سـهام للصـيد
بسم الله الرحمن الرحيم
سـهام للصـيد
من شريط بعنوان "طريقنا إلى القلوب" للشيخ إبراهيم الدويش
السهم الأول: الابتسامة :
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك
عبادة وصدقة، (فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله
ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
السهم الثاني: البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه
والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي
يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً
إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى
الله عليه وسلم يقول (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه
طليق). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال (تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا
تحابوا وتذهب الشحناء) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
السهم الثالث: الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من
تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا
يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن
أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا
قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة
دنانير) انتهى كلامه.
انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك
بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها
تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك
وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة)
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق
في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل
الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
السهم الرابع: الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك
بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها
تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك
وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة)
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق
في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل
الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
السهم الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع
الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس
وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن
عطاء قال ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته
قبل أن يولد).
السهم السادس: حسن السمت :
وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن
الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول (إنه ليعجبني
الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح)، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل (
إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر
بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
السهم السابع: بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم …….. فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم (أحبُ الناس إلى
الله أنفعهم للناس)، والله عز وجل يقول ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
السهم الثامن: بذل المال :
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان
.والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه
خشية أن يكبه الله في النار) كما في البخاري.
السهم التاسع: إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك
وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك
التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).
السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم
يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم
صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في
رواية مرسلة (فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون
المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة
والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ
بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).