أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
128 – كان النبيّ عليه السلام يدعو للمشركين من قريش بالهداية فيقول اللهمّ اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون . فنزلت (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) أي ليس لك من أمر هدايتهم شيء وإنّما أمرهم إلى الله ، وهذا كقوله تعالى في سورة القصص {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} ، (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ) بسبب كفرهم (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) مستحقّون للعذاب ، والمعنى : ليس لك أمر هدايتهم يا محمّد فتدعو لقومك بل الأمر يرجع لله فمن كان منهم يستحقّ الهداية فإنّ الله يهديه للإسلام ويتوب عليه ومن كان لا يستحقّ الهداية لأنّه ظالم يظلم الناس فإنّ الله لا يهديه بل يعذّبه في الدنيا بالقتل والأسر والهزيمة وفي الآخرة بالنار .
137 – ثمّ خاطب الله المشركين من قريش المكذّبين برسالة محمّد فقال (قَدْ خَلَتْ) أي قد مضت (مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) أي عادات وتقاليد كثيرة سنّتها الأمم الماضية بأهوائها لم يأمر الله بِها ولم ينزلها في كتاب ثمّّ قالوا إنّ الله أمرنا بِها ، ولمّا أرسلنا إليهم رسلاً من عندنا كذّبوهم وأهانوهم فأهلكناهم بذنوبِهم ، وكذلك أنتم تحلّلون وتحرّمون من الأنعام فتجعلون منها سائبة ووصيلة وبحيرة وغير ذلك وتجعلون من الأنعام والحرث نصيباً لله وآخر لشركائكم ثمّ تقولون ما كان لله فهو يصل لشركائنا وما كان لشركائنا فلا يصل إلى الله ، فتحلّلون وتحرّمون بما تَهوى أنفسكم ، ولَمّا أرسلنا لكم رسولاً من أنفسكم يعلّمكم ويرشدكم إلى طريق الحقّ كذّبتموه وقلتم إنّ الله أمرنا بِهذا (فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ) أي سيحوا (فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ) يعني فانظروا إلى آثار الأمم الماضية التي أهلكناها بسبب كفرها وتكذيبها للرسل ، فإذا أصررتم على تكذيبكم وبقيتم على كفركم فسيكون مصيركم كمصير الأمم السالفة التي كذّبت رسلها .
138 – (هَـذَا) القرآن الذي جاءكم به محمّد (بَيَانٌ لِّلنَّاسِ) يبيّن لكم الحلال والحرام والخير والشرّ (وَهُدًى) إلى طريق الحقّ (وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) الذين يتّقون الله بطاعته ويحيون قلوبَهم بموعظته .
146 – (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ) أي وكم من نبيّ ممن كان قبلكم (قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) أي قاتلوا العدوّ مع نبيّهم ، والربيّون هم الموحّدون المنسوبون للربّ (فَمَا وَهَنُواْ) أي فما جبنوا (لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) من الأذى والجراح والقتل (وَمَا ضَعُفُواْ) عن الجهاد (وَمَا اسْتَكَانُواْ) أي وماخضعوا لعدوّهم كما فعلتم حين قيل قُتِل محمّد (وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) مع نبيّهم الثابتين على جهاد الكافرين .