ثورة القوافي
نوريّة التّكوين والأمشاجِ يا منبع الإهْلال والإبْلاج
رقص الجمال بناظريْكِ فراقصا ملك الزّمان وألْقيا بالتّاج
فتبسّم الكون الوديع و مزّقتْ خلجاته الحرّى الظّلام الدّاجي
و تجاسرتْ سفن الهوى ما همّها بحر عتيّ هائج الأمواج
و النّجم في عليائه متبرّج واهًا لذي الأفلاك و الأبراج !
حتّى القوافي أُفرغت من صبرها ألقتْ بفيها و القواء يناجي
رضعتْ من الشّمس الحنون شخابها مفطومة طوعا عن الأخماج
يا طائرًا أفتى بقطع جناحه : (فأنا الجناح و لستُ بالمحتاج
إنّي كرهت الموت خلف عباءتي أو تحت سيف عمامة الحجّاج)
يا طائري مهلا و يا نِحَل الحجا هل تفقه الألباب لبّ حجاجي؟
نفسي و إن ضاقتْ بصوف ملابسي أبدا تضيق بجبّة الحلّاج
والنّفس إن عرجت ودام عروجها أقصى مداها ليلة المعراج
أرنو إلى الأنوار ممشوق الخطى و أراكَ تمشي مشية الهدّاج
فاضحكْ بملء الكون إنْ أبصرْتني لك يا طُويْري عائدًا أدْراجي
فالثّورة الخضراء سال مدادها تروي الحياة بمائها الثجّاج
و الشّعر حبٌّ خالص و مخلّص إنْ مات، مات الشّعر في الأدْراج !
تحيّاتي