أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
144 – كان بعض المسلمين يحبّون أقرباءهم من الكافرين ويوالونهم فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء) أي أحبّاء (مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أي بدل المؤمنين فالأحرى بكم أن توالوا المؤمنين وتدافعوا عنهم (أَتُرِيدُونَ) بفعلكم هذا (أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) أي حجّة ظاهرة ، ومعناه أتريدون أن تجعلوا لله سبيلاً إلى عذابكم ، ثمّ بيّن سبحانه بأنّ من يوالي الكافرين فهو منافق ، ثمّ بيّن ما هو عذاب المنافقين يوم القيامة فقال :
145 – (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) اي في وسطها الذي هو موقد نارها وشدّة حرارتِها ، أمّا غيرهم فيكون عذابهم حولها لا في وسطها ، وذلك قوله تعالى في سورة مريم : {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} ، وبعضهم يُعرَضون عليها ، وذلك قوله تعالى في سورة غافر {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ، (وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) أي لا تجد لهم ناصراً ينصرهم ويخلّصهم من عذاب الله . ثمّ استثنى من تاب من المنافقين فقال تعالى :
148 – (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ) من نفاقهم وذنوبهم (وَأَصْلَحُواْ) أعمالهم وضمائرهم (وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ) يعني ووثقوا به فجعلوه عوناً لهم في المهمّات وملجئاً من الآفات وأهلاً للعبادات (وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ) وتركوا الرياء والإشراك ، والمعنى جعلوا عبادتهم خالصةً لله لا يشركون يه أحداً من المخلوقين ولا يراؤون الناس ليقولوا عنهم أنّهم عابدون (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) يحشرون وبالجنّة يتنعّمون (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) في الآخرة .
150 – دعا النبيّ أهل الكتاب إلى الإسلام فأسلم بعضهم وأنكر الآخرون نبوّته وطلبوا منه المستحيلات فأنزل الله فيهم هذه الآيات (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ) يعني اليهود الذين كفروا بالله لأنّهم عبدوا العجل والبعليم وعشتاروث وغير ذلك من الأصنام . أمّا النصارى كفروا بالله أيضاً لأنّهم قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة ، وقالوا المسيح ابن الله ، وقال بعضهم المسيح هو الله1 ، فهذا كفرهم بالله (وَرُسُلِهِ) أمّا كفرهم برسله هو إنكارهم الرسالة وقولهم أنّ هؤلاء ليسوا رسلاً وإنّما هم أدعياء (وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ) بإنكارهم الرسالة (وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ) الأنبياء (وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) فاليهود يؤمنون بموسى وغيره من أنبياء بني إسرائيل ويكفرون بعيسى2 ومحمّد ، والنصارى يؤمنون بعيسى ومن جاء قبله من الرسل ويكفرون بِمحمّد (وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) أي يتّخذوا طريقاً إلى الضلال بأهوائهم .
1 [حالة أنّ المسيح نفسه زجر بطرس وطرده لأنه قال عنه :إنّك المسيح ابن الله ولم يقبله إلاّ بعد شفاعة التلاميذ له ، وذلك بقول المسيح «ﭐذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ» إنجيل متّى 16: 23 ويجب أن تكون ترجمتها «ﭐبتعِدْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ» فإنّها تصدق على بطرس القائل : «ﭐبْعدْ عنّي يَا سيّد فإنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ» إنجيل لوقا 5: 8 - المراجع ]
2 [وإنّ الذي أطلق عليه كناية ابن الله وغيرها ليس إلاّ الشيطان على لسان المجانين "اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ " راجع إنجيل مرقس 5: 2-7 ولذلك انتهر بطرس والتلاميذ .