فليصبر الصدور وكراهة ولاة الأمور والتمرد عليهم وربما يفضي # إلى ما هو أكبر إلى
الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها
ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة ومن أراد أن يعرف
ذلك فليقرأ كتب السنة المؤلفة في هذا وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله في آخر كتاب العقيدة الواسطية وهي عقيدة مختصرة ولكنها كبيرة جدا في
المعني ذكر أن من هدى أهل السنة والجماعة وطريقتهم أنهم يدينون بالولاء
لولاة الأمور وأنهم يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد والجمع مع الأمراء
أبرارا كانوا أو فجارا حتى لو كان ولي الأمر فاجرا فإن أهل السنة والجماعة
يرون إقامة الجهاد معه وإقامة الحج وإقامة الجمع وإقامة الأعياد إلا إذا
رأينا كفرا بواحا صريحا عندنا فيه من الله برهان والعياذ بالله فهنا يجب
علينا ما استطعنا أن نزيل هذا الحاكم وأن نستبدله بخير منه أما مجرد
المعاصي والاستئثار وغيرها فإن أهل السنة والجماعة يرون أن ولي الأمر له
الولاية حتى مع هذه الأمور كلها وأن له السمع والطاعة وأنه لا تجوز منابذته
ولا إيغار الصدور عليه ولا غير ذلك مما يكون فساده أعظم وأعظم والشر ليس
يدفع بالشر ادفع الشر بالخير أما أن تدفع الشر بالشر فإن كان مثله فلا
فائدة وإن كان أشر منه كما هو الغالب في مثل هذه الأمور فإن ذلك مفسدة
كبيرة نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا وأن يهدي رعيتنا إلى ما يلزمها وأن
يوفق الجميع للقيام بما يجب عليه