اليابان العملاق الآسيوي
هي إحدى أهم الدول الآسيوية وعملاق من عمالقة
الصناعة والتكنولوجيا الحديثة، تمكنت من أن تحتل مكانة متميزة بين الدول
لتصبح واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، واستطاعت أن تنهض سريعاً
بعد الهزيمة التي حلت بها في الحرب العالمية الثانية.
تعرف اليابان بمناظرها الطبيعية الخلابة فهي بلد السمة الأساسية فيها
الجمال تزدان اليابان بالزهور والأشجار في كل مكان، وعلى الرغم من جمال
الطبيعة الممنوح لليابان إلا أنها تتعرض لقسوتها أيضاً فتتعرض لكثير من
الظواهر الطبيعة والتي تأتي كثيراً في شكل مدمر فمن المعروف عن اليابان
كثرة تعرضها للزلازل والتي تقدر بالآلاف في السنة الواحدة، كما يوجد بها
العديد من البراكين النشطة هذا بالإضافة لموجات المد الزلزالية أو ما يعرف
بتسونامي، وعلى الرغم من كثرة هذه المخاطر التي تتعرض إليها إلا أن هذا
لم يأخذ من عزيمتها وسعيها نحو التقدم شيء فها هي واقفة صامدة يمر عليها
كل يوم بمزيد من التقدم الصناعي والتكنولوجي، حتى أنها تحدت المخاطر
الطبيعية فعملت على إنشاء مباني بتقنيات حديثة مقاومة للزلازل بالإضافة
لامتلاكها أجهزة رصد وقياس دقيقة تتمكن منها من تتبع هذه الظواهر
الطبيعية.
الموقع
تتألف دولة اليابان من مجموعة من الجزر حوالي أربعة ألاف جزيرة منها أربع
جزر رئيسية وهم هوكايدو، وهونشو، وكيوشو، وشيكوكو تمتد على شكل أرخبيل
وتشكل مع بعضها قوساً يمتد لمسافة 1.900كم2، تقبع الجزر اليابانية بشمال
المحيط الهادي أمام الساحل الشرقي لأسيا في مواجهة كل من روسيا وكوريا
والصين، وبين كل من المحيط الهادي من ناحية الشرق وبحر اليابان من الغرب.
معلومات عامة عن اليابان
المساحة: تبلغ مساحة اليابان 377.835
عدد السكان: يبلغ عدد السكان 127.433.494 نسمة وتعد واحدة من أعلى البلدان كثافة على مستوى العالم.
العاصمة : طوكيو
اللغة: اللغة الرسمية هي اللغة اليابانية
العملة : الين الياباني
الديانة: الغالبية العظمى يدينون بالبوذية والشنتو كما يوجد عدد من الديانات الأخرى.
مظاهر السطح
تتميز مظاهر السطح في اليابان بالطابع الجبلي والتضاريس الوعرة حيث تغطي
الجبال أكثر من 70% من المساحة الكلية للبلاد، ومعظم هذه الجبال تكسوها
الغابات الكثيفة، وتنقسم المساحة الباقية من الأراضي اليابانية ما بين
السهول والبحيرات، وتتكون اليابان من مجموعة من الجزر تمتد لمسافة 3000كم2
ويعد من أكبرها الأربعة جزر الرئيسية بها وهي هوكايدو، هونشو، شيكوكو،
كيوشو.
ويجري في اليابان عدد كبير من الأنهار ولكنها لا تستخدم في الملاحة نظرا
لكونها قصيرة وضحلة ولكن يستفاد منها في ري الأراضي الزراعية وتوليد
الطاقة الكهربائية.
يعرف عن اليابان طبيعتها الغير مستقرة فتتعرض البلاد سنوياً لآلاف الزلازل
بالإضافة لوجود البراكين النشطة وموجات المد الزلزالية أو تسونامي وهي
الزلازل التي تحدث في قاع المحيط وينتج عنها موجات هائلة.
وسوف نمر سريعاً على مظاهر السطح التي تتميز بها الجزر الأربعة الرئيسية :
جزيرة هونشو: تتميز هذه الجزيرة بكونها أكبر الجزر اليابانية ويتركز بها غالبية السكان، كما توجد العاصمة اليابانية طوكيو بها.
