النمسا تناغم الطبيعة مع التاريخ
هي جمهورية النمسا إحدى بلدان القارة الأوربية
والتي تتميز بسحرها الخاص وجمالها، كما تعد عاصمتها فيينا واحدة من أجمل
عواصم العالم فنجد بالنمسا المساحات الخضراء الشاسعة والقصور الفخمة،
والتي تطل من العصور القديمة السالفة حيث مازالت الكثير من آثارها باقية
إلى الآن، مرت النمسا بالعديد من الأحداث على مدار تاريخها ومن أهم هذه
الأحداث مرورها بكل من الحربين العالميتين الأولى والثانية، كما تعرف
النمسا بأنها بلد الموسيقار العالمي موتسارت والذي أثرى العالم بموسيقاه
الرائعة.
الموقع
تقع النمسا في منتصف القارة الأوربية ويحيط بها العديد من الدول التي
تشترك معها في الحدود فتحدها من الجنوب كل من سلوفينيا وإيطاليا، وتحدها
من الشرق المجر وسلوفاكيا، ومن الشمال جمهورية التشيك، وألمانيا، وتشترك
في حدودها الغربية مع سويسرا.
معلومات عامة عن النمسا
المساحة: تبلغ مساحة النمسا 83.870 كم2
عدد السكان: يبلغ عدد السكان 8.199.783 نسمة.
العاصمة: فيينا
اللغة: اللغة الرسمية للبلاد هي الألمانية بالإضافة لعدد من اللغات الأخرى مثل التركية والصربية، والكرواتية وغيرها.
العملة: اليورو
الديانة: الديانة الرسمية هي المسيحية "الغالبية من الرومان الكاثوليك
ويمثلوا حوالي 73.6%، والبروتستانت بنسبة 4.7%" هذا بالإضافة للمسلمين
وديانات أخرى.
مظاهر السطح
تعتبر الجبال هي السمة المميزة التي تغطي الأراضي النمساوية حيث تحتل أكثر
من نصف مساحة البلاد بما يعادل 60% من المساحة ويبلغ متوسط ارتفاع
الجبال حوالي 910م، تقع معظم الدولة في الجزء الشرقي لجبال الألب وتمتد
السلاسل الجبلية في النمسا من الشرق إلى الغرب وتفصل بينها الأودية
العريضة، وتضم السلاسل الجبلية الشمالية سلسلة جبال تيرول الألب
الشمالية، وسلسلة جبال سالزبورج الألب، أما سلسلة الجبال الوسطى فتضم
سلسلة جبال هوهه تارون والتي تضم أعلى قمة في البلاد وهي قمة جبل
جروسجلوكنر حيث يبلغ ارتفاعها 3798 متر فوق مستوى سطح البحر، وينحدر من
هذه القمة نهر باسترزر الجليدي والذي يعد من أكبر الأنهار الجليدية في
أوروبا.
ويضم الجزء الجنوبي من النمسا سلاسل جبلية تنتمي لجبال الألب بالإضافة
لجبال سروانكن، كما توجد جبال أخرى تمتد من الشمال إلي الجنوب، وتخترق
الجبال العديد من الممرات مثل ممر برينر، زيمريخ وغيرها العديد من الممرات
الأخرى.
من أهم الأنهار الموجودة بالنمسا نهر الدانوب والذي يعبر البلاد من باساو
على الحدود الألمانية إلي المنطقة الشرقية من البلاد ماراً بلنز وفيينا
حتي يبلغ براتسلافا على الحدود السلوفاكية، كما يوجد عدد من الأنهار
الهامة الأخرى في جنوب النمسا مثل أنهار مور ومورتس، هذا بالإضافة لوجود
عدد من البحيرات مثل بحيرة كونستانس ونويسيدلر في بورجن لاند بالقرب من
المجر.
المناخ
يتنوع مناخ النمسا تبعاً لعدد من العوامل من هذه العوامل الارتفاع،
وتأثيرات المحيط، والموقع وتأثير البحر المتوسط، هذا بالإضافة لتأثير
الرياح الغربية والشرقية عليها، فتتأثر المناطق الوسطى والغربية بالرياح
الدافئة والرطبة والتي تهب شرقاً من المحيط الأطلنطي والتي تسبب في عدد من
الظواهر مثل الأمطار والجليد والرطوبة مما يجعل درجات الحرارة معتدلة
على مدار العام، بينما الرياح التي تهب من السهول الآسيوية فتتميز بأنها
جافة حارة صيفاً وباردة شتاء وتقوم بالتأثير في الجهات الشرقية من
النمسا، ويختلف التأثير المناخي في العديد من المناطق وذلك تبعاً
للارتفاع والانخفاض في الأراضي وهبوب الرياح المحلية الجافة والدافئة.
ويسود البلاد طقس لطيف في أشهر الخريف والربيع أما في فصل الشتاء والذي
يمتد ثلاثة أشهر في الأودية فهو فصل شديد البرودة حيث تتراوح متوسطات
درجات الحرارة بين 7 - 9 درجات مئوية على جميع أنحاء البلاد أما المعدل
السنوي لسقوط الأمطار فيتراوح ما بين 1.016 - 1.270 ملليمتر.
