أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
7 – كانت العرب في الجاهلية يورثون الذكور دون الإناث فنزلت هذه الآية ردّاً لقولهم (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ) من الميراث (مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) بعد موتِهم (وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ) من الميراث أيضاً (مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ) أي سواء كان الميراث قليلاً أو كثيراً فللذكر مثل حظّ الأنثيين (نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) فرضه الله عليكم وأوجبه فلا تخالفوا شرايعه .
8 – ثمّ بيّن سبحانه حال من لا يرث من أقرباء الميّت فقال (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) أي حين قسمة الأموال المنقولة كالحنطة والزبيب والتمر وغير ذلك (أُوْلُواْ الْقُرْبَى) أي قرابة الميّت يعني الفقراء منهم الذين لا يرثون (وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ) الذين حضروا القسمة (فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ) أي فأعطوهم من ذلك المال ، والخطاب لأولياء الأيتام ، وذلك بأن يخرج الوليّ عشر المال المنقول قبل قسمته ويوزّعه عليهم (وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) وذلك بأن يقول لهم يبارك الله لكم في رزقكم وييسّر لكم أمركم ويعطيكم من فضله .
9 – ثمّ حذّر الله أولياء الأيتام من أكل مال اليتيم بغير استحقاق فقال (وَلْيَخْشَ) أي وليخافوا ويحذروا ، فالمخاطَب بذلك أولياء الأيتام (الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ) بعد موتِهم (ذُرِّيَّةً ضِعَافًا) أي أولاداً صغاراً لا قدرة لهم على تحصيل العيش (خَافُواْ عَلَيْهِمْ) الفقر والذلّ من بعدهم والمعنى لا يأكلوا أموال اليتامى بغير استحقاق ولا تؤذوهم ولا تضربوهم فإنّ لكم أولاداً أيضاً فإن فعلتم ذلك مع الأيتام فإنّ الله سيجعل أولادكم أيتاماً ذليلين حقيرين من بعدكم ، أمّا إذا لم يحِنْ أجلكم فسيصيبكم بفاجعة مؤلمة في دار الدنيا بسبب أكلكم أموال الأيتام وأذاهم ، وهي أن يميت أعزّ أولادكم عندكم وذلك عقاباً لكم في الدنيا وفي الآخرة عذاب النار وبئس المصير (فَلْيَتَّقُوا اللّهَ) في اليتامى فلا يأكلوا أموالهم ولا يؤذوهم إذا بدا من أحدهم ذنب على جهل منهم بل يرشدونهم وينصحونهم (وَلْيَقُولُواْ) لهم (قَوْلاً سَدِيدًا) أي كلاماً معقولاً بلا سبّ ولا شتم ولا إهانة .
ويجب على وليّ اليتيم أن يجعله في مدرسة ليتعلّم القراءة والكتابة أو يجعله في صنعة كنجارة أو حدادة أو غير ذلك لتكون الصنعة سبباً لمعاشه في مستقبله ، فقد قيل في المثل صنعة في اليد أمان من الفقر ، ولا يجوز له أن يتركه بلا صنعة كي يستفيد هو من استخدامه .
10 – (إِنَّ) أولياء الأيتام أو غيرهم من سائر الناس (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا) بغير استحقاق (إِنَّمَا يَأْكُلُونَ) يوم القيامة ناراً ويدخل (فِي بُطُونِهِمْ نَارًا) أيضاً من غير الأكل (وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) يعني يحترقون بنار مستعرة أي متوهّجة .
11 – ثمّ بيّن الله تعالى ما أجمله فيما تقدّم من قوله {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ ..الخ} بِما فصّله في هذه الآية فقال (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ) أي في ميراث أولادكم (لِلذَّكَرِ) منهم (مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) أي للإبن من الميراث مثل نصيب البنتين إن لم يكن للميّت أب ولا أمّ ولا أخ1، ثمّ بيّن الله تعالى القسمة بينهم في حال وجود أبوين للميّت في قيد الحياة يعني جدّ الأولاد وجدّتهم مع كون الورثة إناثاً وليس فيهم ذكر فقال (فَإِن كُنَّ نِسَاء) لا ذكر فيهنّ وهنّ (فَوْقَ اثْنَتَيْنِ) أي اثنتين فما فوق ، يعني فأكثر من ذلك (فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ) أبوهما من الميراث ، أي لهنّ ثلثا الترِكة يقسم بينهنّ ، والثلث الباقي لأبويه لكلّ واحد منهما السدس ، يعني للأب سدس وللأمّ سدس2 (وَإِن كَانَتْ) البنت (وَاحِدَةً) وكان للميّت أخ مع وجود الأبوين في قيد الحياة (فَلَهَا النِّصْفُ) من الميراث (وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ) ولأخيه السدس أيضاً ، فيكون المجموع ستّ حصص ثلاث منها للبنت وواحدة للأب ومثلها للأمّ وأخرى لأخي الميّت الذي هو عمّ البنت3 أمّا إذا لم يكن للميّت أخ في قيد الحياة فتقسم ترِكته كما يلي : نصف لابنته وربع لأبيه وربع لأمّه (مِمَّا تَرَكَ) أي مِمّا ترك الميّت من المال ، وذلك (إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ) يعني إن كان للميّت أولاد ، فكلمة ولد تشمل الذكور والإناث