المظاهر الطبيعية المؤثرة على الجزيرة هي الجبال والسهول فتمتد السلاسل
الجبلية في شمال الجزيرة ويقع سهل سينداي إلى الشرق منها على امتداد
المحيط الهادي بينما يقع سهل إيشجو إلى الغرب منها ويمتد حتى بحر اليابان،
وتحتل جبال الألب اليابانية المنطقة الوسطى من الجزيرة وتمتد السلاسل
البركانية إلى الشرق منها، ويعد جبل فوجي ياما وهو جبل بركاني خامد من
أعلى القمم الجبلية في اليابان والذي يبلغ ارتفاعه 3776متر فوق مستوى سطح
البحر، وتنتشر بالجزيرة عدد من السهول والتي تتركز بها المناطق الزراعية
من هذه السهول سهل كانتو وهو من أهم السهول اليابانية وأوسعها ويمتد من
جبال الألب إلى المحيط الهادي في الشرق، هذا بالإضافة لسهلي نوبي وأوساكا.
جزيرة هوكايدو : وتأتي في المرتبة الثانية من حيث المساحة بعد جزيرة هونشو
وتقع في الجزء الشمالي من اليابان، تتكون هذه الجزيرة من الجبال والتلال
والتي تغطيها الغابات، ويقع في الجنوب منها سهل إيشي كاري والذي يعد
منطقة مثالية للزراعة.
جزيرة كيوشو: وتقع إلى الجنوب من الجزر اليابانية وتمتد فيها السلاسل
الجبلية والغابات من وسطها إلي الجنوب، أما الجزء الشمالي منها فيتألف من
مجموعة من التلال والسهول الواسعة، كما تنتشر في المنطقة الشمالية
الشرقية والجنوبية الكثير من البراكين.
جزيرة شيكوكو: تعد هذه الجزيرة أصغر الجزر الأربعة وتقع في الطرف الجنوبي
الشرقي من جزيرة هونشو وتقطعها الجبال من الغرب إلى الشرق وعلى الساحل
الجنوبي للجزيرة يوجد سهل ضيق يستخدم في زراعة الأرز وعدد من الخضراوات،
كما يعد تعدين النحاس من الأنشطة الهامة بها، من الجزر اليابانية الأخرى
ريوكيو، بونين.
المناخ
يتنوع المناخ في اليابان فيسود الجزر الجنوبية مناخ دافئ ،وصيف حار وشتاء
معتدل، أما في الجزر الشمالية فالطقس بارد وتتساقط الثلوج عليها، وتتأثر
اليابان بالتيارات البحرية مثل تيار اليابان الجنوبي والذي يعمل على
تدفئة السواحل التي يمر بها، وتيار أوياشو الشمالي الذي يعمل على تبريد
الساحل الشرقي لجزيرة هوكايدو وشمال هونشو، ونتيجة لهذه التيارات البحرية
الباردة والدافئة تنتج ثروة سمكية هائلة حيث تساعد هذه التيارات على
وجود أنواع مختلفة من الأسماك.
وتتأثر اليابان بالرياح الموسمية الشمالية الغربية والتي تتسبب في سقوط
الثلوج على السواحل الشمالية الغربية لليابان، كما تتأثر في فصل الصيف
بالرياح الجنوبية الشرقية.
نظام الحكم
نظام الحكم في اليابان ملكي دستوري بحكومة برلمانية، ولقد وضع الدستور
الياباني بواسطة قوات الحلفاء وجرى العمل به في عام 1947م، وقام هذا
الدستور بإجراء تغيرات حيوية في الحكومة اليابانية ويرتكز على ثلاثة مبادئ
أساسية هي سيادة الشعب، احترام حقوق الإنسان الرئيسية، التخلص من
الحروب، كما ينص على استقلالية السلطات الحكومية التنفيذية، التشريعية،
القضائية بالإضافة لإقرار حق المرأة في الانتخاب.