نظام الحكم
نظام الحكم في النمسا جمهوري فيدرالي برلماني، ولقد صدر الدستور الخاص
بالبلاد في عام 1920م، وتنقسم النمسا إلي تسع ولايات، ويرأس البلاد رئيس
الجمهورية الذي يتم انتخابه بالاقتراع الشعبي المباشر وذلك لفترة رئاسية
تبلغ ست سنوات، أما بالنسبة لرئيس الحكومة فيتمثل في المستشار الذي يتم
اختياره عن طريق رئيس الجمهورية من حزب الأغلبية في المجلس الوطني، كما
يقوم رئيس الجمهورية باختيار نائب المستشار بناء على توصية من المستشار.
وتتكون الهيئة التشريعية في النمسا من مجلسين المجلس الفيدرالي والمجلس
الوطني ويضم المجلس الفيدرالي 64 عضو تمتد مدة خدمتهم أربع أو ست سنوات،
أما المجلس الوطني فيتمثل في 183 عضو يتم انتخابهم بالاقتراع الشعبي
المباشر وتمتد فترة عضويتهم لأربع سنوات.
أما بالنسبة للسلطة القضائية فتتمثل أعلى سلطة قضائية في النمسا في المحكمة القضائية العليا، والمحكمة الإدارية، والمحكمة الدستورية.
كما توجد العديد من الأحزاب السياسية مثل حزب الشعب النمساوي، الحزب
الشيوعي، حزب الحرية النمساوي، الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وغيرها من
الأحزاب الأخرى وجماعات الضغط السياسي.
نبذة تاريخية
مرت على النمسا العديد من الأحداث التاريخية الهامة وذلك منذ أن سيطر
عليها الرومان في العام الخامس عشر قبل الميلاد، وضمها إلي الإمبراطورية
الرومانية ومروراً بالعديد من الحروب والممالك التي نشأت والممالك التي
انهارت ثم الحرب العالمية الأولي والتي انتهت بهزيمة ألمانيا والنمسا
اللتان خاضتا الحرب معاً وذلك في الفترة ما بين 1914- 1918 وذلك بسبب قيام
أحد الصربيين بقتل فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا – المجر، فكان هذا
إيذاناً ببدء الحرب التي يقال أن لها أسباباً أعمق من هذا السبب فانضمت
ألمانيا والنمسا معاً ضد دول الحلفاء والتي تضم كل من بريطانيا وفرنسا
وروسيا، ولكن لم يتحقق النصر لأي من النمسا أو ألمانيا حيث بليا بهزيمة
ساحقة.
في عام 1938 اندلعت الحرب العالمية الثانية وقام الألمان بقيادة هتلر
بالاستيلاء علي النمسا وجعلها تتحد مع ألمانيا، وبالتالي دخلت الحرب
العالمية الثانية باعتبارها تابعة للدولة الألمانية، وبعد الحرب العالمية
الثانية تم تقسيم النمسا بين كل من أمريكا ، بريطانيا، فرنسا، روسيا،
ولكن تم إنهاء الاحتلال في عام 1955 على أن تظل النمسا دولة محايدة ثم
انضمت إلى الأمم المتحدة بعد ذلك.
المدن والسياحة
تمثل السياحة في النمسا أحد مصادر الدخل الهامة بها والتي تأخذ الترتيب
الثالث في مصادر الدخل في البلاد، وتهتم النمسا بالسياحة الداخلية
والخارجية على حد سواء، وتنتشر بها المعالم الطبيعية بالإضافة للعديد من
المتاحف وصالات العرض الفنية والمسارح.
وبالنظر إلي المدن النمساوية نجد العديد من المدن الجميلة التي تسر أعين
السائحين والتي تأتي على رأسهم بالطبع العاصمة النمساوية فيينا حيث تعد من
أجمل البلدان نظراً لوجود العديد من المعالم الطبيعية والأثرية الساحرة
بها، فتغطي الغابات والمساحات الخضراء والميادين مساحات شاسعة منها، هذا
بالإضافة للقصور الأثرية والتي تزخر بها المدينة والنمسا ككل، وتعد
النمسا من أكثر المدن خضرة وجمالاً فيجد السائح الراحة والاستجمام
والترفيه في العديد من الأماكن الجميلة بها مثل البراتر وغابة فيينا
ولوباو، ساحة ستيفنز والكاتدرائية، حديقة الدانوب وبرج الدانوب، ملاهي
البراتر، قصر شنبرون أو حدائق الشعب وغيرها الكثير من المعالم الجميلة
والتي يتهافت السياح لزياراتها.
نذكر من المعالم القصر الصيفي والذي كان يسكنه أباطرة النمسا ويزخر هذا
القصر بالعديد من التحف والرسومات والأثاث الأثري القديم بالإضافة لحديقة
واسعة، كما توجد أماكن أخرى مثل دار الأوبرا، والقصر الشتوي والذي يستخدم
كمقر للحكومة، مسرح برج، الكاتدرائية بالإضافة للقصور والمحلات،
والمقاهي المنتشرة في المدينة.