أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
91 – (سَتَجِدُونَ) أيّها المسلمون قوماً (آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ) أي يريدون أن يأخذوا الأمان لأنفسهم منكم ومن قومهم فإذا جاؤوا إليكم قالوا نحن معكم ضدّ قومنا ، وإذا رجعوا إلى قومهم قالوا إنّا معكم ضدّ المسلمين ، ثمّ أخبر الله تعالى عنهم بأنّهم يزدادون كفراً ونفاقاً كلّما رجعوا إلى قومهم وليسوا بمسلمين كما يزعمون فقال (كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا) والمعنى كلّما رجعوا إلى قومهم فتنوهم عن دينكم وأرجعوهم إلى كفرهم واغرقوهم في تضليلهم وكذبهم على المسلمين (فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ) يعني فإن لم يعتزلوا قتالكم (وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) أي ويستسلموا لأوامركم ويصالحوكم (وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ) عن أذاكم (فَخُذُوهُمْ) أسرى (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ) أي حيث وجدتموهم إن أمكنكم ذلك (وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) أي أدلّة بيّنة وسلطة ظاهرة .
92 – (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا) معناه من قتل مسلماً مؤمناً متعمّداً فهو ليس بمؤمن بل هو كافر وجزاؤه جهنّم ، ثمّ استثنى قتل الخطأ فقال تعالى (إِلاَّ خَطَئًا) يعني إذا وقع القتل خطأً فليس جزاؤه جهنّم ولكن عليه تحرير رقبة مؤمنة على وجه الكفّارة وذلك قوله تعالى (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) وقوله (وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ) يعني وعليه أيضاً دية المقتول يسلّمها إلى أهله وورثته (إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ) يعني إلاّ أن يتصدّق أولياء المقتول وأهله بالدية على عائلة القاتل ، وذلك إن كان أهل المقتول أغنياء وأهل القاتل فقراء فيستحبّ أن يتصدّقوا عليهم .
ثمّ بيّن سبحانه حكم المقتول إن كان من قوم كافرين ولكنّه وحده مؤمن فقال (فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ) أي كان المقتول وحده مسلماً مؤمناً دون أهله وعشيرته (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) أي فعلى القاتل عتق رقبة مؤمنة وليس عليه دية ، لأنّ أهله كافرون والكافر لا يرث المسلم (وَإِن كَانَ) المقتول (مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ) أي بينكم وبينهم شروط ومواثيق على تأدية الدية (فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) يعني فعليه الإثنان الدية وعتق الرقبة (فَمَن لَّمْ يَجِدْ) مالاً ليعتق رقبة (فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) يعني فعليه أن يصوم شهرين متتابعين لا يفصل بينهما بإفطار يوم (تَوْبَةً) يتوبها القاتل وكفّارة له عن إثمه ومغفرة (مِّنَ اللّهِ) لخطئه إن سلّم الدية (وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا) بأفعالكم (حَكِيمًا) فيما يأمركم به وينهاكم عنه1 .