عرب آيدول.. البرنامج المناسب في الوقت المناسب! وإشادة اليهود إسماعيل حيدر الأنصاري
لا أدري ما الذي يدفع القنوات العربية إلى استنساخ برامج ما يسمَّى بالـ(سوبر ستار)، وتَكرار عَرْضها من حينٍ لآخر، مع أنَّ أُمَّتنا ليستْ بحاجة الآن إلى مزيدٍ من المُطربين والمُغَنِّين؟ وقد نجَحت هذه البرامج - إلى حدٍّ ما - في صَرْف الأنظار عن قضايا الأُمَّة المصيرية، مُتناسين قضيَّتَي سوريا واليمن، وغيرهما من بلاد الأُمَّة.
وأوَّل ما يجب أن نَعرفه هو أن معظمَ برامج صناعة النجوم المزعومة، إنما هي نُسخ معرَّبة من برامج أجنبيَّة شهيرة، لها نفس الديكور والموسيقا التصويريَّة، بل حتى طريقة التقديم، ومن المُثير للسُّخرية أنَّ هذه البرامج تَحظى بتغطية إعلاميَّة واسعة، بحيث يُخَيَّل للسامع والمشاهد أنَّ قضيَّة فوز المتسابق الفلاني، أو خروج المتسابقة الفلانيَّة، هي قضيَّتنا الكبرى وشُغْلنا الشاغل!
ويُذَكِّرنا برنامج (عرب آيدول) بإشادة إسرائيل ببرنامج سوبر ستار، الذي امتدَّ بضعة أشهر في عِدَّة بلدان عربيَّة، وشارَك فيه أكثر من خمسة ملايين عربي؛ لاختيار أفضل مُغَنٍّ أو مغنِّية عربية، في حين كانت الصفحات العلميَّة لهذه الصحف تتحدَّث عن التكنولوجيا الصِّهْيَونية وبيعها للعرب!
فالوزير جلعاد شالوم - كما نَقَلت عنه صحيفة "هآرتس" بتاريخ 21/ 8/ 2003 - امتَدح بشدَّة هذا البرنامج الذي اهتمَّ به أيضًا عربُ فلسطين المحتلة عامي 48 و67، وشارَك بعض المُرَفَّهين منهم فيه، واعتَبَر أنه من النوعية التي تُقرِّب بين العرب!
أمَّا المستشار السياسي لرئيس الوزراء شارون (دوري غولد)، فقد قال لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بتاريخ 22/ 8 / 2003 تعقيبًا على الضجَّة حول البرنامج: "لقد أثبَت برنامج "سوبر ستار العرب" أشياءَ كثيرة، وأهمُّها أنَّ عدوَّنا ليس المسلمين، ولكنَّ عدوَّنا هو الإسلام وتعاليمه".
أمَّا الصحفي دايفيد سليفان، من صحيفة "جيروزالم بوست" كتب أيضًا بتاريخ 22/ 8/ 2003 - بعدما لاحَظ الضجَّة التي أحدَثها هذا البرنامج في صفوف الشباب العربي - يقول: "إنَّ الواقع يقول: إنَّ العرب أو المسلمين الذين يؤمنون بعقيدة مَحْو إسرائيل من الخريطة، أصبَحوا قلائلَ جدًّا، وإنَّ برنامج "سوبر ستار" أعطانا الأملَ لوجود جيلٍ عربي مسلمٍ مُتسامح!".
إنه نجاحٌ كبير ومُذهل لكلِّ جهود التسخيف والتسطيح، التي مارسَتها الأنظمة العربية وإعلامها على المواطن العربي؛ لتَسخيف فِكره، وشغله عن فكرة المُطالبة بحقوقه.
فمن وجهة نظر هؤلاء: أنَّ الحناجر القوية التي تَهتف بالحرية، وتُطالب بالتغيير، وتتبنَّى المطالب الشعبيَّة في الاستقلال الحقيقي، هذه حناجر أصواتها نَشازٌ، وأحبالُها الصوتية مُزعجة، يجب أن تُقطَّع من جذورها، أمَّا مَن يُغنِّي الألحان، ويطرب الأسماع، فيا مرحبًا به؛ لأن هذا هو وقته!
فاسْتَفِيقوا يا بني أُمَّتي، فهذا ليس وقتَ الطَّرب، ولا فلاح لأُمَّة يُوَحِّدها الطبل والمِزمار، وتُفَرِّقها العَصا والبندقيَّة!