أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
[b]"وَ اِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" كان النبي صلى الله عليه و سلم يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول . و كان الحلم و الاحتمال ، و العفو عند المقدرة ، و الصبر على المكاره ، صفات أدّبه الله بها ، و كل حليم قد عرفت منه زلة ، و حفظت عنه هفوة ، و لكنه صلى الله عليه و سلم لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا ، و على إسراف الجاهل إلا حلما . قالت عائشة رضي الله عنها :" ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ، فان كان إثما كان ابعد الناس عنه ، و ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ،و كان ابعد الناس غضبا و أسرعهم رضا" . ( أخرجه البخاري و مسلم ) . و كان من صفة الجود و الكرم على ما لا يقادر قدره كان يعطي عطاء من لا يخاف فقرا ، قال ابن عباس : "كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، و كان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ،فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة" . ( أخرجه البخاري و مسلم ) . و كان من الشجاعة و النجدة و البأس بالمكان الذي لا يجهل ، كان أشجع الناس ، حضر المواقف الصعبة ، و فر عنه الكمأة و الأبطال غير مرة ، و هو ثابت لا يبرح ، و مقبل لا يدبر ، و لا يتزحزح ، و ما شجاع إلا و قد أحصيت له فرة ، و حفظت عنه جولة سواه ، قال علي رضي الله عنه :" كنا إذا حمى البأس و احمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم فما يكون احد اقرب إلى العدو منه" . ( أخرجه النسائي و مسلم ). قال انس :" فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعا ، و قد سبقهم إلى الصوت ، و هو على فرس لأبي طلحة عرى ، في عنقه السيف ، و هو يقول :" لم تراعوا ، لم تراعوا" . ( أخرجه البخاري و مسلم و الترمذي ). و كان اشد الناس حياء و إغضاء ، و قال أبو سعيد الخدري : كان اشد حياء من العذراء في خدرها، و إذا كره شيئا عرف في وجهه ( أخرجه البخاري ). و كان لا يثبت نظره في وجه احد، خافض الطرف لا يشافه أحدا بما يكره حياء و كرم نفس، و كان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه: بل يقول: "ما بال أقوام يصنعون كذا " ( صحيح البخاري و مسلم ). و كان أحق الناس بقول الفرزدق :: يغضى حياء و يغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم ... و كان اعدل الناس ، و أعفهم ، و أصدقهم لهجة ، و أعظمهم أمانة ، اعترف له بذلك محاوروه و أعداؤه ، و كان يسمى قبل نبوته الأمين ، و يتحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام . و كان اشد الناس تواضعا ، و أبعدهم عن الكبر ، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك و كان يعود المساكين ، و يجالس الفقراء ، و يجيب دعوة العبد ، و يجلس في أصحابه كأحدهم ، قالت عائشة رضي الله عنها : "كان يخصف نعله ، و يخيط ثوبه ، و يعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته ، و كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ، و يحلب شاته ، و يخدم نفسه" . (أخرجه احمد و صححه ابن حبان و الألباني ) . كان أوفى الناس بالعهود ، و أوصلهم للرحم ، و أعظمهم شفقة و رأفة و رحمة بالناس ، و أحسن الناس عِشرة و أدبا ، و ابسط الناس خلقا، و ابعد الناس من سوء الأخلاق ، لم يكن فاحشا ، و لا متفحشا ، و لا لعانا ، و لا صخابا في الأسواق ، و لا يجزي السيئة بالسيئة ، و لكن يعفو و يصفح .( أخرجه الترمذي ) ، و كان لا يدع أحدا يمشي خلفه ، و كان لا يترفع على عبيده و امائة في مأكل و لا ملبس ، و يخدم من خدمه ، و لم يقل لخادمه أفٍّ قط ، و لم يعاتبه على فعل شيء أو تركه ( أخرجه البخاري )، و كان يحب المساكين و يجالسهم و يشهد جنائزهم، و لا يحقر فقيرا لفقره. و على الجملة فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم محلىّ بصفات الكمال المنقطعة النظير ، و أدبه ربه فأحسن تأديبه ، حتى خاطبه مثنيا عليه فقال : { وَ اِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ( سورة القلم : 4 ) ، و كانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس ، و حببه إلى القلوب ، و صيره قائدا تهوى إليه الأفئدة ، و الآن من شكيمة قومه بعد الإباء حتى دخلوا في دين الله أفواجا . و حسبه أن الله ( عز و جل ) جمع له ذلك كله بقوله: { وَ اِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ( القلم:4 ). ..صلى الله على حبيبنا و رسولنا، أشرف الخَلق محمد صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا..