أثيوبيا دولة من القارة السمراء
هي جمهورية أثيوبيا الاتحادية الديموقراطية، إحدى
دول القارة السمراء، وهي دولة حبيسة لا يوجد لها أي منافذ بحرية وذلك بعد
اعترافها باستقلال إريتريا في مايو 1993م، ففقدت بذلك واجهتها البحرية
الواقعة على البحر الأحمر.
احتلت عاصمتها أديس أبابا أو "الوردة الجميلة" هذا الاسم الذي أطلقه عليها
الإمبراطور الإثيوبي مينيليك الثاني، مكانة اقتصادية واجتماعية مميزة
نظراً لضمها العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة لكونها مركز
صناعي واقتصادي هام في البلاد.
الموقع
تقع أثيوبيا في شرق القارة الإفريقية، وتشترك في حدودها الشمالية الشرقية
مع كل من جيبوتي وإريتريا، ومن الشرق والجنوب الشرقي الصومال، ومن الجنوب
كينيا، ومن الغرب والشمال الغربي السودان.
معلومات عامة عن أثيوبيا
المساحة: تبلغ مساحة أثيوبيا 1.127.127 كم2
عدد السكان: يبلغ عدد السكان76.511.887 نسمة.
العاصمة: أديس أبابا
العملة: بير
اللغة: يوجد بإثيوبيا لغات عديدة منها الأمهرية، التيجرينية، الأرومنيجية، الجوراجينيجية، الصومالية، العربية، الإنجليزية وغيرها.
الديانة: الديانة الإسلامية والتي يدين بها حوالي 60%، والديانة المسيحية "أرثوذكس وبروتستانت" وغيرها من الديانات.
مظاهر السطح
تغطي الهضبة الإثيوبية أكثر من نصف مساحة البلاد والتي تنحدر من الشرق إلى
الغرب نحو الأراضي المنخفضة السودانية، وتتميز المنطقة الشمالية الشرقية
منها بوجود أجراف شديدة الانحدار، ويقطع الهضبة العديد من الأودية
العميقة كما يخترقها النيل الأزرق والذي ينبع من بحيرة تانا وهي من أكبر
البحيرات الموجودة في إثيوبيا ويعد نهر النيل الأزرق المجرى الرئيسي لنهر
النيل، ويقع بالهضبة أعلى القمم الجبلية في البلاد وهي قمة جبل " راس
ديجن" والذي يبلغ ارتفاعه 4620 متر، ومن مظاهر السطح الأخرى الأخدود
الإفريقي العظيم والذي يمتد من الشمال الشرقي إلي الجنوب الغربي من
البلاد قاطعاً الهضبة الإثيوبية، وتقع صحراء الدناقل في الشمال، وتنتشر
العديد من البحيرات الكبرى في المنطقة الجنوبية، كما توجد بالبلاد الهضبة
الصومالية وهي أقل ارتفاع من الهضبة الإثيوبية وتضم العديد من المرتفعات
والتي يصل بعضها إلي 4267 متر فوق مستوى سطح البحر في جبال منديبو، كما
توجد هضبة أوجادين وهي هضبة صحراوية تضم عدد من الأنهار مثل شيبيلي،
وجوبا وداوا، ويوجد بإثيوبيا نهر وحيد صالح للملحة وهو نهر أواش.
المناخ
مناخ إثيوبيا مناخ مداري موسمي تنتابه العديد من التغيرات وذلك حسب مظاهر
السطح في البلاد، ففي المنطقة الاستوائية تحت ارتفاع 1.830 متر تبلغ
درجات الحرارة سنوياً حوالي 27 درجة مئوية ، ويقل معدل سقوط الأمطار عن20
بوصة سنوياً، أما في المنطقة شبه الاستوائية والتي تضم معظم الهضبة وبين
ارتفاع حوالي 1.830 و 2.440 متر تبلغ درجات الحرارة حوالي 22 درجة مئوية
ويتراوح معدل سقوط الأمطار ما بين 20 إلى 60 بوصة، وعلى ارتفاع أعلى من
2.440 متر تبلغ درجة الحرارة حوالي 16 درجة مئوية، ويتراوح معدل سقوط
الأمطار بين 50 إلى 70 بوصة، ويتركز موسم المطر الرئيسي بين نصف يونيو
وسبتمبر ويعقبه موسم للجفاف قد يقطعه موسم قصير للمطر في فبراير أو مارس.
نظام الحكم
تخضع إثيوبيا لنظام حكم جمهوري إتحادي، ويتم انتخاب رئيس الجمهورية لفترة
رئاسية تمتد إلي ست سنوات، يتم تعيين رئيس الوزراء من الحزب الذي يصل إلي
السلطة عقب الانتخابات التشريعية، وتتكون السلطة التنفيذية من رئيس
الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة.
