بسم الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
؛؛؛؛؛؛؛؛؛
حين يهم المسافرالى الرحيل
و لا يجد امامه الا طريقين
طريق مشرق و مضئ
و طريق اخر مظلم مجهول
فيختار ان يسلك الطريق المظلم المجهول
هنا توضع امام عقلانيته علامة استفهام ؟
هناك مثل يُقال
مثل الدب الذى قتل صاحبه
هذا الدب الذى وجد ذبابة تعبس على وجه صاحبه و هو نائم
فأتى بحجرٍ كبير و القاه على الذبابة فهشم رأس صاحبه
اخوانى و اخواتى
لن ازايد كثيراً على وطنيتى و حبى لبلدى و وطنى
و لكن ساذكر انه عندما كان هؤلاء الشباب يتظاهرون
كنت انا و ممن معى من الشرفاء نسهر لنحرس احيائنا من المخربون
فى خضم هذه الامور الجسام و الاحداث المتلاحقة
وقفت مع نفسى وقفة احببت ان اعرف فيها رأى الدين فى
كل ما يحدث و يدور لانى لم اسمع الا الاصوات المتتطلعة المنافقة
و الاراء الليبرالية التقدمية التحررية المتسلقة
فبحثت عن رأى الاسلام فى الخروج على الحاكم
و سعدت كثيرا حينما وجدت اخى الفاضل ياسر الوافى
قد قام بطرح الموضوع فى القسم الاسلامى
فبعد دراسته لم اجد اى حالة من حالات الخروج على الحاكم
تنطبق على حالنا فى مصر فقد كنا و برغم الكثير من العيوب
افضل من غيرنا بكثير و كانت الدعوة الى الله حرة و طليقة
فى حدود تعاليم الدين و تعليم الناس دينهم و قرأنهم و سنة نبيهم
و كانت المساجد مفتوحة لاقامة شعائر الله و لم تغلق فى وجه احد
و لكن اما و انه قد حدث الخروج على الحاكم باى حال من الاحوال
و تحقيق الكثير من مطالب الشباب الذى خرج لهذه الثورة
فإن ما أراه يحدث الان فى ميدان التحرير
لهو العبثُ بأم عينه
العبث بارواح الابرياء
العبث بالباب العقلاء
العبث بمقدرات الفقراء
لا ادرى من اطلق على من قتلوا فى المظاهرات شهداء
رغم انه لا يعلم حالهم و لا نواياهم حال خروجهم الا الله
فهو وحده يركنهم الى الشهداء او الى غير ذلك
و لكن نسأل الله ان يحسبهم من الشهداء و ان يرحمهم جميعاً
إن الطفل ذو العشر سنوات الذى قتل لم تقتله الرصاصات
و لكن قتله رعونة ابواه حين تركوه ينزل فى مثل هذه الاحوال
فقد كان امانة استودعها الله بين يد ابويه و لكنهم ضيعوها
ان من ترونهم الان فى ميدان التحرير
و الذين يطالبون بالحرية و الديمقراطية
لهم ابعد الناس عن الديمقراطية و الحرية
شعبٌ حرم من بعض الحريات و عانى بعض طبقاته من الفقر سنوات
و حينما اتته الفرصة لحياة افضل عمت عيناه عن كل شئ سوى الانتقام
أشعل النيران فى كل ما حوله حتى كاد ان يحرق نفسه و وطنه
اتدرون لما
لانهم صموا اذانهم عن سماع الاخر
اعتقدوا انهم هم فقط على صواب
و كل من يخالف رأيهم فهو ضدهم أو متآمر عليهم
وأدوا الحرية فى مهدها
و لوثوا كل الطهر و النقاء الذى فعلوه فى 25 يناير
ان هؤلاء حين تسألهم عن طلباتهم تجد التخبط و العشوائية فى ردودهم
فلا احد يستطيع ان يجيبك ماذا يريد كل هؤلاء حتى اصبحت
الطلبات تميل الى الطلبات الشخصية منهم من يريد عمل
و منهم من يريد سكن و منهم من يريد تعديل اجره و كلها
طلبات مشروعة و لكن من منهم كان له مطلب واحد لدينه و ليس
دنياه من منهم قال نريد ان نُحكم شرع الله فى حياتنا
من منهم قال نريد ان تكون مادة الدين فى منهج ابنائنا
كافية و وافية و يحاسب عليها التلميذ و تأخذ من درجاته
و لكنها كلها طلبات دنيوية زائلة سببت الفوضى فى جميع
المجالات فاصبح التظاهر هو السمة الغالبة فى المؤسسات