تتشكل الهيئة التنفيذية للدولة من إمبراطور البلاد حيث يسود نظام الحكم
الملكي الوراثي، والإمبراطور هو رمز الدولة ووحدة الشعب ويستمد مركزه من
إرادة الشعب الذي يتمتع بالسلطة المطلقة.
وتتكون السلطة التنفيذية أيضاً من رئيس الوزراء والحكومة والتي تتكون
بدورها من مجلس الوزراء الذي يقوم بتعيينه رئيس الوزراء، وينص الدستور
الياباني على أن يحصل رئيس الوزراء على الأغلبية البرلمانية.
وتتكون الهيئة التشريعية في اليابان والتي تعرف باسم الدايت أو الكوكاي من
مجلسين مجلس المستشارين أو "السانجي – إن" والذي يتكون من 252 مقعد ومدة
خدمتهم ست سنوات، ومجلس النواب أو " الشونجي – إن" والذي يتكون من 500
مقعد وينتخب أعضائه بالاقتراع المباشر ومدة خدمتهم أربع سنوات، وتعتبر
الهيئة التشريعية في اليابان من أعلى السلطات وهي المسئولة عن إعداد
التشريعات والقوانين في الدولة.
وبالنسبة للهيئة القضائية فتعد المحكمة العليا أعلى هيئة قضائية في
اليابان وتتكون من رئيس القضاة وأربعة عشر قاضياً، ويقوم الإمبراطور
بتعيين رئيس القضاة بعد أن يقوم مجلس الوزراء بتحديده، بينما يعين مجلس
الوزراء باقي القضاة.
النظام القانوني في اليابان مستمد من نظام القانون المدني الأوروبي، وتقبل اليابان السلطة الإلزامية لمحكمة العدل الدولية بتحفظ.
كما يوجد باليابان نظام الأحزاب السياسية نذكر من هذه الأحزاب الحزب
الديمقراطي الياباني، الحزب الشيوعي الياباني، حزب كوميتو، الحزب الليبرالي
الديموقراطي وغيرها من الأحزاب الأخرى.
نبذة تاريخية
لليابان تاريخ طويل زاخر بالأحداث والحروب وذلك قبل أن تتجه نحو التقدم
والتكنولوجيا في العديد من المجالات في انطلاقة اقتصادية فريدة من نوعها،
وبالمرور سريعاً على بعض الأجزاء في التاريخ الياباني نجد ما يلي:
في أواسط القرن السادس الميلادي فرضت اليابان على نفسها عزلة فأغلقت
حدودها عن باقي دول العالم، وذلك خوفاً من البعثات التنصيرية القادمة من
أوروبا، وعمل الإمبراطور إياسيو شوغن على منع انتشار النصرانية فلقد كانت
مخاوفه من أن تكون البعثات التنصرية القادمة ما هي إلا مقدمة لغزو أوروبي
كما حدث مع دول أمريكا الجنوبية، لذلك عمل على طرد الأوربيين وأجبر
النصارى من اليابانيين على التخلي عنها، وقام بقتل من عارض هذا وبذلك قضى
على النصرانية مع حلول عام 1640م، قامت اليابان بعد ذلك بقطع علاقاتها مع
غيرها من الدول وعزلت نفسها عن العالم، وأصبح لا يوجد أي تعامل مع
الأوربيين باستثناء الهولنديين وذلك لعدم وجود علاقة بينهم وبين إرساليات
المنصريين، وبعض الصينيين، وبعض المبعوثين الملكيين الذين يأتون بين
الحين والأخر من أسرة لي الحاكمة في كوريا.
لم تدم هذه العزلة بالطبع إلي الأبد وبدأت في الانفتاح تدريجياً وكانت
البداية عندما قامت أمريكا بإرسال بعثة بقيادة الأمريكي " ماثيو بيري"
الذي قام بمحاصرة اليابان بأربعة سفن حربية وعرض المطالب الأمريكية عليها
الأمر الذي تم على أثره توقيع معاهدة صداقة بين كل من اليابان والولايات
المتحدة ثم توالت معاهدات الصداقة بين اليابان وغيرها من الدول مثل روسيا
وبريطانيا وهولندا وفرنسا.
