حدثني
صديق متابع ومٌتيم بالكرة الإنجليزية والدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية
شهر أغسطس الماضي وأخبرني بأن حسابات البريميرليج ستختلف في قادم السنوات
وستكون الفترة القادمة هي ربيع نادي مانشستر سيتي، هذا النادي الذي عانى
كثيراً في الحُقبة الماضية وبدأ في إعادة أمجاده المفقودة منذ الستينات،
وطلب مني التصديق على كلامه، لم استطع حينها مجادلته أو إقناعه بوجهة نظري
فنحن كنا نجلس أمام مذيع يُهلل ويصيح
"البوسني الهداف يسجل هدفه الرابع في شباك السبيرس"...
في بداية هذا
الموسم ومنذ الوهلة الأولى والجولة الافتتاحية أيقن الجميع -ومن ضمنهم
صديقي الذي اكتشفت قلة خبرته بعد ذلك- بأن المان سيتي قادم وبقوة في سماء
إنجلترا وهذا الفريق أصبح جاهزاً ليأكل الأخضر واليابس ويظفر بكل البطولات،
فالفريق السماوي افتتح الموسم برباعية قاسية في شباك نادي ويلزي صغير صاعد
حديثاً للأضواء هو سوانسي سيتي، وتابعه بفوزٍ ساحق على أبناء شمال العاصمة
لندن نادي توتنهام بخماسية على الوايت هارت لين معقل الديوك والذي لم يشهد
لهم سقوطاً بعد ذلك حتى بداية هذا الشهر أمام اليونايتد ثم ضرب الأخير على
ملعبه بسداسية تاريخية.
وتوالت
بعدها الثلاثيات والرباعيات في مرمى الفرق "الغلبانة" بولتون ويجان
وبلاكبيرن حتى وصل الفريق لتحقيق رقماً خيالياً بتسجيل 50 هدفاً في أول 16
مباراة في الدوري وهذا لم يتحقق في إنجلترا منذ ما يقرب من نصف قرن، الفريق
السماوي احتل الصدارة مبكراً وأقلع بقطاره السريع الذي واصل السير في
مقدمة الركب لمدة ستة أشهر كاملة، قبل أن يتوقف بشكلٍ مفاجئ في المحطة
الثامنة والعشرين ليتزود بالوقود .. ليبقى السؤال هل حقاً قطار المان سيتي
توقف ليتزود بالوقود أم هناك عطل فني سيُمكنني أخيراً من الجهر بوجهة نظري
لصديقي الذي أخبرتكم عنه !!
كل
الإخفاقات التي تعرض لها الفريق أثناء الموسم مقبولة نسبياً فلا يوجد أية
مشكلة أن يخسر الفريق لأول مرة على ملعب صعب كالستامفورد بريدج، أو حتى
يودع بطولة دوري أبطال أوربا فهذا الأمر كان متوقعاً لأن الفريق مازال لا
يمتلك الخبرة الأوربية العميقة وإن كان الخروج من الدور الأول لا يجب أن
يمر مرور الكرام، ولكن عندما تأتي في هذا الوقت من العام وتسقط بهذا الشكل
غير المبرر لتودع
بطولة الدوري الأوربي التي كنت تمتلك حظوظًا وافرة بها للذهاب بعيداً أمام
فريق برتغالي لا يمتلك الاسماء الكبيرة ولكنه يمتلك الجهد والتعب فلابد من
الوقوف ومراجعة كل شيء فالخسارة من سندرلاند في يناير تختلف عن السقوط
الأخير أمام سوانسي.
| المشهد دائماً صعب من القمة ! جدول مباريات المان سيتي الشاق |
مارس21 | تشيلسي (في مانشستر) |
مارس24 | ستوك سيتي (خارج الديار) |
مارس31 | سندرلاند (في مانشستر) |
أبريل08 | آرسنال (خارج الديار) |
|
|
المواطنون
تبقى لهم الدوري المحلي فقط كـفرصة أخيرة لإنقاذ موسم الـ250 مليون
استرليني من الضياع، وبالنظر إلى جدول مباريات السيتي خلال شهر مارس فهو
صعب وصعب للغاية، فالفريق سيستقبل نادي تشيلسي المُنتشي أوربيا في ملعب الاتحاد، ثم بعد هذا اللقاء يستعد السيتزن لدوامة محلية بالسفر إلى أحد أصعب الملاعب الإنجليزية "البريطانيا ستاديوم"
ويواصل المشوار بمواجهة أبناء الاسكتلندي "مارتن أونيل" وأخيراً التحول
إلى ملعب الإمارات لمواجهة المدفعجية، هذه المواجهات لا تقبل الخسارة
بالنسبة للسيتي أو حتى التعادل إذا ما كان الفريق يبحث عن اللقب خاصة في ظل
المواجهات السهلة التي تنتظر منافسه المباشر مانشستر يونايتد.
الجماهير تفاجأت من هذا الأداء
المُخجل من بعض اللاعبين في آخر ثلاث مباريات وربما يكون بكاء المشجع
الشهير في لقاء سوانسي ليس نابعًا من الخسارة بل هو نابع من شعوره بأن
فريقه يفقد رونقه في وقت صعب من الموسم،
ولسان حاله يقول
ليس هذا دافيد سيلفا الذي يُمول الجميع بالكرات ! ... لماذا انخفض أداؤك يا
أفضل لاعب في القارة السمراء بعدما عشنا شهراً كاملاً في غيابك، وهل أصبحت
يا سوبر ماريو لا تهتم إلا بالصحف وما يُكتب عنك أين ثنائيتك في اليونايتد
وإبداعك أمام الفيلانس؟؟، ولماذا توقفت يا أجويرو عن التسجيل محلياً طوال
20 يوماً !!؟ هل حقاً ينقصكم الخبرة كما يُقال وسنضطر للانتظار لموسم أخر
حتى نصعد منصات التتويج؟
المدير الفني "روبيرتو مانشيني" يتحمل جزءًا كبيراً من ضعف مردود اللاعبين
وفقدان السيتي للصدارة والسيطرة، فهو لم يفكر في يومٍ كهذا سيمل فيه
اللاعبون ويظهر عليهم عناء الموسم المتواصل ولم يعطي الفرصة للبدلاء في
التناوب على المشاركة بشكلٍ مستمر حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لتقديم الإضافة في ظل تراخي العناصر الأساسية،
وهذا ما ظهر عندما غاب المدافع البلجيكي "كومباني" عن الفريق واضطر
المانشيو للدفع بـ"ستيفان سافيتش" البعيد عن فورمة المباريات والذي فشل في
سد الفراغ؛ هذا الأمر طبيعي نتيجة لضعف خبرة المدير الفني وعدم درايته
بصعوبة هذين الشهرين في إنجلترا فلا يمكن أبداً أن يساوي أحد خبرة الموسم
الماضي الذي حضر فيه مانشيني وحصل على بطاقة دوري الأبطال بالموسم الحالي
.. فالمشهد دائمًا مُرعب وصعب من القمة !!.