وتتكون السلطة التشريعية من مجلسين هما مجلس الإتحاد ومدة عضوية أعضائه
خمس سنوات، والمجلس الثاني هو مجلس نواب الشعب وينتخب أعضائه بالاقتراع
الشعبي المباشر وفترة عضويتهم خمس سنوات أيضاً.
وبالنسبة للسلطة القضائية فتعد المحكمة الاتحادية العليا أعلى سلطة قضائية
في إثيوبيا، ويتم تعيين رئيسها ونائبه بناء على توصية من رئيس الوزراء،
ويتم اعتماد تعينهما من قبل مجلس نواب الشعب.
وتوجد في إثيوبيا عدد من الأحزاب السياسية نذكر منها حزب عفار الوطني
الديموقراطي، جبهة وحدة بنيشانجول جوموز الديموقراطية الشعبية، الائتلاف
من أجل الوحدة والديموقراطية.
نبذة تاريخية
خلال الجزء الأول من تاريخها حكم إثيوبيا العديد من الأباطرة ويعد
الإمبراطور مينليك الثاني الذي اعتلى العرش في عام 1889م من أكثر الأباطرة
شهرة حيث قام بالسيطرة على الممالك الصغيرة ووحد الإمبراطورية الإثيوبية
وزاد هذا من رقعة الأراضي الإثيوبية، ومما زاد من شعبيته انتصاره على
الجيش الإيطالي في عام 1896م الأمر الذي أدي إلي زيادة سيطرته على البلاد
كما اكتسب الكثير من الاحترام والحب من قبل شعبه، ومن إنجازاته أيضاً جعل
من أديس أبابا عاصمة للبلاد ومد السكك الحديدية بين كل من أديس أبابا
وجيبوتي، وقام بتأسيس المستشفيات والمدارس بالدولة، وتوفى هذا الإمبراطور
في عام 1913 ليتولى من بعده ابنه الأكبر ثم أطيح به وتولت من بعده
الإمبراطورة زوديتو وهي أيضاً إحدى أبناء مينليك، وبعد وفاتها صعد تافاري
إلى العرش وعرف باسم هيلاسيلاسي الأول.
شهدت إثيوبيا عدد من المعارك والحروب خلال تاريخها وبذكر بعض النبذات
التاريخية عنها نجد أنه في عام 1935م قامت إيطاليا بغزو إثيوبيا والتي
عانت من استبداد وبطش الحكم الإيطالي، وظلت هكذا سنوات إلي أن تمكنت
الجيوش الإثيوبية بمساعدة الجيوش البريطانية بطرد القوات الإيطالية وكان
ذلك في أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1941م.
في عام 1961م اندلعت حرب جديدة بين كل من إثيوبيا وإريتريا التي سعت من
اجل الاستقلال والتحرر من السلطة الإثيوبية وبالفعل نجحت إريتريا في
الانفصال لتترك إثيوبيا دولة حبيسة ليس لها أي منافذ بحرية، وتكرر نفس
الحدث مع الصومال حيث طالبت هي الأخرى بأحقيتها بمنطقة أوجادين الواقعة في
الجزء الجنوبي الشرقي من إثيوبيا واندلعت حرب جديدة في فترة السبعينات
بين كل من إثيوبيا والصومال بسبب النزاع على هذه المنطقة، ثم تم توقيع
معاهدة سلام بين الطرفين في عام 1988م.
المدن والسياحة
من كبرى المدن الإثيوبية والتي تحظى بخلفية تاريخية هي العاصمة أديس ابابا
أو فينفين والتي تعني "الوردة الجميلة " هذا الاسم الذي أطلقه عليها
الإمبراطور الإثيوبي مينيليك الثاني والذي قام بتأسيسها في عام 1885م، ثم
أصبحت عاصمة للبلاد في عام 1893م، ثم مركز لحكومة الإمبراطور هيلاسيلاسي
الأول في عام 1931م، خضعت بعد ذلك للاحتلال الإيطالي في الفترة ما بين
عامي 1936- 1941م، ثم حظيت أديس أبابا بأهمية سياسية دولية منذ عام 1963م
حيث جرى فيها أول لقاء لرؤساء حكومات الدول الإفريقية والذي نتج عنه
تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وأصبحت أديس أبابا المقر الرسمي لها.
يتركز بأديس أبابا أكثر من ثلث سكان إثيوبيا، كما تحظى هذه المدينة بأهمية
اقتصادية واجتماعية عالية وذلك نظراً لتركز العديد من المؤسسات
،والمنظمات الإقليمية ،والدولية بها، بالإضافة لكونها مركز للحكومة
الإثيوبية، كما تعد مركز صناعي واقتصادي هام حيث تتركز بها العديد من
الصناعات، سواء الصناعات الخفيفة أو الصناعات الثقيلة كالحديد ،والصلب
،والأسمنت.