حدثت بعد ذلك سلسلة من الاضطرابات داخل اليابان نتيجة اعتراض البعض على
الانفتاح وعلى المعاهدات التي وقعت، انتهى كل هذا مع حلول عصر ميجي الذي
بدأ في عام 1868م وحتى 1912م، ويعتبر هذا العصر بداية لفترة جديدة في
التاريخ الياباني حيث تم وضع العديد من الأسس التي ساهمت في نهضة اليابان،
ونقلت العاصمة اليابانية من كيوتو إلي طوكيو، وألغي النظام الطبقي، ولم
تخلو هذه الفترة من الحروب أيضاً مع كل من الصين وروسيا وكوريا، ثم دخلت
اليابان في الحرب العالمية الأولي في عام 1914كحليفة لبريطانيا ضد
ألمانيا، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية في الفترة ما بين 1939 – 1945
والتي انتهت بمأسأة حينما قامت القوات الأمريكية بإلقاء القنبلة الذرية
على كل من هيروشيما وناجازاكي هذه القنبلة التي تسببت في دمار هائل وأدت
إلي استسلام اليابان.
بعد أن نفضت اليابان عنها أثار الحرب اتجهت نحو نهضة صناعية وتكنولوجية
وتحولت إلي أحدى الدول الصناعية الهامة، بل أصبحت في مقدمة هذه الدول.
المدن والسياحة
تتميز اليابان بجمال الطبيعة بها فأينما تذهب تجد الزهور والأشجار، وتوجد
العديد من المدن اليابانية الجميلة تأتي في مقدمتها العاصمة "طوكيو"
والتي أعيد بناؤها مرتين ففي المرة الأولي تعرضت إلي زلزال قوي قام
بتدميرها في عام 1923م وتم إعادة بنائها ودمرت مرة أخرى بواسطة قنابل
الطائرات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية عام 1945م وتم بناؤها مرة
أخرى، وتتميز طوكيو بكثرة الجسور المعلقة بها وانتشار شبكات القطارات
والتي تسهل حركة المواطنين وتعد مدينة الألعاب ديزني لاند الموجودة بها
من أشهر الأماكن السياحية التي يتهافت السياح لزياراتها.
تأتي مدينة "أوساكا" في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد طوكيو
وتلقب أوساكا بمدينة الماء نظراً لانتشار القنوات المائية بها، وتعد مدينة
"ناغويا" من اكبر المراكز الصناعية باليابان، أما مدينة "كوبي" فتأتي
شهرتها من خلال قيامها بتصنيع السفن والبواخر التجارية العملاقة كما تضم
أقدم مسجد إسلامي في اليابان والذي قام الهنود ببنائه فيها، أما مدينة
"نارا" فهي من أقدم المدن اليابانية وهي العاصمة الأولي لليابان وتشتهر
بمعالمها الأثرية العديدة وتماثيلها، وتشتهر مدينة "هيروشيما" كمدينة ضمت
واحدة من أعظم الكوارث الحربية وأفدحها عندما قامت القوات الأمريكية
بإلقاء القنبلة الذرية فوقها في السادس من أغسطس 1945م، هذا بالإضافة
لمدينة "ناجازاكي" التي لم يكن حظها أفضل من سابقتها حيث دمرت بقنبلة ذرية
هي الأخرى كان مصدرها أيضاً القوات الأمريكية.
كما توجد مدينة "سابورو" عاصمة جزيرة هوكايدو والتي تشتهر باحتفالات
الجليد السنوية، وتعد مدينة "تسوكوبا" هي المدينة العلمية في اليابان
فتتركز بها العديد من المنشأت العلمية والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات
والمختبرات والتكنولوجيا المتقدمة.
وبالنسبة للمدن السياحية الجميلة في اليابان فنجد مدينة "هاكوني" التي
تتمتع بسحر الطبيعة فيوجد بها الحمامات المعدنية والمناظر الطبيعية
بالإضافة لبحيرتها، فيجد بها السائح الاستجمام والمتعة.
وعلى الرغم من الجمال الساحر لليابان إلا أن تكاليف المعيشة بها مرتفعة
جداً عن غيرها من باقي دول العالم، مما يجعل السياح يترددون كثيراً قبل أن
يذهبوا إليها.