هو أيضا مشتق من الحمد ،ومعناه على قولين ، أحدهما : أحمد الناس لربه .. والآخر : أنه أحق الناس وأولاهم أن

يحمد , فيكون كمحمد في المعنى , إلا أن الفرق بينهما :

أن محمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها , وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره , فمحمد في الكثرة والكمية

وأحمد في الصفة والكيفية .

هو صلى الله عليه واله وسلم أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة هذا الدين توكلا لم يشركه فيه غيره .

هو الذي محا الله به الكفر ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي صلى الله عليه واله وسلم .

فهو الذي يحشر الناس على قدمه ، فكأنه بعث ليحشر الناس .

الذي جاء عقب الأنبياء ، فليس بعده نبي ، فإن العاقب هو الآخر .

هو الذي قفى على آثار من تقدمه من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم .

فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض , فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله .

وكان صلى الله عليه واله وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة , حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة :

وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا ، حتى إن بني إسرائيل كانت توبتهم من

عبادة العجل قتل أنفسهم , أما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع .

فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله ، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمته والملاحم

الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله .

فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين , فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم .

فهو فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مرتجا , وفتح به الأعين العمي والأذان الصم والقلوب الغلف وفتح الله به

أمصار الكفار وفتح به أبواب الجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح , ففتح به الدنيا والآخرة والقلوب

والأسماع والأبصار والأمصار.