وَجَحَدُوهُ وعَرَفَهُ الكَوْنُ كُلُهُ ! [b]بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَحَدُوهُ وعَرَفَهُ الكَوْنُ كُلُهُ
سبحان الله عرفته الحجارة والجبال والأشجار والدواب
وجحده كثير من الثقلين
كما قال سبحانه
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِوَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ
عَلَيْهِالْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ
اللَّهَ يَفْعَلُمَا يَشَاءُ) (الحج:18)
فهذا الكون كله يؤمن بالله ويعرف رسوله صلى الله عليه وسلم
الحجارة تعرفه وتطيعه وتميز المؤمن من الكافر!!
وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفهالآن( 4) .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعةحتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون
حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجروالشجر
فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله
إلاالغرقد فإنه من شجر اليهود( 5) .
بل وتطيعه الأشجار فعن يعلى بن مرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم
في سفر فأراد أن يقضى حاجته فقال لي:
ائت تلك الأشاءتين- قال وكيع: يعنى النخل الصغار فقل - لهما
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا فاجتمعتا فاستتر بهما
فقضى حاجته
ثم قال لي: ائتهما فقل لهما لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فقلت لهما فرجعتا( 6). .
والجبال تعرفه!
وذلك لان الله جبلها كما سبق على توحيده وإنكار الشرك
حتى إنها لتكاد تنهدّ على الناس الذين يشركون به
قال تعالى
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّالْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً.
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) (مريم: 90: 91)
فسبحان الله ثم تأمل معى أيها القارئ الكريم
هذا الحديث الذى رواه البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرج في بعض نواحيها
فما استقبله شجر ولاجبل إلا قال : السلام عليك يا رسول الله
وفي رواية : لقد رأيتني أدخل معه الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال :
السلام عليكم يا رسول الله وأنا أسمعه .
ومضى قريباحديث مسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ( 7)
والدواب تعرفه!
حتى الدواب التى خلقها الله تعالى تعرف محمدا وتعرف أصحابه وتعرف النبيين
وتميزهم عن غيرهم فرسالته رحمة للدواب
فعن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة(8 ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها
فنزعت له من الماء فغفرلها بذلك .
قيل إن لنا في البهائم أجرا ؟ قال في كل ذات كبد رطبة أجر( 9).
عن شداد بن أوس قال :خصلتان سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا قال غير مسلم يقول فأحسنوا القتلة
وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته( 10)
عن ابن عمر الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار
قال الله لا أنت أطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها
ولا أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض( 11).
ثم تأمل معى أخى الكريم
كيف عرفته الدواب روى أحمد أيضا في حديث طويل عن يحيى بن مرة قال فيه
وكنت معه يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم
إذ جاء جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه
فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا
قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه
فقال ما شأن جملك هذا ؟
فقال: وما شأنه؟
لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحناعليه حتى عجز عن السقاية
فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه قال فلا تفعل هبه ليأو بعنيه
قال بل هو لك يا رسول الله قال فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به وإسناده جيد
وفي رواية له نحوه إلا أنه قال فيه إنه قال لصاحب البعير ما لبعيرك يشكوك زعم أنك سنأته
حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذي بعثك بالحق لا أفعل( 12)
بل والأعجب أنها تتعرف على أصحابه وتميزهم
فعن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم
أو أسرف انطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد .
فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام إلى جنبه
كلما سمع صوتا أهوى إليه
ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد(13 ) .
كل الدواب كانت تطفئ النار عن إبراهيم .
اجتمعت الدواب من كل حدب وصوب تنفخ النار عن إبراهيم الخليل
لما ألقى فى النار الا هذه الوزغة الخبيثة(البرص)
كانت تنفخ النار على إبراهيم
فأمر النبي صلي الله عليه وسلم بقتله،
فعن سائبة مولاة الفاكة بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا
فقالت يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا قالت نقتل به هذه الأوزاغ
فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أن إبراهيم لما ألقى في النار
لم تكن في الأرض دابة إلاأطفأت النار غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.(13 )
و روى مسلم وأبو داود عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
والنمل وحيتان البحر تعرف الأنبياء و الذين يأمرون الناس بالقسط!
