البرسا
وإن كان بدأ يستعيد الكثير من عافيته الإقتصادية مؤخراً، إلا أنه لابد من
إلقاء الضوء على واحدة من أبرز الأسباب التي أدى تراكمها عبر السنين إلى
ضرب اقتصاد النادي والتي ساهمت بالحد من قدراته المالية في بعض المراحل،
والحديث هنا عن سلسلة من الصفقات الفاشلة التي أبرمها النادي منذ انبلاج
فجر الألفية الجديدة إلى الآن. وأبرزها:
- زلاتان إبراهيموفيتش: عندما دفعت إدارة البلوغرانا
٤٦ مليون يورو بالإضافة إلى هداف الفريق صموئيل ايتو للمجيء بلاعبٍ رائع
لكن متقلب المزاج ومثير للمتاعب كزلاتان فإنها بالتأكيد كانت تدرك حجم
المخاطرة، ولكن لم تعتبر الصفقة فاشلة إلى الآن، فما حصل بعدها هو ما جعل
هذه الصفقة تصنف ضمن الأسوأ بتاريخ برشلونة وحتى العالم على الصعيد الكروي،
فبيع زلاتان بعد سنة واحدة بسبب مشاكل مع المدرب (علماً أنه بدأ الموسم
بقوة قبل الخلاف ) بمبلغ ٢٤ مليون يورو فقط أي بخسارة تقدر بـ ٥٦ مليون
يورو (إذا ما اعتبرنا إيتو + ٤٦ =حوالي ٨٠ مليون ثمن مجيئه تقريباً ) هو ما
جعل من هذه الصفقة كارثة كبيرة على الصعيد المادي للفريق.
- جابربيل ميليتو: أتى ميليتو صيف
٢٠٠٧ بـ ٢٠ مليون يورو بعد ٤ سنوات ناجحة قضاها رفقة سرقسطة وكان يبدو صفقة
ناجحة قادرة على تقديم الكثير من الدعم لصفوف البرشا الخلفية، لكن سلسلة
من الإصابات التي ضربت هذا اللاعب أدت إلى تراجع شديد بمستواه ومنعته من
اللعب بشكلٍ متواصل، ما جعل منه أحد الصفقات السيئة التي لم تقدم الإضافة
رغم تكلفتها الغالية، ليتم الاستغناء عنه بعد نتهاء عقده الصيف الماضي.
- جيوفاني : هل تتذكرونه؟!. إنه أحد تلك المواهب
البرزيلية التي كان الجميع يتكلم عنها مع بداية الألفية، ليفشل بعدها بشكلٍ
ذريع بتحقيق ولو أصغر الأماني، تألقُه المبكر مع كروزيرو جعل من
البلوغرانا يسارع إلى دفع ١٨ مليون يورو للحصول على خدماته عام ٢٠٠١ برغم
عدم اكماله لربيعه الـ ٢١ حينها، ليقضي لاعب خط الوسط المهاجم موسماً
مخيباً جداً في كتالونيا قبل أن يُعار ومن ثم يُباع لبنفيكا البرتغالي.
-
شجرينسكي: هو أولى صفقات جوارديولا بعد إحراز
السداسية التاريخية. المدافع الشاب الأوكراني الذي دفع فيه المدرب الإسباني
٢٥ مليون يورو كان يُفترض أن يكون البديل الأمثل على المدى البعيد لقائد
الفريق كارليس بويول، لكن موسمه الكارثي مع الفريق -حيث لم يستطع اللعب
لأكثر من ١٢ مباراة- جعل منه أول الراحلين عن النادي الكتلاني في الصيف
التالي ليعود إلى شاختار مقابل ١٥ مليون وليخسر فيه البلوغرانا ١٠ ملايين
يورو بظرف سنة واحدة.
-
خوان ريكيلمي: يؤلمني أن يكون الفنان الأرجنتيني
على هذه اللائحة إذ أنه أحد اللاعبين المفضلين لدي، ولكن إحقاقاً للحق فإن
"الفارس الكسلان" كما يُلقب لم يفعل شيئا يشفع بالـ ١١ مليون يورو التي
دفعها البلوغرانا عام ٢٠٠٢ لاستقدامه وهو الذي لعب موسماً واحداً فقط مع
الفريق حيث فشل في التأقلم مع أفكار فان جال حينها لتتم إعارته ومن ثم بيعه
للغواصات الصفراء "فياريال" حيث صال وجال وأبدع، هذه الصفقة مخيبة ليس فقط
بسبب مردود ريكيلمي الضعيف مع الفريق، ولكن أيضاً بسبب عدم إيمان البرشا
بقدراته والفشل بتوظيفه.
