أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الشهيرة في تحليل مطول لها اليوم, أن
احتمالات فوز د. محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان
المسلمين بانتخابات الرئاسة قوية جدًّا, خاصة في ضوء الأداء السابق للحزب
في الانتخابات البرلمانية.
وأشارت إلى أن الحملة الانتخابية لمرسي تظهر ولاء الناخبين الكبير لمرشحهم,
مؤكدة أن دعم حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لمرسي سيكون
أمرًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية.
وقال التحليل إنه وفقًا لنتائج الانتخابات البرلمانية يظهر بوضوح أن ميول
الناخبين في مصر تتجه نحو السياسة الإسلامية؛ حيث فاز الإخوان المسلمين بـ
43% من مقاعد البرلمان وحصد حزب النور السلفي 25% من المقاعد.
وأشار التحليل إلى أنه ينظر إلى نتائج الانتخابات البرلمانية على أنها
بداية جديدة للحياة السياسية والثقافية في مصر في نواح كثيرة وأكثر تعبيرًا
عن نهاية عصر مبارك, باعتباره مؤشرًا للأداء المستقبلي الذي يتمشى مع
الاتجاهات الإقليمية التي بدأت في الصعود منذ نكسة حرب 1967م أمام إسرائيل؛
حيث صعد الإحياء الديني في العالم العربي والمعارضة الإسلامية في مصر،
وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي استطاعت الحفاظ على تماسكها في مواجهة
القمع الذي تعرضت له من قبل الأنظمة السياسية المتتالية منذ تلك الآونة.
وأضاف التحليل أن المزاج العام للمجتمع المصري يميل نحو منح الدين دور شامل
في الحياة العامة بالبلاد، مشيرًا إلى الدعم الكبير الذي تتلقاه جماعة
الإخوان المسلمين التي يقل عدد أعضائها نسبيا مقارنة بحجم الدعم الشعبي
لها؛ حيث يقتصر عدد الأعضاء بالجماعة على مئات الآلاف بينما يدعمها
الملايين من المصريين، وأرجع التحليل ذلك إلى قدرة الجماعة وحزبها السياسي
التنظيمية العالية، وقوة برامجها التي تستميل المواطن المصري العادي بعيدًا
عن الإيديولوجيات.
ولفت التحليل إلى أنه من المتوقع حدوث ردود أفعال عنيفة في الشارع المصري
والبرلمان إذا ما وقعت أي شبهة تزوير لصالح عمرو موسى الذي ينظر إليه
باعتباره أحد رموز النظام المخلوع.