و الهيئات الان معظم الوظائف يتظاهر اصحابها و يضربوا عن
العمل ان لم تتحقق مطالبهم و الخاسر الوحيد هو هو المواطن
الفقير الذى تتعطل مصالحه و الذى من المفترض ان الثورة قامت قامت اجله
اى زيف و اى مصالح شخصية هذا الذى اراه !؟
إن من ترونهم الان فى ميدان التحرير
كانوا ابعد الناس عن الديمقراطية
حينما قاموا بالتظاهرات دون الرجوع الى علماء الدين الاجلاء
و الذين هم مرجع لمقومات الحياة الاسلامية الصحيحة
لم ياخذوا رأى علماء الدين فى مشروعية الخروج على الحاكم
و ما هى الفتن التى من الممكن ان يسببه ذلك
من زهقٍ للارواح و ضياعٍ للحقوق و احداثٍ للفتن التى تضيع البلاد
كانوا ابعد الناس للديمقراطية
حينما احدثوا الخلل فى امن البلاد و العباد
فسمحوا بذلك الى خروج البلطجية و الاشرار فعسوا فى الارض الفساد
فنهبوا الاموال و سفكوا الدماء و حرقوا الديار و المؤسسات
احرقوا الاقسام و المحاكم اتدرون ماذا كان فى تلك المحاكم
كانت هناك اوراق و مستندات تخص حقوق العباد
كان هناك اوراق تخص جناة قتلوا و اغتصبوا و اعتدوا على الاخرين
حرقت هذه المستندات و ضاعت الدماء و ذهبت الحقوق
كانت فى المحاكم عقود ملكية تخص افراد و شركات
سرقت هذه الاوراق و احرق بعضها فتاهت الحقوق و ضاعت الامانات
كانوا ابعد الناس عن الديمقراطية
حينما سمحوا لاعداء الدين اعداء الاسلام بالتعالى على دولة الاسلام
حينما نطقها اوباما صريحة و قال لمبارك يجب ان ترحل فورا
اى خزىٌ و اى عار عندما لا يحرك لهم ذلك ساكنا بل تمادوا فى طغيانهم
كانوا ابعد الناس عن الديمقراطية
حينما سمحوا لرأس الشيعة عليه لعنة الله بالتشفى فى رموز بلادنا
و السخرية زعماؤنا و مخاطبة جيشنا كأنه هو من يعطيه الاوامر
كانوا ابعد الناس عن الديمقراطية
يحنما لم يراعوا ظروف الفقراء و المحتاجين و الذين
تتدهور احوالهم يوماٍ بعد يوم
هم ينادون من اجل الفقراء فى حين انهم يدهسونهم باقدامهم
كانوا ابعد الناس الى الديمقراطية
حين ادعوا ان لسان حالهم هو حال جميع المصريين
كبرت كلمة تخرجُ من افواههم
كانوا ابعد الناس عن الديمقراطية
حينما سبوا الكبير بافظع السباب فى شعاراتهم
و فى يافطتهم لم يوقروا كبيرهم و نعتوه بابشع الالفاظ
اخوانى و اخواتى
لست هنا ادافع عن جانب تجاه جانب اخر
فالكل يعلم مدى الهجوم الذى يناله النظام فى هذا الاوان
بل من يريد الأن ان يتباهى و يزايد على وطنيته يسب النظام
و لكنها كلمة حق اردت ان اقولها مهما نالت من انتقاد
فما بنى على باطل فهو باطل
و اقولها للجميع و بعلو صوتى
لا تنتظروا من هذه الثورة الكثير
حتى رغم كل عيوبها و إن كان فيها لمحة امل
ضاع هذا الامل بكل ما ارتكبوه من انحرافات
اريدك ان تنظر الى المتواجدين فى ميدان التحرير
ستجدهم شباب على رجال على نساء
نساء و فتيات محجبات و فيهم ايضا متبرجات
الاختلاط بأم عينه
ستجد منهم من يتراقصون و يتغنون و يهتفون و كلٌ فى وادى
انها الفرقة و الفتنة بأم عينها
اخوانى و اخواتى
اما و ان بعد كل ما ذكرته لكم
اين العقلاء اين اصحاب الفكر الرشيد
اين هم من يستطيعوا ان ينقذوا الامة من شفا حفرة
لا يعلم عمقها و لا اهوالها الا الله
ما ذكرت لكم الا وجهة نظرى الشخصية
قد تحتمل الخطأ و قد تحتمل الصواب
فما كان من خطأ فمنى و من الشيطان
و اسال الله ان يعفو عنى و عن جميع المسلمين
و ان يجعل نيتى خالصة لوجهه الكريم