-
مارتن كاسيريس: المدافع الأروجوياني الدولي أتى إلى
برشلونة من فياريال صيف الـ ٢٠٠٨ مقابل ١٦ مليون ونصف المليون يورو وكان
ما يزال بعمر الـ ٢١ سنة ليقضي ثلاث سنوات مع الفريق، معظمها مُعاراً
ليوفنتوس وإشبيلية وفشل في فرض نفسه كخيار دفاعي للبلوغرانا، ليقرر الفريق
بيعه بـ ٣ مليون يورو فقط لإشبيلية العام الماضي من دون أن يكون التعاقد
معه قد قدم أي إضافة للعملاق الكتلاني.
-
هنريكي :مدافع جنوب أميركي آخر استقدمه برشلونة صيف
عام ٢٠٠٨، هذه المرة من البرازيل مباشرةً حيث دفع البرشا ٨ ملايين يورو
لبالميراس في سبيل الحصول على قلب الدفاع الشاب، وبعد مرور ٤ سنوات على
الصفقة لم يستطع البرازيلي إثبات قيمته للفريق حيث كان يُعار في كل موسم
ولم يلعب إلى الآن أي مباراة رسمية مع فرقة بيب جوارديولا.
- كيريسون : هو الأخر أتى من
بالميراس، المهاجم البرازيلي كلَف خزانة النادي الإسباني ١٤ مليون يورو عام
٢٠٠٩، وعلى حذو مواطنه هنريكي، لم يلعب كيريسون إلى الآن أي مباراة رسمية
مع الفريق، وفشل فشلاً ذريعاً مع الفرق التي أُعير لها ليصبح من الواضح
الأن وهو بعمر الـ ٢٣ سنة أنه لن يرتقِ أبداً إلى مستوى البلوغرانا، بل
لن يرتقِ لمستوى فرق متوسطة المستوى إذ أنه حالياً يعاني في الدوري
البرازيلي حيث أُعير لكروزيرو ولم يحرز إلا هدفاً وحيداً في ٨ مباريات.
- جيرارد لوبيز: أحد خريجي أكاديمية
برشلونة "لاماسيا" المغادرين، دفع برشلونة ٢٢ مليون يورو صيف عام ٢٠٠٠
لإعادته للفريق بعدما تألق مع فالنسيا، لكن صاحب الـ ٢١ سنة وقتها قضى ٥
سنوات كاملة مع العملاق الكتلاني بدون أن يظهر أبدا قدرات بمستوى الـ ٢٢
مليون التي دُفعت به.
- فيليب كريستانفال: المدافع الفرنسي الأسمر استقدمه
فيرير مع بداية موسم ٢٠٠١-٢٠٠٢ بمبلغ ١٢ مليون يورو ليقضي موسماً مخيباً
جداً مع الفريق ويغادر في صيف ٢٠٠٣ بعد انتهاء عقده.
- أليكساندر هليب: أحد أكثر من خيب
الآمال في الآونة الأخيرة، هليب أتى به جوارديولا في يوليو من عام ٢٠٠٨ من
آرسنال حيث تألق في صفقة قدرت بـ ١٥ مليون يورو، ليفشل البيلاروسي بالظهور
بنفس المستوى الذي كان يقدمه بألوان المدفعجية ويصبح غير مرغوب به بالمرة
مع مرور الوقت ويصير دائم الإعارات.
- ألفونسو بيريز: المهاجم الإسباني وخريج أكاديمية
ريال مدريد، وقع مع برشلونة عام ٢٠٠٠ آتياً من بيتيس مقابل ١٦ مليون يورو
ليسجل هدفين فقط في دوري ذلك العام، ويعار بعدها لمارسيليا الفرنسي قبل أن
يعود إلى بتيس صيف ٢٠٠٢.
-خافيير سافيولا: الشاب الذي لُقب
بمارادونا الجديد انتدبه البلوغرانا عام ٢٠٠١ من ريفر بلات الأرجنتيني
بمبلغ ٢٥ مليون يورو وهو لايزال بعامه العشرين، ورغم أن بداياته كانت مشجعة
إلا أنه لم يكمل التألق، ومع مجئ ريكارد أصبح لاعباً غير مرغوب به حيث تمت
اعارته لعدة فرق قبل أن ينتهي عقده في ٢٠٠٧ ويذهب بالمجان إلى الغريم
المدريدي الأزلي للبرشا.
هذا الكم الكبير من الصفقات الفاشلة مستغربٌ جداً وأثبت الوقت أنها كانت
انتدابات غير ضرورية بالمرة نظراً لامتلاك النادي لأكبر وأفضل أكاديمية
ناشئين في العالم، وهي التي زودت النادي بأعلى مستوى من اللاعبين خصوصاً
بالسنوات الأخيرة وكانت السبب الرئيسي لنجاحاته الهائلة، فمن لوبيز إلى
زلاتان تعددت أسماء اللاعبين لكن بقي برشلونة المتضرر الوحيد،
فمن برأيك –عزيزي القارئ- كانت أكثر صفقات برشلونة سوءً في الألفية الجديدة؟