2011-02-26, 15:30 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 869 | نقاط : 1548 | السمعة : 0 |
| | موضوع: مائة قاعدة ربانية نبوية مائة قاعدة ربانية نبوية [size=21] الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه ومن والاه وبعد بعد إنقطاع قد أجبرنا عليه نعود ونتحفكم بأجمل العبارات وأغلاها كلام يكتب بماء الذهب من كلام ربنا عزوجل وجوامع ماأوتيهِ نبينا محمد وهدفنا في وضعه هنا هو الإستفاده والعمل بما نعلم وإليكم الباقة الأولى من هذه القواعد النيره لشيخنا الحبيب ادكتور عمر المقبل زاده الله من فضله.... القاعدة( القرآنية) الأولى
": (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتابولم يجعل له عوجاً، قيماً لينذر بأساً شديدا من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملونالصالحات أن لهم أجراً حسناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إن ندًّاوإن وثنا، - جل في علاه -ما رحم عباده بمثل إنزال القرآن، الذي أنزله تبياناً لكل شيء وهدىً وموعظةً وذكرى، وجعل لتاليه والعاملين من لدنه خيراً وأجراً، وأشهد أنمحمداً عبده ورسوله، كانت حياته وأخلاقه للقرآن تفسيراً وشرحاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديهم، واستن بسنتهم إلى يوم الدين وسلم تسليماًكثيراً، أزكى صلاةٍ مع التسليم دائمةً *** ما إن لها أبداً حدٌ ولاأمدُ أمابعد: فهاؤم لمحاتٌ جلية، ووقفاتٌ ندية، مع مقاطع من آيات من كتاب الله العزيز،فيها حكم وعبر ودرر، عنونتهابـ (قواعد قرآنية)، نحاول فيها ـ إن شاء الله تعالى ـأن نقف على جملٍ قصيرة من الجمل التي بُثّت في ثنايا القرآن، وهي على قصرها، حوت خيراً كثيراً، واشتملت على معانٍ جليلة، تمثل في حقيقتها قاعدة من القواعد، ومنهجاومنهاجا، سواءً في علاقة الإنسان مع ربه، أو في علاقته مع الخلق، أو مع النفس. إذا فهي قبس وضاء، وبدر منير، وسراج وهاج، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً، فيقول الجملة الواحدة من كلمتين أو ثلاث، ثم تجد تحتها من المعاني ما يستغرق العلماء في شرحها صفحاتٍ كثيرة،فما ظنك بكلام الله جل وعلا الذي يهب الفصاحة والبلاغة من يشاء؟! إن من أعظم مزايا هذه القواعد، الأجر المتكرر عند قراءتها وشمولها، وسعةمعانيها، فليست هي خاصة بموضوع محدد كالتوحيد، أو العبادات مثلاً، بل هي شاملة لهذاولغيره من الأحوال التي يتقلب فيها العباد، فثمة قواعدُ تعالج علاقة العبد بربه تعالى، وقواعدُ تصحح مقام العبودية، وسير المؤمن إلى الله والدار الآخرة، وقواعدُلترشيد السلوك بين الناس، وأخرى لتقويم وتصحيح ما يقع من أخطاء في العلاقة الزوجية،إلى غير ذلك من المجالات، بل لا أبالغ إذا قلتُ ـ وقد تتبعتُ أكثر من مائة قاعدة فيكتاب الله ـ: إن القواعد القرآنية لم تدع مجالاً إلا طرقته ولا موضوعا إلاذكرته. أخي المبارك: يروق للكثيرين استعمال واستخدام ما يعرف بالتوقيعات، لتكون همسة متكررة، ومعنى متجلٍ يتجدد، وتكون هذه التوقيعات إما بيتاً رائقا من الشعر أوكلمةً عذبة لأحد الحكماء، أو قطعةً مذهبةً من حديث شريف، وهذا كله حسن لا إشكال فيه، لكن ليتنا نفعّل ونوظف معاني القرآن من خلال تكرار القواعد القرآنية التي حفلبها كتابُ الله تعالى، فإن ذلك له فوائد كثيرة،منها: 1 ـ ربط الناس بكتاب ربهم تعالى في جميع شؤونهم وأحوالهم، ونيلهمالأجر عند كل قراءة أو كتابة لآية. 2 ـ ليرسخ في قلوب الناس أن القرآن فيه علاج لجميع مشاكلهم مهما تنوعت، تارةً بالتنصيص عليها، وتارة بالإشارة إليها من خلال هذه القواعد. 3 ـ أن تفعيل هذه القواعد القرآنية سيكون بديلاً عن كثير من الغث الذي ملئت بها توقيعات بعض الناس سواء في كلماتهم، أو مقالاتهم، أو معرفاتهم على الشبكة العالمية. وأول هذه القواعد التي نبتدئ بها، هي قاعدة من القواعدالمهمة في باب التعامل بين الناس، وهي قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: من الآية83]. إنها قاعدة تكرر ذكرها في القرآن في أكثر من موضع إماصراحة أو ضمنا ً: فمن المواضع التي توافق هذا اللفظ تقريباً: قوله تعالى: {وَقُلْلِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: منالآية53]. وقريب من ذلك أمره سبحانه بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، فقالسبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُإِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت/46]. أما التي