صنعاء:
شن نجل شقيق الرئيس اليمني قائد الحرس الخاص، العميد طارق محمد عبدالله
صالح هجوما عنيفا على المتمردين الحوثيين " واصفا اياهم بالخونة والمجرمين
وأشباه الرجال. كما
شبه صالح، الحوثيين، باليهود في نقض العهود والمواثيق قائلا في مقال
صحفي: "فهؤلاء المجرمون المخربون دعاة الامامة الخارجون على الشرعية التي
ارتضاها الشعب والذين يرون أنهم ظل الله في أرضه وأنهم من طينة مقدسة غير
الطينة التي خلق منها كل البشر, هؤلاء الخونة الذين لم يستحوا حتى من الله
سبحانه وتعالى وقاموا بنقض العهود والمواثيق وجعلوا كلام الله وراء
ظهورهم".
وتوعدهم
بقوله: "ان دماء الشهيد فارس "نجل الشيخ صغير بن عزيز الموالي للحكومة
والذي قتل في مواجهات جبل الزعلاء"، ودماء أمثاله من أبناء الوطن لن تذهب
سدى, فثمنها غال وغال جدا وأنتم أيها المتمردون الخونة من سيدفع ثمن ذلك
وستندمون على تصرفاتكم الحمقاء وعما قريب ستدفعون الثمن".
وحسبما
ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية، أكد العميد طارق أن المقارنة مستحيلة
والفارق كبير جداً بين الرجال "في إشارة الى الشيخ بن عزيز وأبنائه"،
وأشباه الرجال "في اشارة الى الصريع الحوثي وأبنائه".
وقال:
"إن الشيخ صغير قد ربى ابنه رحمه الله على العزة والكرامة وحب الوطن فوهب
حياته رخيصة لله وللوطن", وأثنى على الشيخ بن عزيز الذي أصيب في
المواجهات مع الحوثيين, وقال :"إن الشيخ صغير عزيز, اسمه "صغير" لكنه عظيم
في كبريائه ومبادئه التي لا يساوم عليها فهذا الرجل الذي بلغ مبلغ الرجال
الأوائل من العظماء الذين قاوموا العدوان وحموا الديار, وهذا الرجل ظل
يصارع عصابة التمرد والعمالة والارتزاق وضحى بكل ما يملك وكان آخر ذلك
استشهاد نجله "فارس".
ورأى
العميد طارق أن: "من ينتسبون إلى بدر الدين الحوثي وأولاده ذهبوا إلى
أبعد مما ذهبت إليه اليهود عندما نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله "صلى
الله عليه وسلم" في المدينة, وذهبوا بأعمالهم النتنة في قتل الأطفال
والشيوخ الى أبعد مماذهب اليه إبليس عليه وعلى الحوثة اللعنة والخزي, فلم
يتعظوا من الهزائم والضربات التي لقنها لهم الجيش العظيم والشرفاء
الوطنيون من أبطال اليمن أمثال الشيخ صغير عزيز الذي اقض مضجعهم وأقلق
مرقدهم وشتت آحلامهم, فما كان أمامهم إلا الغدر والتآمر".
وأضاف:
"إن الصريع بدر الدين الحوثي عاش حياة مليئة بالدسائس والتآمر فخرج من
صلبه أبناء على نفس المنوال تجمعهم الخيانة والارتزاق فبثوا روح العنصرية
والتفرقة بين الناس منهم من لقى حتفه والآخر سيأتي أجله بإذن الله.
وتزامن
هجوم نجل شقيق الرئيس اليمني على الحوثيين مع إعلان أسماء قيادات حوثية
في قائمة أحزاب "اللقاء المشترك" التي سلمتها أول أمس لحزب المؤتمر في
اللجنة المشترك للإعداد والتهيئة للحوار الوطني والتي تضم 200 اسم, وهم :
القيادي في التمرد والذي وقع مع الجانب الحكومي اتفاقية الدوحة "صالح
هبره", وممثل الحوثي في لجنة وقف إطلاق النار يوسف الفيشي والناطق باسم
الحوثي محمد عبدالسلام, كما تضمنت قائمة المشترك وحلفائه أسماء وزراء
سابقين من الحزب الحاكم وهم: عبدالملك السياني وعبدالوهاب الروحاني وصالح
حسن سميع ومحمد عبدالله الجايفي وناصر العولقي, إضافة إلى القيادي في حزب
المؤتمرالنائب عبدالعزيز جباري.
