أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
33 – (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ) أي الزنا ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} ، (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) أي ما أعلن وما خفي ، وذلك من يتّخذ رفيقة فيزني بِها سرّاً (وَالإِثْمَ) إنّ بعض قبائل العرب يسمّون الخمر إثماً وفي ذلك قال الأخفش :
(وَالْبَغْيَ) وهو التعدّي على الناس (بِغَيْرِ الْحَقِّ) أي يعتدي على الناس بدون استحقاق ، وهو الذي يضرب شخصاً لم يضربه ويسبّ شخصاً لم يسبّه أو يقتل غير قاتل أبيه ، فهذا تعدٍّ بغير استحقاق ، فمن أراد أن ينتقم لنفسه فليضرب من ضربه ولا يضرب غيره وليقتل قاتل أبيه ولا يقتل بدله (وَ) حرّم عليكم (أَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) أي ما لم ينزّل به دليلاً ولا برهاناً ، والمعنى كلّ شيء تعملونه لغير الله لم ينزّل به الله ذكراً أو بياناً في الكتب السماوية فهو إشراك (وَ) حرّم عليكم (أَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ) أقوالاً (مَا لاَ تَعْلَمُونَ) صحّتها ولم يأتِ ذكرها في الكتب السماوية وذلك كالسائبة والوصيلة وغير ذلك ، فقالوا الله أمرنا بِها!
37 – (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا) بأن جعل لله شركاء أو عمل أعمالاً لم يرضَ بِها الله ثمّ قال إنّ الله أمرنا بذلك (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ) التي جاء بِها محمّد وغيره من الرسل (أُوْلَـئِكَ) المكذّبون (يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ) أي يستوفون نصيبهم في الدنيا مِمّا كتب الله لهم من الرزق والعمر ثمّ يموتون ويدخلون جهنّم (حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا) أي رسل الموت وهم الملائكة (يَتَوَفَّوْنَهُمْ) أي يخرجونهم من أجسامهم ، لأنّ الإنسان الحقيقي هو النفس الأثيرية والمعنى يقبضون أرواحهم (قَالُواْ) أي قالت ملائكة الموت لهؤلاء الكافرين (أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ) يعني أين شركاؤكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله فليخلّصوكم من عذاب الله إن كنتم صادقين في دعواكم (قَالُواْ) أي الكافرون (ضَلُّواْ عَنَّا) أي ذهبوا عنّا وافتقدناهم فلم ينفعونا بشيء (وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) يعني اعترفوا بكفرهم .
40 – (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا) أي عن قبولها (لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء) ليدخلوا الجنّة ، والسماء يريد بِها الطبقات الغازية ، والجنّة فوقها وقد ذكرتها مفصّلاً في كتابي (الإنسان بعد الموت) و في كتابي (الكون والقرآن)
وقوله (وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ) أي يدخل (الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) أي حتّى يدخل حبل السفينة في ثقب الإبرة ، وهذا مثل يُضرَب في المستحيلات ، والمعنى لا يدخلون الجنّة أبداً ، فالجمل هو حبل السفينة وجمعه جمالات ، وسمّ الخياط هو ثقب الإبرة (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) أي ومثل هذا نجزي المجرمين أيضاً . فالأرواح تصعد إلى السماء فالمؤمنون تفتح لهم أبواب السماء ويدخلون الجنّة والكافرون يبقون في الفضاء معذّبين حول الشمس .
46 – (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ) يعني بين أهل الجنّة وأهل النار حجاب وهو سور يسمّى سور الأعراف ، وذلك قوله تعالى في سورة الحديد {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} ، (وَعَلَى الأَعْرَافِ) أي وعلى ذلك السور (رِجَالٌ) هداة ، وهم الأنبياء والرسل (يَعْرِفُونَ كُلاًّ) من المؤمنين والكافرين (بِسِيمَاهُمْ) أي بعلامات تبدو على وجوههم (وَنَادَوْاْ) الرجال الذين هم على الأعراف نادَوا (أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) الذين لم يذهبوا إليها بعد ولكنّهم لم يزالوا في المحشر فقالوا لهم (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) وهذه بشارة لهم بأنّهم سلموا من جهنّم وسيدخلون الجنّة عن قريب . ثمّ أخبر سبحانه بأنّ هذا السلام يكون لهم قبل دخول الجنّة فقال (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) في دخولها لِما رأوا من علائم الخير والبشارة لهم من الملائكة والسلام من الأنبياء .
47 – (وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ) أي أبصار أهل الجنّة الذين لا يزالون في المحشر (تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الذين هم في النار .