توافقها من جهة المعنى فكثيرة كما سنشير إلى بعضها بعد قليل. إذا تأمل في قوله تعالى: {وَقُولُوالِلنَّاسِ حُسْناً} جاءت في سياق أمر بني إسرائيل بجملة من الأوامر وهي في سورةمدنية ـ وهي سورة البقرة ـ وقال قبل ذلك في سورة مكية ـ وهي سورة الإسراء ـ: أمراًعاماً {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}.. إذاً فنحن أمام أوامر محكمة، ولا يستثنى منها شيء إلا في حال مجادلة أهل الكتاب ـ كما سبقـ. ومن اللطائف مع هذه الآية {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} أن هناك قراءة أخرى سبعية لحمزة والكسائي: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَناً}. قال أهل العلم: (والقول الحسن يشمل: الحسن في هيئته؛ وفي معناه، ففي هيئته: أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة، وفي معناه: بأن يكون خيراً؛لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن)(1). وقد أحسن أحمد الكيواني حيث قال: من يغرس الإحسان يجنِ محبة *** دون المسيء المبعدالمصروم أقل العثار تفز، ولا تحسد، ولا *** تحقد، فليس المرءبالمعصوم أيها القارئ الموفق: إننا نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة، خاصةً وأننا ـ فيحياتنا ـ نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر، فيهم المسلم وفيهم الكافر، وفيهم الصالحوالطالح، وفيهم الصغير والكبير، بل ونحتاجها للتعامل مع أخص الناس بنا: الوالدان،والزوج والزوجة والأولاد، بل ونحتاجها للتعامل بها مع من تحت أيدينا من الخدم ومنفي حكمهم. وأنت ـ أيها المؤمن ـ إذا تأملتَ القرآن، ألفيت أحوالاً نص عليها القرآن كتطبيق عملي لهذه القاعدة، فمثلاً: 1 ـ تأمل قول الله تعالى ـ عن الوالدين ـ: {وَلاتَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: من الآية23] إنه أمرٌبعدم النهر، وهو متضمن للأمر بضده، وهو الأمر بالقول الكريم، الذي لا تعنيف فيه،ولا تقريع ولا توبيخ. 2 ـ وكذلك ـ أيضاً ـ فيما يخص مخاطبة السائل المحتاج: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى:10] بل بعض العلماء يرى عمومها في كلسائل: سواء كان سائلاً للمال أو للعلم، قال بعض العلماء: "أي: فلا تزجره ولكن تفضل عليه بشيء أورده بقول جميل"(2). 3 ـ ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة القرآنية، ما أثنى الله به على عباد الرحمن، بقوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُالْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان: من الآية63]: يقول ابن جرير ـ رحمه اللهـ في بيان معنى هذه الآية: "وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول،أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب"(3). وهم يقولون ذلك "لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليقبالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع"(4). ومن المؤسف أن يرى الإنسان كثرة الخرق والتجاوز لهذه القاعدة في واقع أمة القرآن، وذلك في أحوال كثيرةمنها: 1 ـ أنك ترى من يدعون إلى النصرانية يحرصون على تطبيق هذه القاعدة،من أجل كسب الناس إلى دينهم المنسوخ بالإسلام، أفليس أهلُ الإسلام أحق بتطبيق هذه القاعدة، من أجل كسب الخلق إلى هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لعباده. 2 ـ في التعامل مع الوالدين. 3 ـ في تعامل الزوج مع زوجه. 4 ـ مع الأولاد. 5 ـ مع العمالةوالخدم. وقد نبهت آية الإسراء إلى خطورة ترك تطبيق هذه القاعدة، فقال سبحانه: {إِنَّالشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: منالآية53]! وعلى من ابتلي بسماع ما يكره أن يحاول أن يحتمل أذى من سمع، ويعفوويصفح، وأن يقول خيراً، وأن يقابل السفه بالحلم، والقولَ البذيء بالحسن، وإلا فإنالسفه والرد بالقول الردئ يحسنه كل أحد. وهذه واقعة لأحد دهاقنة العلم وهوالإمام مالك رحمه الله مع الشاعر الذي قضى عليه بحكم لم يرق له، فتهدده بالهجاء،فقال له مالك: (إنما وصفتَ نفسك بالسفه والدناءة، وهما اللذان لا يعجز عنهما أيأحد، فإن استطعت أن تأتي الذي تنقطع دونه الرقاب فافعل: الكرموالمروءة!(5)). وما أجمل قول المتنبي: وكل امرئ يولي الجميل محبب *** وكلمكان ينبت العز طيب ______________ (1) ينظر: تفسير العثيمين 3/196. (2) تفسير الألوسي 23/15. (3) تفسير الطبري 19/295. (4) ينظر: الظلال 5/330. (5) انظر: ترتيب المدارك 1/59[/size]
|
| |