والله إنه لأمر عجب سبحان الله!!!
النمل فى جحورهاوالحيتان فى البحر يعرفون الأنبياء والصالحين
وقد ورد ذلك فى الكتاب والسنة قال تعالى
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَاالنَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ
لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُوَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(النمل:18)
فقد نادت أخواتها وحذرت بنى جنسها من قدوم جيش سليمان
فقد عرفته وعرفت اسمه
فسبحان الله!!
وعن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلان أحدهما عابد والآخر عالم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين
حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير( 15) .
بل عظم الشاة بعد شيِِّه وطبخه يعرفه
فعن أبي هريرة قال رضى الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة
وعن أبي سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة
وزاد: فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم
فقال ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة
فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري
فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت؟
قالت إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك
فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت
ثم قال في وجعه الذي مات فيه: ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبرفهذا أوان قطعت أبهري(16 )
اللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته.
تأمل كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يتمسك بدين الله تعالى وبالحق الذي أرسله الله به
رغم مابذل صناديد الكفر من وقتهم ورغم المساومات رفض النبى عليه الصلاة والسلام
حتى أن يلتقى معهم فى منتصف الطريق بالتعبير العصري
لكنه ما زاده ذلك إلا تمسكا بالذى أرسله الله به
فلو أنهم وصلوا إلى الشمس فيشتعلوا منها شعلة أقرب إليهم
من أن يترك محمد صلى الله عليه وسلم ما أرسله الله به.
جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا:
إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا .
فقال:يا عقيل انطلق فأتني بمحمد . فانطلقت فاستخرجته من كنس أو خنس- يقول:بيت صغير -
فجاء به في الظهيرة في شدة الحرفلما أتاهم قال:
إن بني عمك هؤلاءزعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم .
فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال ترون هذه الشمس؟)
.قالوا:نعم.قال فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منها بشعلة )
.فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قطف ارجعوا(17 ) .
فالمهم أن يثبت المسلم فى المحن والشدائد
ولا يهتز أمام التهديدات والمساومات..
.نعم ربما يتاثر المؤمن بالبلاء لكن هذاالبلاء يزيد من نقائه صلابته فى الحق
ويرفع منزلته فعن ابن عمرو رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مثل المؤمن مثل سبيكة الذهب
إن نفخت عليها احمرت وإن وزنت لم تنقص.(18 )
عندما يشتد الخطب ويعظم البلاء ابشريا رسول الله فالدنيا كلها معك .
يقولون: الضربة التى لاتقتلنى تقوينى....
فلا يزيد البلاء المؤمن إلا صلابة وقوة وتمسكا بدينه وعقيدته
مهما انتفش الكفر وصال وجال فإن العاقبة للمؤمنين
قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا
ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (لأنفال:36)
وقال عز وجل
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(المجادلة: 21)
عن أنس قال جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين
قد خضب بالدماء قد ضربه بعض أهل مكة فقال: مالك فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
قال: أتحب أن أريك آية؟قال: نعم أرني فنظر إلى شجرة من وراء الوادي
قال ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
قال قل لها فلترجع فقال لها فرجعت حتى عادت إلى مكانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي( 19)
فالرجل الكافر بالله العظيم كان يلقى محمدا على حماره فينكره الرجل
وحماره يعرف النبى صلى الله عليه وسلم
ولا ينكره لانه يؤمن بالله تعالى(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّايُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44)
فالدواب تعرف الغاية التى من أجلها خلقت , ،وكثيرمن بنى آدم لا يعرفون ذلك
.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه
فقالت إني لم أخلق لهذا إنما خلقت للحرث
فإني أومن بهذا أنا وأبوبكر وعمر وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب
منها بشاة فطلبه حتى استنقذها منه
فقال له الذئب هنا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري
فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر( 20)
أسأل الله العظيم أن يحييناعلى سنته وأن يتوفانا على ملته
اللهٌمّ أمين
اللهّمّ صلي وسلم وبـآرك عليك ياحبيب يارسول الله
دمتم في حفظ الرحمن[/b]