مخاوف من حرب سابعة
كانت
السلطات اليمنية اتهمت الاسبوع الماضي المتمردين الحوثيين بـ "الاستمرار
في خرق اتفاق وقف الحرب في محافظة صعدة"، في وقت ذُكر ان سكان المنطقة
يواصلون نزوحهم منها، تحسباً من اندلاع الحرب السابعة بين القوات الحكومية
والحوثيين.
وقال
مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا "إن التقارير الواردة من اللجان
المكلفة الإشراف على تنفيذ النقاط الست في محافظة صعدة وحرف سفيان تؤكد أن
عناصر التمرد الحوثية مستمرة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال
الهجوم على المواقع والنقاط الأمنية والعسكرية والاعتداء على المواطنين
وترويعهم وتهجيرهم من مناطقهم".
واضاف
أن الحوثيين، "يكشفون بهذه الممارسات عدم التقيد بتنفيذ النقاط الست،
التي التزموا بها كشرط لوقف إطلاق النار، اضافة إلى عدم التزامهم اتفاق
الدوحة الذي أعلنوا قبوله". وحملهم مسؤولية كل ما يترتب عن خروقاتهم وعدم
التزامهم بالنقاط الست وآليتها التنفيذية واتفاق الدوحة.
وأكد
المصدر سعي الحكومة اليمنية إلى إحلال السلام وإعادة إعمار ما خلفته
الحرب وعودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم وتعزيز الأمن والسكينة العامة في
المحافظة.
وكان
انفجار الأوضاع مجدداً في حرف سفيان وبعض المناطق الشرقية بصعدة، والذي
تزامن مع إغلاق الطريق الرئيس الرابط بين المنطقتين عقب مرور ما يزيد على
خمسة أشهر من التهدئة النسبية للأحداث في جبهات القتال التي شهدتها الحرب
السادسة، قد اضفى المزيد من الغموض والضبابية حول حقيقة المسافة التي يقف
عندها كل طرف من التصعيد المنتظم للأوضاع، ومدى موضوعية الشكوك التي أثيرت
عقب اندلاع الحرب السادسة، حول وجود أطراف محلية وإقليمية تسهم في إذكاء
جذوة القتال لاعتبارات الربح والخسارة .
في
موزاة ذلك، قالت مصادر في محافظة صعدة لصحيفة "الحياة" اللندنية، إن
السكان في عدد من المديريات يواصلون نزوحهم باتجاه مناطق أكثر أمنا، بعدما
أثار انسحاب قوات الأمن المركزي التي كانت متمركزة فيها، الهلع في نفوسهم
وأشعرهم باشتعال وشيك لحرب سابعة بين الجيش والمتمردين الحوثيين.
وذكر
المصدر ان أعضاء السلطة المحلية، وقوات الأمن التي كانت متواجدة في
مديريات باقم ومجز وشدا، انسحبوا إلى مدينة صعدة، فيما انسحب أعضاء السلطة
المحلية في مديريتي رازح والظاهر إلى مديرية حرض.
وفي
الوقت الذي بررت فيه السلطة المحلية ووحدات الأمن انسحابها من عدد من
المديريات، بأنه يأتي احتجاجا على سيطرة المتمردين الحوثيين على تلك
المديريات، وعدم تمكنهم من أداء أعمالهم، وممارسة مهامهم فيها، أكد عدد من
السكان المحليين أن الحوثيين يسيطرون بشكل كامل على أغلب المديريات، منذ
توقف الحرب في جولتها السادسة وحتى اليوم، ولا علاقة لذلك بعملية الانسحاب
التي تشبه ما حدث قبيل الحرب السادسة.
ويعتقد
السكان بان هذا الانسحاب يؤكد فشل اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي
الاستعداد لجولة سابعة من الحرب المستمرة منذ منتصف العام 2004، على رغم
حالة الهدوء الحذر التي تسود محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان التي شهدت
مواجهات دامية استمرت قرابة أسبوعين بين قبائل البرلماني صغير عزيز وأتباع
الحوثي، وتوقفت اول من امس بسيطرة الحوثيين على معسكر الزعلاء والاستيلاء
على آلياته وأسر نحو مئة من جنوده.