دعونا
نتفق على أن أية مُجاملات من أي نوع تُدمر المؤسسات والأندية والاتحادات،
ولطالما تعرضت دول بعينها لدمار اجتماعي شامل بسبب تفشي هذه الظاهرة
الكارثية، ولعل أقرب مثال قد يَخطر على بال أي احد هذه الأيام في منطقتنا
العربية، ما يحدث حالياً في مصر من اشتباكات بين أهالي شهداء ثورة 25 يناير
والثوار وبين رجال الشرطة الذين إلتحق من بينهم نسبة (99%) بكلية الشرطة
بمجموع هزيل مع بمبلغ مالي ضخم مدفوع مقدماً لأحد اللواءات أو الوزراء.
فكانت النتيجة، خروج ضُباط من النوعية الهوجاء والطائشة وعديمة المسؤولية، يعتقدون أنفسهم
فوق الجميع، كيف لا فما يُزيد من جبروتهم وسلطاتهم اللا محدودة عدم تعرضهم
للعقاب من أولي الأمر منهم حتى ولو ارتكبوا جرائم قتل وانسحاب جماعي من
العمل الميداني في حالة الطواريء، فمنذ بداية التحاقه بالحياة الاكاديمية
"بالواسطة والمحسوبية" استمرت حياته على هذه الشاكلة، والطيور على اشكالها تقع، وهذا ما أضاع
الدنيا في مصر "سياسياً وأمنياً واجتماعياً"، فما بُني على باطل؟ فهو باطل،
والحل يَمكن في إعادة هيكلة المنظومة.
لا أريد الخوض في
السياسة ولكن هذا أمر واقع وجزء من حياتنا، ويُمكن أن تصادفنا أشياء كتلك
على أشكل وهيئات مختلفة في العديد من الاتجاهات الأخرى، وهذا ما جئت أحدثكم
عنه اليوم.رواية تأكدت صحتها قبل عام ونصف العام طالعت أجزاءاً مختلفة من كتاب قصة حياة النجم الفرنسي
"كلود مكاليلي" الخاصة بمسيرته مع تشيلسي لمدة ثلاثة أعوام أثناء فترة تدربه تحت قيادة
"مورينيو"، وذكر في هذا الكتاب الأسباب الرئيسية وراء رحيل المدرب الأنجح
في تاريخ تشيلسي وأسباب تفاقم علاقته مع المالك الروسي.
وقال كلود
أن مورينيو في منتصف عام 2007 شعر بأنه منبوذ ومكروه من بعض أعضاء الفريق
خاصةً بعدما عَلم بأمر الشكوى التي قدموها للإدارة، وأكد كلود أن قائد
الفريق
جون تيري كان هو زعيم هذه الحملة حيث تحدث مباشرةً للرئيس التنفيذي -آنذاك- "بيتر كينيون" من أجل أن يَنقل الشكوى حرفياً لإبراموفيتش.
فتساءلت،
لماذا سيزعم مكاليلي بمثل هذه الادعاءات؟ فهل هو مُتآمر على جون تيري أو
أبراهموفيتش أو يَعض اليد التي مُدت له في مرحلة حرجة من حياته الكروية؟
لا هذا أو ذاك، فمكاليلي كان في قلب الحدث، ولا يَنكر فضل تشيلسي، لكنه حين ذكر هذه
الحادثة تَعجب من ظهور "جون تيري" كالصديق الدائم لمورينيو في التدريبات
والمباريات المختلفة للفريق بينما من خلف ظهره يقوم بتوجيه الطعنات إليه.
وبعد شهور نفى تيري، ولكن الحقيقة تأكدت بعد ذلك حين علمت بحادثته الشهيرة مع صديقة واين بريدج -عارضة الأزياء الفرنسية-
"فانيسا برونسيل"، ما أدى لسحب شارة قيادة المنتخب الإنجليزي منه مطلع عام 2010، لكن تشيلسي
لم يُعاقبه ولم يتخذ معه أية إجراءات تأديبية "لان هذه حياته"!.
كيف وكيف؟
عاد جون تيري ليُكرر أخطائه
بسب مواطنه
"أنطون فرديناند" في مباراة للبلوز أمام كوينز بارك رينجرز هذا الموسم، واتهمه فرديناند
بالعنصرية، وهي حادثة أجبرت شرطة لندن ولجنة الانضباط في الاتحاد الإنجليزي
على فتح تحقيق موسع للتعرف على الحقيقة تحت شعار
"كيف وكيف"؟
كيف للاعب إنجليزي أبيض يتعامل بعنصرية مع لاعب إنجليزي أسمر؟
وكيف عبارات كتلك تصدر من قائد منتخب مهد كرة القدم؟
انظروا لكمية الأخطاء التي اقترفها القائد المُخضرم الذي لم تتعامل معه إدارة تشيلسي
(بالاسلوب الإنجليزي) كما فعلت إدارة مانشستر سيتي مع
"كارلوس تيفيز والحبيب كولو توريه"، فهي إدارة بأموال عربية لكن صُلب الإدارة "إنجليزي" عكس تشيلسي الأمور داخله تغيرت للغاية.
