2012-03-19, 22:54 | المشاركة رقم: |
المدير العام
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 5602 | نقاط : 11719 | السمعة : 0 |
| | موضوع: كيف نتعامل مع الواقع ؟ كيف نتعامل مع الواقع ؟ بسم الله ارحمن الرحيم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ),
كيف نتعامل مع الواقع ؟
لعلنا نبدأ بأسئلة أخرى وهي ماذا نعني بالواقع ؟ وهل نحن من يصنع هذا الواقع ؟
ولعلنا نقول وببساطة أن الواقع الذي نقصده هو حالنا اليومي ,أي كيف نتعامل
ونعيش مع ماذا نحدثه نحن ومع ما يحدثه الآخرين حولنا ؟؟
وطبعا الجواب للسؤال الثاني هو نعم ! فنحن جزء من هذا الحال أو الواقع ,
لذلك فالواقع قد يكون هو ما أوقعنا نحن أنفسنا فيه !
لذلك نحن أحق الناس في التعرف على واقعنا ومعرفة الطريقة التي نتعامل معها ,
والأمر غاية في الأهمية لأنه من المعيب أن تتحكم فينا رغبات الآخرين وطريقتهم
في الحياة , ولعل من ثقافتنا نجلب الطريقة الصحيحة في التعامل مع الواقع أو
الحال الذي نحن نعيشه , ولا أجد تعبيرا أقوى من قوله صلى الله عليه وسلم:
( لا تكن إمعة ) , كذلك قول سيدنا علي رضي الله عنه ( كن نفسك ) , أي إنها
دعوات لنتحكم في مصيرنا وأن نسترجع حرياتنا والتي قد نكون فرطنا فيها لسبب
أو آخر في فترة أو فترات من حياتنا .
أما وصف واقعنا فهو أمر صعب بل ومؤلم أحيانا كثيرة , ولعل سبب صعوبة
الوصف هو في تداخل أمور كثيرة مؤثرة , كذلك ترسخ الكثير من المفاهيم
"المشوشة "في ثقافتنا وفي طريقة تفكيرنا , وهذا الأمر في حد ذاته يحتاج لشرح
وإسهاب كبيرين وقد يكون ذلك في مقام آخر بإذن الله .
وبما أن ثقافتنا الإسلامية ,والتي ننسب أنفسنا إليها, تدعونا لأمرين هما عماد لأي
محاولة للتعامل مع أي أمر , وهما الرفق و التدرج , فعلينا الأخذ بهما .
الرفق والتدرج:
فالرفق لم يكن في شيء إلا زانه , وهو رفق مع أنفسنا فلا نعاملها بقسوة فتتحطم ,
والرفق مع من لهم دور أو يد فيما نحن فيه من واقع أو حال , والرفق في التعامل
مع واقعنا يجنبنا النكسات والنكبات والإحباط وهي أمور قد نقع فيها لو فرطنا في
القسوة أثناء مواجهة الواقع .
كذلك التدرج في مواجهة الواقع وحين التعامل مع الحال , فالنفس تنفر من
الانقلابات والتغيرات العنيفة في العواطف والعلاقات و الأماكن .
والتدرج سنة ربانية فعّلها الحبيب المصطفى حين واجه واقع الحال في مكة ,
خاصة في بداية دعوته صلى الله عليه وسلم .
ومن الطبيعي أن تحضرنا في هذا المقام الآية العظيمة من كتاب الله الكِريم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ), تذكرنا بأننا مركز الدنيا بل وأكبر
مؤثر فيها , بل وإن أول الأولويات الحفاظ على أنفسنا وسلامتها من التأثيرات
السلبية التي تحيط بنا .
أخيرا:
إن النظرة الصادقة والغير متحيزة لواقعنا والبحث عن دورنا ومدى تأثير ذلك على
واقعنا و معرفة التفاصيل وعدم تجاهلها سوف يقودنا وبدون شك إلى بداية الطريق
الصحيح للتعامل مع الواقع وبالشكل الصحيح بإذن الله تعالى .
|
| |