المدير العام
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 5602 | نقاط : 11719 | السمعة : 0 |
| | موضوع: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين [size=12][frame="3 60"] [/size][size=12][size=12][size=12]بسم الله الرحمن الرحيم
(( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) [/size][/size][/size][/frame] [frame="3 60"][size=12]
بقلم / أ. خوله درويش .
الحمد لله الذي كرم بني آدم ,وجعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا , الحمد لله الذي أولى الصاحب وصية خاصة به بقوله جل شانه : }وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ{[size=9][النساء:36] , والصلاة والسلام على رسوله الذي جعله هاديا ً للناس بشيراً ونذيراً , والقائل يوصي بالصحبة المؤمنة خيراً: (خير الأصحاب خيرهم لصاحبه ). صحيح الجامع وبعد : أمسكت بالقلم على وجل وأنا أسأل نفسي : ماذا عسى أن أقدم وليس في جعبتي إلا القليل؟ وهل قمت أنا بكل ما بالصحبة من حقوق ؟ وهل أتأدب بالأدب الذي أدعو له؛ لأكون من الذين يقولون مالا يفعلون ؟حسبي أنني سأبذل جهدي, والحمد لله الرحمن الرحيم الذي لايكلف نفساً إلا وسعها وما لايدرك كله , لايترك جله . ولما كان للموضوع أهميته : فالصاحبة هي الجليسة في الحضر ,والرفيقة في السفر , إنها أعم من أن تكون قريبة أو زميلة أو جارة أو صديقة ,وهل تكون صداقة حقه, وصحبة طيبة والمرأة خاملة تأخذ ولا تعطي ؟ تنال حقها ولاتقوم بواجبها؟ لن تكون صداقة من طرف واحد ؛ فهي ثمرة جهد طويل , وقلب متفتح لحب الأخريات, ويد تعمل الخير , ونفس تكن الوداد . إننا بحاجة إلى وقفة تقويم لعلاقاتنا مع صاحباتنا ثم ضبطها حسب أحكام الشرع , فما هو حق الصحبة ؟ وكيف تدخل المرأة السرور إلى صديقاتها مع وجود الضوابط الشرعية ؟وما آداب الكلام التي ينبغي أن تحسنها لتدوم المودة ؟ وما موقفها عند ضجر صديقتها أو حزنها ؟ وكيف تصلها بالزيارة الهادفة , وبالمراسلة وبالهاتف ؟ وكيف تحافظ على مودتها بالبعد عن كل مامن شأنه أن يضعف المودة , أو يزيلها من شح, وحسد,ونشر للأسرار ؟ وما موقفها عند الخصام سواء بينها وبين صاحباتها ؟ أو بين الصاحبات عموماً ؟ وإذا احتدم النقاش,واشتد الجدال فما الحكم الشرعي ؟ وإنه لحديث شجي , آمل أن يدفعنا لنشمر عن ساعد الجد , ولنجتهد في تطبيق أحكام الشرع , نأخذ به أنفسنا ونستحث عليه غيرنا , ثم ندعو الله كدعاء الصحبة المؤمنة إذ قالت : }رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا{ [الكهف :10] , علنا لانجد بعدها فتاة تغرق في العتاب واللوم والعذل ؛ لأنها ترجع إلى نفسها فتسألها : ماذا فعلت ؟ وبماذا قصرت ؟ ولن نسمع امرأة تقول : أنا ليس لي حظ , لكل الناس صديقات إلا أنا ؟ والموضوع يخص آداب الإخوة في الإسلام , وهو موضوع شائق وعظيم , وعلى جميل التآخي تقوم المجتمعات الخيرة , وفي تآخي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير زاد لامتنا , حيث الإيثار والتضحية في أم القرى ثم في دار الهجرة , والله اسأل أن يمتعنا بصحبة المؤمنات الصالحات في الدنيا والآخرة , وأن يجمعنا بهن في الفردوس الأعلى . أختي المسلمة :- سائلي نفسك : هل تسرك صحبة فلانة ؟ هل تشعرين أن القرب منها نعمة أم نقمة ,وكوني صريحة , هل يسرك محشرك معها يوم القيامة؟ فقد جاء فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (المرء مع من أحب ) . متفق عليه فالحذر الحذر , والصاحب ساحب , والصديق قبل الطريق كما يقال , إننا إذ نتحدث عن الصحبة, لانعني بها الصداقة بين الولد والبنت , فهي مهما تسمت بأسماء , من زمالة عمل أو تبادل مصالح أو غيرها؛ فهي ليست سوى متاهات عاطفية تودي بكل من المرأة,والرجل؛ بل الأسرة والمجتمع أيضا إلى مهاوي الفسق والتردي وليست إلا طيشا ورعونة , وهاهي المجتمعات المختلطة التي تنعق مقلدة مايدور في ديار الغرب المنحل من شيوع الصداقة بين الفتيان ,والفتيات ,قد انزلقت في أوحال أسرية , فعاشت في جحيم الرذيلة ,وأمراض الجنس . إن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل , وإن لم توحدهم عبادة الرحمن , مزقتهم عبادة الشيطان , وإذا لم يستهوهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا ؛ لذلك كان الظاهر المر من خصائص الجاهلية المظلمة وديدن من لا إيمان له . وفي الصحبة بين الخيرات راحة للنفس : وذلك ماجاء في كلام الأقدمين : ( اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا , وهم زينة في الرخاء وعدة في الشدة , ومعونة على خير المعاش والمعاد , فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء المواصلات والأسباب إليهم ). وفي كتاب الله وسنة نبيه مايوضح ذلك ؛ فهي: تفيد الثبات على الإيمان : فالقلوب التي تتجه خالصة لله لاتبتغي إلا وجهه ولا ترجو أحدا سواه , ولا تضمر لغيرها إلا الخير ,لن تفرز إلا النصح لمن حولها ؛فإذا السكينة ترفرف عليهم ,والوقار يحيط بهم ؛ وإذا كل من الأصحاب أضحى التقي النقي , الطاهر المستقيم , العامل بكتاب الله وسنة رسوله , ولن يتسرب إلى الصاحبة الإشراك بالله , وصاحبتها لها ناصحة تدلها على الخير وتتفق معها على الطاعة والانصياع لحكم الشرع . تعلمها حماية الشرف , والتمسك بالعفة ,والبعد عن النزوات فتغض الطرف استجابة لأمر الله تعالى :}وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّوَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَبِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ{ [النور:31],إن تقوى الله يصون كلا منهما عن الاندفاع والشطط والتهور وكل مثالب الأخلاق ,فلا عجب إن وجدت حلاوة الإيمان في هذه الصحبة الخيرة : عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث من كن فيه وجدبهنحلاوة الإيمان,من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف في النار) صحيح مسلم , وهكذا , فإذا انحرف الشخص قيل له:ابحث عن الصالحين وذوي الأخلاق الحسنة ورافقهم لتنجو من الشرور وكل أسباب الغواية ؛ فمعرفتهم دواء ناجح لذوي النفوس المريضة , وإذا مالت فتاة عن جادة الصواب , قيل لذويها : دعوها تلزم مصاحبة ذوات الفضل لتستفيد من عشرتهن , وتصون سمعتها وشرفها أن تلوكها الألسنة , وتخلص نفسها من الدنايا ؛إذ يحسن إليها الحسن ويقبحن القبيح , ويوقظنها من غفوتها , ويأخذن بيدها إلى درب الخير , ويكن لها النبراس المضئ لتحذو حذوهن فبالمخالطة لهن تقتبس من طباعهن وتسير على هديهن ؛ فهي الصحبة الرابحة في الدنيا ,والآخرة . الصاحبة المؤمنة تعين صاحبتها على تحمل مشاق الحياة , واستعذاب مرارة الكفاح , وتساعدها على مشاغل العيش فهي تعينها لتصنع سعادتها برأيها الحصيف بعيداً عن السخف والبلاهة. ولا تستغني المرأة عن الصاحبة الصالحة تبثها همومها , تحدثها عما تعانيه من مرض فتخفف من ألمها , وقد ترشدها إلى الدواء إن كانت تحسن ذلك , تشكو لها خلجات نفسها , وما تواجه من صعاب ومشكلات في الحياة , فإذا بها الصدر الحنون , والمخلصة الناصحة تجد عندها الرأي الصائب والتطلعات السامية , وإن داهمتها المصائب, وما أكثر مصائب الدنيا !فصديقتها المؤمنة تسليها عن مصائبها , تذكرها أن المصائب كلها إن هي إلا من المكارة التي حفت بها الجنة فتزيد من يقينها , وتمد يدها ضارعة إلى الله عز وجل أن يحفظ عليها دينها الذي هو عصمة أمرها , وأن يكشف عنها البلاء , فهو وحده القادر على ذلك , وتبقى في كل أحوالها ثابتة متوكلة على الله؛فالضعيفة تقوى بأختها ,وتعينها في البلوى والضائقة , تواسيها بمالها , بعذب حديثها , برباطة جأشها وعدم الجزع أمام الحادثات ؛بل تؤنس قلبها وتخفف عنها , وتذكرها بالله وتدعوها للإيمان بالقدر ؛فلا عجب بعد ذلك أن تنقلب الحياة العابسة الكئيبة إلى حياة رحبة فسيحة ترفرف عليها نسائم الإيمان التي تمسح عنها كل قتام , وتحوله إلى ابتسامات وحبور , فتضيق عندها الهموم وتزول الشكوى ويزداد السرور . إن الإخوة المعتصمة بحبل الله نعمة يمتن الله بها على الجماعة المسلمة الأولى, وهي نعمة يهبها لمن يحبهم من عباده دائما ؛ وقد قيل : ليس في الدنيا سرور يعدل صحبة الإخوان , ولاغم يعدل فقرهم [/frame][/size][/size]
|