Getty Images
حسم
التعادل السلبي قمة ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال بين الميلان وبرشلونة في
سان سيرو، لينتظر الطرفين لموقعة الإياب في كامب نو لحسم صراعهما على بطاقة
التأهل للمربع الذهبي ومواجهة المتأهل من مواجهة تشيلسي وبنفيكا والتي
انتهى ذهابًا بانتصار الضيوف في البرتغال بهدف دون رد.
الآن إلى أبرز ملاحظات المباراة ....الإيجابيات: خرج
الميلان بتعادل سلبي يسمح له بالأمل في التأهل للدور التالي خاصة بالهجوم
الشرس الذي يمتلكه والقادر على تهديد مرمى البارسا في إسبانيا، التعادل جاء
رغم ظروف الروسونيري الصعبة التي عانى منها خلال المباراة خاصة إصابة
الثلاثي الأساسي في منظومته الدفاعية "فان بوميل وسيلفا وأباتي" بجانب
إصابة نيستا خلال اللقاء والعودة القريبة من الإصابة الطويلة لعديد نجومه
وأبرزهم بواتينج ونيستا وروبينهو.
يُمكن
القول أن البارسا أيضًا حقق ما يريد بأن عاد دون خسارة وحافظ على فرصه
الأكبر في التأهل كونه سيحتضن مباراة الإياب في ملعبه وبظروف أفضل خاصة
استعادة الظهير الأيسر أدريانو.
يُحسب
كثيرًا لأليجري أن أجاد تنظيم دفاعه بهذا الشكل رغم تواضع أفراده خاصة
وجود أنتونيني وبونيرا وغياب تياجو سيلفا وأباتي، التنظيم الدفاعي كان مميز
اليوم سواء بالضغط المبكر على المنافس أو تقريب المسافات وتقليل المساحات
بين اللاعبين أو الشراسة في الضغط والرقابة وذلك أدى لإنتاج قالب دفاعي
ممتاز من أدوات بسيطة للغاية وإن كان بالتأكيد على حساب الأداء الهجومي
وكذلك لم يمنع تمامًا خطورة البارسا على أبياتي الذي لعب مباراة كبيرة
أيضًا، لكنه على الأقل قلل منها كثيرًا.
الجرينتا
والشخصية التي أظهرها نجوم الميلان وخاصة الشراسة التي خاضوا بها اللقاء
والمواجهات المباشرة مع نظرائهم في البارسا، ذلك ساهم في تقليل خطر البارسا
خاصة من ناحية الفوارق الفردية لصالح لاعبيه بجانب منع الفريق الزائر من
فرض أسلوبه تمامًا وطوال اللقاء واللعب بضغط مكثف ومباشر على مرمى أبياتي
كما يفعل في إسبانيا ... تلك الجرينتا والشخصية ساهمت في ظهور عدد من
اللاعبين بمستوً أفضل كثيرًا مما هم عليه وخاصة أنتونيني وبونيرا
وأمبروزيني وقد اتضح ذلك من تدخلاتهم الممتازة والتي امتازت بالشراسة
والرغبة والحماس، ذلك الأداء بالتأكيد سيمنحهم ثقة كبيرة هم والفريق بحاجة
لهم في المباريات المقبلة.
الأداء
المميز من جانب ليونيل ميسي خاصة الاختراقات الفردية والمهارية، أثبت
الموهوب الأرجنتيني أنه قادر على الاختراق مهما كان الدفاع المنافس له
ومهما كانت درجة تنظيمه، البارسا كذلك أوضح أنه قادر على تطبيق أسلوب لعبه
على أي فريق حتى لو كان منظم جيدًا جدًا دفاعيًا كما كان الميلان اليوم.
أجاد
دفاع البارسا التعامل مع المحاولات المرتدة من جانب الميلان خاصة إجادته
رقابة إبراهيموفيتش والضغط بقوة عليه، بجانب إبعاد خطر لاعبي الوسط خاصة
بواتينج ونوتشيرينو عن مرمى فالديس ... الفريق لعب بدفاع ليس الأفضل له على
مستوى التنظيم الفردي خاصة بغياب الظهير الأيسر وانتقال بويول لتغطيته،
لكنه رغم ذلك ظهر جيدًا جدًا وخرج من اللقاء دون أهداف.