هل تتذكرون كذلك كيف قام الاتحاد الإنجليزي بإيقاف
"ريو فرديناند" ثمانية أشهر لتغيبه عن اختبار منشطات قبل يورو 2004 ويقوم في كل مرة
يُخطيء فيها جون تيري بالتحقيق معه ومعاقبته، لكن تشيلسي مع لاعبيه
المشاغبين الخارجين عن القانون
"لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم"!!.
أبراموفيتش..أبراموفيتش..أبراموفيتش أبراموفيتش في نهاية عام 2007 افتعل مشكلة مع مورينيو
ليُخرجه من الباب الخلفي للنادي الأزرق بعد نجاحات مُبهرة لم يكن يَحلم بها
أشد المتفائلين داخل ستامفورد بريدج، والسبب شكوى جون تيري بالإضافة
لتدخلات رومان المستمرة في عمل "مو" وتحكمه في سوق الانتقالات دون النظر
لحاجاته التكتيكية.
أبراموفيتش قام بمُجاملة تيري
وأطاح بمورينيو، ثم جَامل اللوبي الشهير، وعَين المدرب "أفرام جرانت" بدلاً
من مورينيو الذي يتحلى بالجدية في العمل والبُعد عن المجاملات والـ
"الطبطبة على النجوم".
أبراموفيتش قام بمُجاملة قائد فريقه وتحدى الاتحاد الإنجليزي في قضية واين بريدج، ولم يتخذ أية قرارات تجاهه.
أبراموفيتش لم يتحدث في قضية أنطون فرديناند وضغط على المدرب "فيلاس بواس" بإشراك
تيري رغم أنه لا يعيش أفضل حالاته الفنية والعقلية وسقوطه أمام آرسنال هذا
الموسم يوضح إلى أي مدى تدنى مستوى اللاعب بعد سلسلة المشاكل التي أقحم
نفسه فيها.
بخلاف تيريألم يُجامل أبراموفيتش النينيو
"توريس" حين أنفق عليه 50
مليون جنيه إسترليني وهو لاعب كثير الإصابات لا يلعب كدي ناتالي صاحب الـ33
عاماً بنفس الكفاءة حتى الدقيقة الأخيرة من كل مباراة؟
لماذا لم
يقم بتحليل الصفقة بمنطقية قبل أن يُنفق هذا المبلغ الضخم الذي اكتفى
بانفاقه فريق كامل كـ"مانشستر يونايتد" على جميع صفقاته الصيف الماضي.
وألم
يُجامل أشلي كول حين وجه بندقيته أثناء التدريبات ليتعرض أحد العاملين في
ملعب ستامفورد بريدج لإصابة بالغة بسبب هذا المتهور، ناهيك عن مشاكل "كول"
الشخصية وسهراته الدائمة التي لم يُطرد بسببها من الفريق مثلما فعل جالياني
-رئيس ميلان- مع أحسن لاعب في العالم "رونالدينيو" يناير الماضي لتأخره عن
التدريبات بسبب إحدى سهراته في ملهٍ ليلي.
بعيداً عن هذه المشكلات الشخصية للاعبين... ماذا
عن التذبذب الفني المتواصل جراء كثرة إقالة المدربين، ففي ظرف 8 سنوات قام
أبراموفيتش بتغيير 7 مدربين دفعة واحدة، واستعان بمساعد مدرب عديم الكفاءة
يُدعى
"إيمنالو" بدلاً من الخبير المُحنك
"راي ويلكينز" الذي خلف الرائع "كلاريك" شريك دالجليش في دكة ليفربول حالياً.
هذا
الرجل الذي لا يمتلك سوى المال ولا يمتلك ذرة تكتيك وتدبير لم يكفيه
مُجاملاته المستمرة للاعبيه الكبار، حتى أنه ينوي تجديد عقده للاعب الذي
ستنتهي صلاحيته خلال أشهر معدودة (لامبارد)، وذهب لتعيين جرانت وإيمنالو
غير المعروفين في الوسط الكروي الإنجليزي مع إقالة سكولاري مُبكراً وعدم
منح أنشيلوتي فرصة جديدة رغم ثنائية الدوري والكأس عام 2010 وإقالته مع أول
سقوط.
مظلوم في منظومة العك عندما يكون لأي فريق في بطولة كُبرى كالدوري الإنجليزي إدارة مهتزة وضعيفة
وغير احترافية كإدارة تشيلسي الحالية، تعتاد على مُجاملة اللاعبين
والاستغناء عن أصحاب الأداء من أجل بعض الاسماء، فلا لوم على المدرب الشاب
"فيلاس بواس" حين يسقط في سلسلة من النتائج المُخيبة، فخسائره ببطولتي الدوري الإنجليزي
ودوري الأبطال أمام (مانشستر يونايتد، ليفربول، آرسنال وليفركوزن) ما هي
سوى نتاج
"لخبطة وعك أبراموفيتش" طيلة السنوات الماضية في
المقام الأول، وتدخله المستمر فيما لا يفقه فيه، لدرجة إجباره لفيلاس على
اللعب باللاعبين الشبان في بطولة كارلينج وبصورة علنية تم الكشف عنها عبر
الإعلام الشهر الماضي قبل مواجهة "إيفرتون".
