2011-03-09, 14:08 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 32 | نقاط : 94 | السمعة : 0 |
| | موضوع: "قاتلون من نوع آخر" "قاتلون من نوع آخر"
"قاتلون من نوع آخر”
هناك من يحترفُ القتلَ من دون أن يدري, يقتلُ كلَّ يومٍٍ لكن لا يدفعُ الديةَ
لأحد,والأدهى والأمر انه لا يُحاكم.هم قاتلوا الأحلام, وائدوا البسمة,تجدهم في كل
مكان,فهم يعيشون حيثُ الأمل, الطموح,الثقة,البسمة.يتواجدون حيث تزهر العقولُ,
حيث يبدأ المستقبل.وعملهم يقتصرُ على تحطيمِ مجاديف قواربالأمل وكسر سلم
الطموح,هم هناك يبحثون عن الثقة في النفس ليهزوها تماماً كما تهز الزلازلُ
الأرض. إن بحثتَ عنهم فلن تعرفَهم, لكنهم أقرب منكَ من حبلِ الوريد.لن تميزهم من
بين الجموع فهم متنكرون بلباس الصداقة,ويرتدون قناع البسمة ليصلوا الى
القلوب,ومن ثم يبدأ المشوار.
يبدؤونك بالسلام فتظنهم أوفى الأصدقاء,ثم يسألونك عن حياتك,أعمالك,
طموحاتك,أهدافك - وهذا هو هدفهم وهذه هي غايتهم-ثم ما يلبثون يصورون الحياةَ
في وجهكَ بلونِ السواد, فتتفاجأ وتحاول إقناعهم أنك ممن يملكون قوة العزيمة وأن
المصاعبَ لا تعيقك بل هي السبب دوما في تقدمك, فيقولون :
- سيأتي حتماً يومٌ تتوقفُ فيه, فليست كل المصاعبِسواء, وكم من أناس وصلوا
إلى أعلى السلم لكنهم سرعان ما رجعوا لأدناه في ثوانٍ.
فتقول :الحياةُ هكذا أخذ ورد,فهي امتحانٌ لا يعرفه إلا من فهم سرَّ الوجود.
فيقولون :دعك من هذه الترهات, فليس هناك نجاحٌ كامل فكل شيء نسبي في
الوجود.
ويرجعونك لقانون النسبية لأنشطاين.فتطرق مفكرا ثم تقول :هناك الكثير ممن أثبتوا
وجودهم في الحياة رغم أنهم كانوا معدومي الحال وقليلي الحيلة, فبتهوفن مثلا كان
لا يسمع, مع ذلك فقد ألف مقطوعاتموسيقية غاية في الروعة, ظلت راسخة
ليومنا هذا.
أنشطاين كان الناس يدعونه مجنونا لكنه غير العالم بقانون النسبية خاصته, فتغيرت
مفاهيم الكون.
هناك عاملُ نظافة في انجلترا تحول في يوم ما صحفياً مشهوراً , بل وامتلك
الصحيفة التي اشتغل بها.
فيقولون :هو الحظ, يبتسم للإنسان مرةً واحدةً ويغدرُ به آلاف المرات ولن تجد له
مخرجاً.ألم يُقتل غاليلي لأنه ادعى أن الأرض كروية؟
- بلى, لكن ظهرت الحقيقةُ بعد ذلك.
- متى؟ حينما مات وشبع موتاً؟
انظر يا عزيزي, لا تحلم طوبلاً, لا تجعل سلمَ أحلامكَ يعلو كثيراً حتى لا تنكسر
أضلاعك حين تهوي من برج آمالك.
- لكن...
- أضف إلى ذلك أن حياتك لا تكفي لتحقيق ذلك كله فلو عشتَ الحياة مئة مرة فلن
تحقق نصف ما خططتَ له.
„ ”
ثم يرحلون تاركينوراءهم كياناً محطماً, ونظرة مطرقة الى الأرض, وبقايا أحلامٍ
تناثرت لتتسابق نسمات الفشل لهزها هنا وهناك.
نصيحتي لك, حياتك ملكك وحدك, ابنِها كما شئت ولا تسمح لأي يدٍ التدخلَّ فيها
لذلك عش دوماً في أعلى أبراج أحلامك كي لا تصل أيديهم لك.
|
| |