أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تفسير الأعراف ( 4 ) 49 – ثمّ تشير الأنبياء إلى المؤمنين الذين في المحشر مخاطبين بذلك الكافرين قائلين (أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ) عليهم في دار الدنيا وقلتم (لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ) لأنّهم تركوا عبادة الأوثان والأصنام وكفروا بِها فاليوم نقول لهم (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ) أي لا خوف عليكم من النار ولا تحزنون على فراق الجنّة .
50 – (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) بعد أن دخلوها (أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ) من الفواكه والأطعمة (قَالُواْ) أي قال رجال الأعراف وهم الأنبياء (إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) .
51 – (الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ) أي نتركهم في النار حتّى ننساهم (كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا) أي كما كذبوا بيوم القيامة وأهملوا أمره حتّى نسوه (وَمَا) أي وكما (كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) يعني كما كانوا لأدلّتنا ومعجزاتِنا ينكرون .
52 – فحينئذٍ يسأل أهل الجنّة الذين هم في المحشر يسألون الأنبياء عن أهل النار الذين هم في المحشر فيقولون هل أرشدتموهم وعلّمتموهم وذكّرتموهم بهذا اليوم كما أرشدتمونا كي يؤمنوا كما آمنّا . فيقولون بلى أرشدناهم وذكّرناهم (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ) أيضاً من عند الله (فَصَّلْنَاهُ) لهم ، أي قرأناه لهم ، أي قرأناه لهم وبيّنّا لهم أحكامه على التفصيل وكان نهجه (عَلَى عِلْمٍ) من الله وليس نهجه موضوعاً على جهل فهو (هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ولكنّهم كذّبوا واستكبروا واغترّوا بكثرة أموالهم وعددهم .
53 – ثمّ استنكر الله تعالى امتناع المشركين عن الإيمان بكتابه المجيد مع كثرة الأدلّة والبراهين على وحدانيّته فقال (هَلْ يَنظُرُونَ) أي هل ينتظرون (إِلاَّ) أن يأتيهم (تَأْوِيلَهُ) أي تأويل وتفسير الآيات المتشابهة التي لم يحيطوا بِها علماً والتي كذّبوا بِها ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة يونس {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} . يعني كذّبوا بآيات القرآن التي لم يحيطوا علماً بمعناها ولم يفهموا مغزاها فكذّبوا واستهزؤوا بِها . وذلك قولهم كيف ينبت في جهنّم شجر والنار تأكل الأخضر واليابس ، وقولهم كيف يكون الأكل بالبطن دون الفم ، إلى غير ذلك من التكذيب والاستهزاء بالقرآن .
ثمّ بيّن سبحانه بأنّ الآيات المتشابهة لا يأتي تأويلها إلاّ بعد حين من الزمن ، وذلك قوله تعالى في سورة ص {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} وإنّكم أيّها الكافرون به لا تعيشون إلى ذلك اليوم لكي تؤمنوا به حين تفهمون تأويله بل ستموتون عن قريب وتنتقلون إلى العالم الأثيري وحينذاك لا ينفعكم الإيمان إذا آمنتم فما يمنعكم من الإيمان به اليوم ما دمتم أحياء في دار الدنيا وما دامت لكم فرصة للإيمان .
ثمّ بيّن سبحانه بأنّهم إذا سمعوا تأويل الآيات المتشابهة عندما يأتي بِها المهدي يندمون على ما فرط منهم ويتمنّون لو يجدون شفيعاً يشفع لهم عند الله أو يعودون إلى دارالدنيا فيصدّقوا بالقرآن ويعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئاً ولكن لا فائدة لأمانيّهم حيث فاتتهم الفرصة فقال (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) أي تأويل القرآن وتفسيره (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ) أي الذين كذّبوا به وتركوه حتّى نسوه (قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) ولكن كذّبناهم وسخرنا منهم والآن عرفنا أنّهم على حقّ (فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا) عند الله (أَوْ نُرَدُّ) إلى الدنيا (فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) يكون هذا القول منهم وهم نفوس أثيرية (قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ) لأنّهم أوقعوها في العذاب (وَضَلَّ عَنْهُم) أي ضاع وذهب عنهم (مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) أي ما كانوا يكذبون به على الله من قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله .
100 – (أَوَلَمْ يَهْدِ) القرآن ، يعني أولم نبيّن في القرآن من الأدلّة والبراهين ما يكفي لهداية قومك يا محمّد فلماذا لا يؤمنون وقد فصّلناه لهم (لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ) في المستقبل 1 وهم قومك يا محمّد (مِن بَعْدِ أَهْلِهَا) أي من بعد زوال أهلها عن الحكم ، لماذا يستعجلونك بالعذاب (أَن) قالوا اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم (لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم) بالعذاب كما سألوا (بِذُنُوبِهِمْ) أي بسبب ذنوبهم (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ) ولكن لا نشاء إصابتهم بالعذاب بل نريد هدايتهم كي يرثوا الأرض من بعد أهلها .