فيلاس بطل الدوري
الأوروبي الموسم الماضي مع بورتو، لا يُمكن أن يكون بهذا السوء التقني إلا
لهذه التراكمات والاسباب العميقة التي يجب أن يضعها عشاق تشيلسي في الحسبان
قبل توجيه أصابع الاتهام إليه.، فهو فعلاً رجل مَظلوم في منظومة لطختها
المحسوبيات، وأفسدها التحاذق والفزلكة من رجل لا يفقه شيء، فكم من مَرة خسر
مدرب جميع مبارياته أمام كبار الدوري وفي نهاية المطاف تُوج بلقب المسابقة
والفضل (للإدارة الاحترافية التي تتعامل بحكمة وسياسة دون اتخاذ قرارات
لحظية بفعل الغيرة والعصبية أو لمجاملة شخص ما)..
روشتةتشيلسي
سيضيع وسينتهي ربيعه الذي بدأ عام 2004 إذا قام أبراموفيتش بإقالة فيلاس
بواس، فمهما كان البديل، فسيكون حل مؤقت لا ناقة منه ولا جمل.
أول الحلول لهذه الأزمة، الخروج بتصريح عبر الموقع الرسمي لتشيلسي لتدعيم الثقة في المدرب ومنحه كافة الصلاحيات.
وإعلان التخلص من المدير الرياضي الحالي
"إيمنالو" والاستعانة برجل كجوس هيدينك يفهم ويُجيد التعاقدات لجلب لاعبين يفيدوا
الفريق منتصف الموسم الجاري، مثلما فعل مانشستر سيتي بالتعاقد مع باتريك
فييرا ومثلما فعل ريال مدريد بالتعاقد مع زين الدين زيدان وليفربول مع
كومولي، لأن تشيلسي فريق كبير لا يُمكن أن يعمل معه في هذا المنصب الحساس
شخص بدأ للتو العمل في هذه المسؤولية كما أنه ليس بالنجم، فقد كان لاعب
عادي في منتخب نيجيريا 1994، ولا أدري أين زولا مثلاً لو كان هيدينك لا
يريد وظيفة إدارية!؟
ثاني الحلول: منح فيلاس بواس
كامل الصلاحيات لاتخاذ قرارات حاسمة بإعادة هيكلة تشكيلته الأساسية ومنحه
صلاحية معاقبة أي لاعب غير مُلتزم، لتكون تشكيلته خالية من المستهترين
ولفرض شخصيته أكثر على الفريق واللاعبين القريبين من سنه.
ثالث الحلول: أن يلعب فيلاس بواس بتشيك في الحراسة وتهديده
بالحارس البديل "هيلاريو" بإشراكه في مباريات كأسي الكارلينج والاتحاد
الإنجليزي، ووضع إيفانوفيتش كقلب دفاع جوار دافيد لويز بصفة دائمة
والاستغناء عن جون تيري، وعلى الطرف الأيسر أشلي كول لحين إعادة "فان
انهولت" من إعارته لويجان، وترك بوسينجوا على الجهة اليمنى ويتم تجهيز
باولو فيريرا صاحب الخبرات الكبيرة رغم ان مستواه متراجع ولكن يُمكن أن
يفيد الفريق في لحظات كهذه.
وفي الوسط يُخرج أوبي ميكيل من حساباته
ويَبدأ بميريليش مع لامبارد في الوسط، وعلى الأطراف ماتا وراميريز، وفي
الهجوم ستوريدج كرأس حربة متحرك، ودروجبا كصندوق، ويكون توريس بديل
لستوريدج، فلا يعني أن يكون لاعب سعره 50 مليون ولا يؤدي أن اشركه فقط من
أجل السعر ولتجنب الانتقادات، فماذا سيفيد إذا لم يكن يؤدي؟؟
أخيراً..على تشيلسي العودة لتكتيكه القديم، والذي كان يحقق به الانتصارات وبغزارة تهديفية، وأقصد طريقة
شجرة عيد الميلاد التي يُبدع فيها دروجبا،
حتى مع هذا السن؟ نعم حتى مع هذا السن..فدروجبا لا يزال الأفضل على الاطلاق في خط هجوم تشيلسي مع المتطور ستوريدج.
هذا
ما لديّ..يجب التعامل بحزم من الإدارة والمدرب، وتعود قوة النادي بعقلية
إنجليزية صارمة من كل اللاعبين، وبلا تيري بلا دلع، فقد صدعنا بشارة
الكابتن وكلامه "الحامض" كل أسبوع قادمون و و و وفعل "صفر"...