بها في لقاء
الذهاب، لكن التشيلي الرائع "ماتيس فيرنانديز" مع الإسباني السريع "دييجو
كابل" بالإضافة للمهاجم النشيط المطلوب في مانشستر يونايتد "
ريكي فان" كان لهم رأي أخر وقادوا
فريقهم لتحقيق التقدم بهدفين دون رد في الشوط الأول ليُنهوا على آمال
وطموحات أغنياء مانشستر رغم العودة المذهلة لرفاق الكّون أجويرو في الشوط
الثاني بثلاثة أهداف.
رجل رائع | ماتيس فيرنانيز - سبورتينج لشبونة
تألق عدد لا بأس به من لاعبي الفريقين في هذه المواجهة التي قسمت لنصفين،
نصف أخضر في الشوط الأول، ونصف سماوي في الشوط الثاني، لكن صاحب العلامة
المؤثرة كان هي الذي يستحق لقب الرجل الرائع في نهاية المطاف، فكل ما فعله
أجويرو ويحيى توريه وجو هارت لم يكن له قيمة أكثر مما فعله التشيلي "ماتيس
فيرنانديز" في الشوط الأول وفي معظم أوقات الشوط الثاني حتى خرج في
الدقيقة 65.
ماتيس ذلك اللاعب المهاري الذي بدأ حياته الإحترافية
في أوروبا مع فياريال بعد التألق الكبير مع فريقه التشيلي "كولو كولو"
حين قاده للتويج بلقب كأس سودا أميركانا (كأس الاتحاد أميركا اللاتينية)،
أكد أمام السيتي أن قرار الاستغناء عنه من فياريال كان خاطئاً جملةً
وتفصيلاً، بتلاعبه بدافع الخصم وقدرته على التنويع من اللعب ما بين
الاختراق من العمق واللعب على الطرفين الأيمن والأيسر، والأهم من كل هذا
التمرير المنضبط والدقيق لزملائه في الهجوم.
فيرنانديز أو كما
يلقبونه بـ (ماتي) استغل الفرصة الأولى التي لاحت لفريقه في الدقيقة 33
وسجل منها هدف التقدم بتصويبة مقوسة إثر ركلة حرة مباشرة نفذها من مسافة
23 ياردة تقريباً، ومسألة التسجيل في حارس عملاق ومرن الحركة وسريع
البديهة مثل جو هارت ليست بالسهلة، وكثيراً ما عجز مهاجمين كبار في
البريميرليج عن التسجيل في مرماه بمثل هذه الكرات كروبن فان بيرسي وبيلامي
ولويس سواريز وديمبابا.، لكن ماتيس نجح في ذلك لتعامله بدهاء كروي أقرب
للخبث باستغلال الطريقة الخاطئة التي وقف بها الحائط البشري والحارس هارت.
وبكل بساطة وكي تعرف إلى أي مدى كان وجود ماتيس فيرنانديز مؤثراً على
منطقة وسط سبورتينج لشبونة في هذا اللقاء، ركز النظر على التأثر الكبير
لمنطقة وسط الفريق بعد الدقيقة 65 عندما تم استبداله بلاعب الوسط
البرازيلي الشاب ،
فقد استحوذ السيتي على الكرة بالطول والعرض وتمكن من تسجيل هدفين
لبالوتيلي من ركلة جزاء وأجويرو، ولو كان سبورتينج خرج لكان هذا التغيير هو
السبب الأول في خروج الفريق.
رجل مخيب | ماريو بالوتيلي - مانشستر سيتي
لا مبالاة كبيرة أظهرها هذا الشاب الإيطالي، من بطء في الحركة، واستهتار
بالمنافس، وضعف في التحرك بدون كرة خلف مدافعي سبورتينج، والأنكى من ذلك
قيامه بخطأ فادح في الدقيقة 33 أمام منطقة جزاء السيتي بعرقلة اللاعب
الأرجنتيني "إنسوا" ليستغل ماتيس فيرنانديز الفرصة ويسجل هدف التقدم.
تعجبت من رأي مقدم برنامج ستوديو تحليل الدوري الأوروبي بقناة الجزيرة
الرياضية "محمد سعدون الكواري" حين قام بتصنيفه ضمن أفضل 10 مهاجمين في
العالم رغم كل التصرفات الحمقاء التي يقوم بها، ورغم تذبذب مستواه من
مباراة لأخرى، ولعبه بمزاجية كبيرة دون الاكتراث بمدى حاجة الفريق له في
أحلك الأوقات والظروف.
لكن الدنيا ليست سوداء دائماً، ففي نفس
ستوديو تحليل الجزيرة لهذه المباراة ظهر رأي تكتيكي يُحترم من المحلل
"محمد عبد الجواد" والذي أتفق معه في كل ما قاله عن بالوتيلي بأنه عاله
على مانشستر سيتي، فهو ليس بنفس قوة تيفيز وسرعته ورجولته في الأداء، على
الأقل بعمل مقارنة بسيطة بين مستوى هذا وذاك خلال الموسمين الماضيين،
فخلال فترة تواجد تيفيز بصفة اساسية مع مان سيتي كان هو الرقم واحد في
البريميرليج ومصارعاً دائماً لبيرباتوف على لقب هداف البريميرليج
وبالوتيلي لا شيء، وبعد خروج تيفيز من الصورة لم يستغل بالوتيلي الفرصة
وظل كما هو لاعب عديم المبالاة لا ينهك نفسه في اللعب ويرتكب الأخطاء
الفردية والتكتيكية بطريقة فاضحة.