كم تمنى أن يغرق عينيه في وهجها الأسطوري
، كان يتمنى أن يتفرس في قسماتها السماوية،
وأن يستلقي أرضًا على ظهره، وينبطح قبالتها تمامًا، ويسلم نفسه إلى دفئها،
فتشتمله الشمس كما تشتمل باقي البشر دون الخوف
من رصاصة غادرة أو هراوة ظالمة، ودون حصار أو حظر تجول، أو أعين غرباء..
أكثير على المرء أن يتمنى الاستلقاء أمام عين الشمس بسلام وهناء دون خوف؟!
كان يبحث عنها في السماء، ويتمنى لو أن شعاعها يداعب هدبيه الصغيرين،
ولو أن أديمها السرمدي يسكن باحتراق في عميق عينيه،
ويرسو في بحيرتهما إجلالاً لطفولته المسروقة،
وأمنياته المؤجلة.
في الأرض،
وبالتحديد حوله في مدينة القدس يسكن
العدو
والحصار
والموت
الأسود
والظل،
أما في السماء فكان البحث عن أمنية ضائعة تسمى الشمس.
أجال نظرة عجلى في المكان،
ومن جديد عاد يبحث عن الشمس بحثًا طويلاً دون فائدة،
فقد تلاشت منذ زمن مخلفة الظل الأسود
حيث يرتع العدو الذي يسحقهم،
تمتم بخيبة توازي آلام طفولته المصلوبة على باب القرن العشرين،
وعلى مرأى من الإنسانية،
وقال في نفسه: «في القدس لا تشرق الشمس».
المصدر:مجلة المعرفة للكاتبة سناء شعلان