فى أول زيارة عائلية لمبارك بعد الحكم عليه بالمؤبد داخل سجن مزرعة طره.. سوزان تصطحب هايدى وخديجة والجمال للزيارة.. وتقول: "ماتنسوش إنه بطل من أبطال أكتوبر".. ورسالة أحفاده: "ألف سلامة يا ريس" فى أول زيارة بمحبسه الجديد، زارت ظهر اليوم الاثنين، سوزان صالح ثابت قرينة الرئيس السابق حسنى مبارك، زوجها، فى محبسه بمستشفى طره بعنبر المزرعة بالمنطقة المركزية لسجون طره، بعد حوالى 48 ساعة من النطق بالحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ونقله إلى السجن، لاتهامه فى قتل المتظاهرين فى أحداث ثورة 25 يناير.
رافق سيدة مصر الأولى "سابقا" فى زيارتها كل من هايدى راسخ وخديجة الجمال زوجتى علاء وجمال مبارك ابنى المخلوع المحبوسين بسجن ملحق المزرعة، ورجل الأعمال الشهير محمود الجمال، حيث حمل الزائرون 3 حقائب بداخلها الأطعمة والمشروبات وملابس السجن الجديدة، حيث حرصوا على إحضار "2 ترينج أزرق اللون"، ليرتديهما المخلوع بدلا من بدلة السجن الزرقاء، طبقا لأحكام السجون بعد صدور حكم قضائى بالسجن ضده.
الزيارة الاستثنائية التى منحها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بمناسبة عيد العمال فى الفترة من 26 مايو السابق إلى 24 يونيو الجارى، والتى يصرح بها مرة واحدة فقط فى خلال تلك المدة، تمت فى المكان المخصص لها داخل غرفة العناية المركزة التى يرقد فيها المخلوع داخل المستشفى لتلقى العلاج، بناء على توصية طبية، والتى تمنع تواجده خارج غرفة العناية المركزة نظراً لعدم استقرار حالته الصحية التى لا تسمح باستقباله للزائرين خارجها.
جاءت الزيارة لإعلاء قيم حقوق الإنسان داخل السجون، بإشراف اللواء محمد نجيب جميل حسن مساعد الوزير مدير مصلحة السجون، وطبقا للتعليمات الخاصة بالأفراد الزائرين، حيث تمت فى المواعيد المخصصة لمدة حوالى ساعتين.
من جهته، قال العقيد محمد عليوة مدير الإعلام والعلاقات العامة بقطاع السجون إن الزائرين خضعوا لإجراءات التفتيش الإلكترونى تطبيقا لمبدأ المساواة فى المعاملة، حيث خضعوا للتفتيش، وكذلك الحقائب التى يحملونها، خوفا من إدخال أية ممنوعات أو مخالفات، سواء كانت أموالا أو هواتف محمولة بالمخالفة لقواعد وقوانين السجون المصرية.
الزائرون الأربعة حضروا إلى السجن فى سيارة "بى إم دبليو" سوداء اللون، والتى تركوها خارج محيط السجن، واستقلوا حافلة السجن وصولا إلى عنبر المزرعة، ودخلوا إلى السجن فى إجراءات أمنية مشددة أشرف عليها العقيد محمد طلحة مأمور السجن، حتى وصلوا إلى غرفة العناية الفائقة التى يعالج فيها مبارك داخل محبسه.
الزيارة العائلية كانت حميمة للغاية، وسيطرت عليها روح التعاطف مع الرئيس السابق، حيث حرصوا جميعا على تهدئته، لبعث روح الطمأنينة إليه، مؤكدين له أنه سيتم معاملته معاملة حسنة ورعاية طبية جيدة لا تقل عن التى كان يلقاها فى المركز الطبى العالمى، كما أخبروه بأن هناك محاولات للتقدم بطلبات للإفراج الصحى عنه خلال الأيام القادمة، كما أن محاميه فريد الديب سوف يطعن على الحكم لتخفيفه، وبدأوا فى مواساته بخصوص الأيام التى سوف يقضيها داخل السجن حتى يتمكنوا من إيجاد حل قانونى يضمن له العفو الصحى.
وفور مشاهدتها لزوجها انهمرت سوزان مبارك فى البكاء، مما أبكى هايدى وخديجة، وبدأت تتردد بصوت عال "ماتنسوش إن ده كان بطل كبير من أبطال أكتوبر"، واحتضنت مبارك الذى امتلئت عيناه بالدموع حزنا على مصيره الأخير بوضعه داخل سجن طره، وحملت سوزان رسالة من حفيديه عمر وفريدة، حيث قالت له "عمر وفريدة بيسلموا عليك وبيقولوك ألف سلامة يا ريس"، وأكدت له أنها سوف تصطحبهما خلال الزيارات القادمة.
من جهته ولأول مرة بعد محاكمة القرن، بالحكم ببراءة ابنى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك "جمال وعلاء" فى قضايا إهدار المال العام واستغلال النفوذ لانقضاء الدعوى، زارت مساء أمس الأول الأحد، هايدى راسخ زوجة علاء مبارك نجل الرئيس السابق، زوجها المحبوس احتياطيا بسجن ملحق مزرعة طره، على خلفية اتهامه وشقيقه جمال فى قضية التلاعب بالبورصة والمحبوسين على ذمتها.
وأكد مصدر أمنى مسئول بمصلحة السجون أن اللقاء بين هايدى وعلاء استمر قرابة الساعتين، موضحا أنه بمجرد مشاهدتها له انخرطت فى البكاء، وهو ما أبكى علاء فور رؤيته لها، ومن ثم اطمأن منها على نجله عمر.
وأشار المصدر إلى أن هايدى اصطحبت معها خلال زيارتها لزوجها كميات من المأكولات والمشروبات، والتى تم تفتيشها جيدا قبل السماح لها بالدخول بها إلى المكان المخصص للزيارة، وذلك تنفيذاً لتعليمات اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، والذى أمر بمعاملة جميع رموز النظام السابق وفقا لقواعد ولوائح القطاع، ودون أى تمييز عن غيرهم من باقى السجناء والمحبوسين بالسجون المختلفة.