مواصلة
النجم تشافي إظهار مستواه الرائع وقدرته على إدارة منظومة البارسا
الهجومية في الوسط، لعب مباراة كبيرة اليوم من خلال تنظيم اللعب والتمريرات
الممتازة وقد استغل تمامًا تواضع مردود نوتشيرينو الدفاعي وانشغال
أمبروزيني بالتغطية في كافة أرجاء الملعب.
السلبيات: السلبية
الأكبر اليوم كانت إضاعة الفرص السهلة من الطرفين، ربما هي سلبية أكبر
للميلان كونه الذي يحتاج للتسجيل على ملعبه ووسط جماهيره، وربما يعود السبب
في ذلك للتوتر الكبير الذي شاب أداء الطرفين وحرصهما على عدم استقبال
أهداف أكثر من حرصهما على التسجيل.
ضعف
الجبهة اليُسرى للبرسا وقد ظهر تركيز الفريق كثيرًا على الجانب الأيمن،
ذلك ربما يعود لغياب الظهير الأيسر الحقيقي "أبيدال وأدريانو" وحرص إنيستا
على عدم التقدم كثيرًا حتى لا يكشف بويول أمام وسط وهجوم الميلان.
المستوى
السيء جدًا لروبينهو طوال الدقائق التي لعبها وإضاعته فرصة سهلة للغاية في
بداية اللقاء، وهذا يوضح أن قرار إشراك اللاعب رغم عودته الحديثة جدًا من
الإصابة لم يكن سليم تمامًا وكان الأفضل منح الفرصة للشعراوي أو ماكسي
لوبيز من البداية.
تغييرات
أليجري خلال المباراة لم تكن الأفضل، إخراج بواتينج وإشراك إيمانويلسون
أراح البارسا كثيرًا نظرًا لأن الغاني كان يضغط بقوة ويتحرك في كافة أرجاء
الملعب وهو أكثر مهارة وخطورة على المرمى فيما الهولندي لم يصنع أي فارق
يُذكر حين شارك وأهدر محاولة كادت أن تجلب الهدف المنشود لفريقه ... كذلك
عدم إشراك ماكسي لوبيز يُعد خطأ لأن الأرجنتيني أفضل من الشعراوي في اللمسة
على المرمى وكذلك التحرك داخل وعلى حدود منطقة الجزاء ومشاركته كانت ستمنح
إبرا الحرية اللازمة للتحرك حول منطقة الجزاء ولكن خوف أليجري من الهجوم
ورغبته في تأمين دفاعي يبدأ من الوسط جعله يُفضل الشعراوي صاحب الأدوار
الأفضل دفاعيًا.
رغم
أن ميسي أجاد كثيرًا في الجانب الفردي بالاختراقات ومحاولة صناعة الخطورة
على مرمى أبياتي، إلا أنه يُحسب عليه شيء من الأنانية والفردية في الأداء
وإصرار على التسجيل من محاولة اختراق فردية وكأن الأمر تحديًا شخصيًا يريد
الفوز به، الكثير من المحاولات كان التمرير أفضل خلالها لكنه فضل مواصلة
المراوغة وهنا تُفسد الهجمة بالكامل.
أجاد
الميلان تنظيم دفاعه كثيرًا وأغلق الكثير من المساحات أمام هجوم البارسا،
هنا كانت الحاجة لأساليب أخرى للتسجيل خاصة التسديد من بعيد والذي غاب
تمامًا عن نجوم البلوجرانا رغم إجادة العديد من اللاعبين للتسديد، كذلك لم
يكن هناك استغلال ممتاز للكرات الثابتة سواء القريبة والمتاحة للتسديد أو
الركنيات والتي تُمرر عرضيًا.