[right]
[right]سبحان مغير الأحوال .. هذا الفريق الذي
كان يراه البعض حامل لواء الكرة الإنجليزية "بشكلها الكلاسيكي وليس المجدد"
في الليجا تحول بين يوم وليلة إلى فريق ممتع يقدم كرة جميلة تبهر
المنافسين قبل العشاق... نتحدث هنا عن الفارق في المتعة وليس الفارق في
النتائج وإن كانت الأخيرة قد تحسنت أيضاً بتأهل الفريق لنهائي الكأس وتأهله
لدور الـ8 من الدوري الأوروبي وإن بقت كما هي تقريباً في الليجا.
لكن هل كانت فعلاً "بين يومٍ وليلة" ؟ أم أنه كان نتاج ثمار عمل شاق من كثيرين وذكاء في اتخاذ القرارات لمصلحة الفريق ؟
اجتهدنا
لتحديد بعض النقاط التي ساعدت على رؤيتنا هذه النسخة المعدّلة من أتلتيك
بلباو والتي اكتسبت شهرة كبيرة بعد أن أقصت فريقاً بحجم مانشستر يونايتد من
الدوري الأوروبي فكيف تحول بلباو من الفريق الذي يعتمد على الأسلوب
الإنجليزي بالكرات الطويلة إلى الأسلوب الإسباني الذي تعتمده عدة فرق في
إسبانيا بالتناقل القصير للكرات وإجهاد المنافس وتشتيته بامتلاك الكرة
لفترات طويلة ؟
1- استبعاد مدمني العنف ..ربما
يكون جوربيجي وتوكيرو من أفضل اللاعبين مجهوداً في الملعب لكنهما لاعبان
يعتمدان بشكل أساسي على المجهود البدني بعيداً تماماً عن الأداء الفني الذي
يتم دعمه بالمجهود البدني.
ما حدث مع بلباو هو أن مارسيلو بييلسا
انتبه كثيراً لهذه النقطة فقرر استبعاد كلا اللاعبين من التشكيل الأساسي
ووضع بدلاً منهما لاعبين من ذوي الأداء البعيد عن العنف غير المطلوب والذي
يجعل اللاعب أحياناً يخرج عن تركيزه ويبتعد عن الهدف من أي التحام وهو
استعادة الكرة وليس ارتكاب الأخطاء.
بييلسا دفع بالشاب إيتوراسبي
بدلاً من جوربيجي هذا الموسم فقدم إيتوراسبي موسماً ممتازاً كما تمكن
أوسكار دي ماركوس أخيراً من حجز مكان أساسي له في مباريات كثيرة مع الدفع
بتوكيرو في الشوط الثاني في الكثير من المباريات لتنفيذ مهام محددة.
وأحياناً
كان بييلسا يلجأ لحل آخر بدلاً من الاستمرار في اللعب بـ4/4/2 وهو اللعب
بـ4/5/1 بتواجد إيتوراسبي وخافي مارتينيز والمبدع أندير هيريرا القادم من
ريال سرقسطة والذي كان يريده آرسنال قبل موسمين وهو الحل الذي استخدمه
بييلسا مراراً وكلا الطريقتين أتت ثمارها.
كما كان بييلسا يلجأ لحل
آخر لاستخدام هيريرا وهو الدفع بخافي مارتينيز في مركز قلب المدافع بجانب
أموريبييتا واللعب بهيريرا بجانب إيتوراسبي وهو ما فعله فعلاً أمام مانشستر
يونايتد في لقاء الإياب لتجنب الهفوات التي يقع فيها قلب الدفاع ميكيل
أنخيل سان خوسيه أحياناً.
2- العيال كبرت..!إن
سألت أي شخص لا يتابع بلباو عن اللاعبين الذين يعرفهم من الفريق فسيجيبك
فوراً وبدون تردد: يورينتي ومونيايين .. الأخير استمد شهرته من كونه بدأ
مسيرته في الليجا وهو صغير السن جداً حتى بات أصغر من لعب فيها كما كان
يقدم أداءً لا يتناسب مع سنه الصغيرة.
ومع مرور أكثر من سنتين على
انطلاقة مونيايين، بدا وأن الشاب اليافع قد اكتسب ثقة وخبرة كبيرة وظهر ذلك
جلياً هذا الموسم بعد أن أجبر المخضرم الأعسر مسدد الركلات الحرة الرائعة
جابيلوندو على التنحي جانباً وقبول دور الدوبلير لمونيايين.
أداء
مونيايين تزامن مع تعاظم دور ماركيل سوسايتا في الفريق وبات لاعب ذي خبرة
كبيرة ولم يعد ذلك الشاب الصغير الذي ينظر له الجميع على أنه مازال يتعلم
.. هذان الجناحان بات الفريق يعول عليهما كثيراً ولهما دور كبير في الحالة
الفنية التي وصل إليها فرناندو يورينتي.
3- يورينتي بات محطة وصول بدلاً من محطة انطلاق في
الماضي كنا نرى فرناندو يورينتي عبارة عن برج مراقبة للكرات الطويلة التي
يلعبها دفاع بلباو ويحاول فيها أن يكون محطة لنقل الكرة للنصف الآخر من
الملعب ما كان يستنفذ مجهوده بشكل كبير في الركض وراء كل كرة طويلة
والارتقاء للعبها.
الآن لم نعد نرى هذا الأمر كثيراً، فاللمسات
الفنية التي باتت موجودة ساعدت الفريق على نسيان هذه الطريقة الإنجليزية
واعتماد كرة أكثر جمالية في الأداء وأكثر تأثيراً وصناعة للفرص.
الآن
أصبح يورينتي محطة وصول للهجمات وإحرازها وأكثر قدرة على أن يتواجد في
المناطق الخطيرة بعد أن وفّر مجهوده للعب في المناطق المؤثرة فعلاً في
دفاعات المنافسين.
4- شخصية المدرب لا
ينكر أحد أن كل النقط التي سردناها مسبقاً تعود للمدرب الأرجنتيني بييلسا
.. هذا واضح، لكن شخصية المدرب نفسها فرضت عقلية مختلفة في الفريق،
فالمدربون الأرجنتينيون بطبعهم ميالون للعب الكرة الهجومية الممتعة
والابتعاد عن الكرة الدفاعية ..
صحيح أن خواكين كاباروس مدرب ممتاز
لكنه كان أكثر ميلاً لجعل بلباو فريقاً متحفظاً دفاعياً ولاحظنا ذلك في
الكثير من المباريات التي يلعبها بلباو خارج أرضه ولم يعد ذلك الفريق
المتقوقع فيها في منطقة جزائه.