2011-03-13, 19:09 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 869 | نقاط : 1548 | السمعة : 0 |
| | موضوع: مقالة.!! لقد بلغ السيل الزبى... مقالة.!! لقد بلغ السيل الزبى... [size=16]لقـد بلــغ الســيل الــزُبى 11-03-2011 00:56 الكاتب: محمود التعمري من غير اللائق أن يقول فلسطينياً، لا اعرف، لا ادري، استغرب، غير معقول أو أن يقف متفرجا عما يجري من حوله وفي واقعه من أحداث ومتغيرات ومواقف وأطروحات وسياسات وبرامج وشعارات وتصريحات، تصدر عن هذا أو ذاك من رموز العمل السياسي والوطني أو من فصائل وتنظيمات وأحزاب واتجاهات وقوى فلسطينية، لأن الذي سيقول ذلك إما انه أعمى وأطرش واصم وإما انه لا يريد أن يخوض في غمار الأحداث والقضايا والمسائل بتداخلاتها وارتباطاتها وعلاقاتها وتشابكاتها المتعددة، وإما انه لا يرى إلا ذاته وموقفه وسياسته وبرامجه متصورا أن لا وجود للآخرين من حوله وبالتالي فهو لا يريد أن ينزل من برجه العاجي أو أن يزعجه احد في صومعته..وإما انه أعلن براءته من كل ما هو حوله بعدما خبِر وجرب وعايش كل تلك القوى على مختلف مشاربها، وهو ما يُذكرني ببدايات العمل الفدائي حين كان بعض المنتسبين للتنظيمات ينتقلون من تنظيم إلى أخر حسب الأهواء، لدرجة أن احد الأشخاص تنقل بين ثمانية تنظيمات وفي الأخير لم يعجبه احد فعاد إلى بيته لا يعبأ بالتنظيمات كلها... ذات مرة وعندما كنا أسرى في احد المعتقلات الإسرائيلية في الأعوام التي أعقبت هزيمة عام 1967 وعندما كنا نواجه الموت عشرات المرات يوميا على أيدي الجلادين في كل ما يتعلق بوجودنا الوطني والنضالي والإنساني والحياتي، حيث كان مدير المعتقل آنذاك ضابطا من ضباط المظليين الاسرائليين الحاقدين، جاءوا به خصيصا لإدارة السجن الذي كان يضم العدد الأكبر من فدائيي الدوريات المسلحة، وعندما رفضت إدارة العدو كل مطالباتنا بحقوقنا المنصوص عليها في كل مواثيق الأمم المتحدة، وعندما وصلت بنا الأمور حدودا لا بد فيها إلا ويقع الانفجار الذي لا يمكن إيقافه أو وأده، قال يومها احد الرفاق الأسرى لمدير السجن بلغة عبرية متمكنة-بما معناه- ("لقـد بلـغ السيــل الزبـى ").. لم يفهم المدير المعنى وكان غريبا عليه ذلك فطلب إعادة القول، حينها علق باستغراب "لأول مرة اسمع هذا المثل ولا أعرف ماذا يعني، حتى باللغة العبرية "..وبعد أيام كان الانفجار الذي جاء على شكل أول إضراب عن الطعام يخوضه أسرى الحرية، مما فاجأ كل المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية آنذاك..في الخامس من أيار 1970 ..والذي استشهد فيه المناضل عبد القادر أبو الفحم رحمه الله.. اليوم وفي ساحة العمل السياسي الفلسطيني بكل أطيافه ومشاربه وفي ظل واقع فلسطيني بائس ومخزي وهزيل، يحق لنا أن نتذكر ذلك المثل الذي قلناه لمدير سجن العدو قبل أربعين عاما("لقـــد بلــغ السيـــل الزبــى"). عندها يكون من حقنا نحن المناضلين والوطنيين وأبناء الشهداء والأسرى والمعذبين في هذا الوطن أن نقود ونعلن الانفجار الذي لا بد منه إن بقيت حالتنا الوطنية على ما هي عليه..لأننا شعبا لن يقبل أن يكون شعبين ..ولان لنا وطن لا نقبل أن يكون وطنين.. [/size] [size=16]لا شك أن الحالة الفلسطينية الراهنة وما تعكسه في واقع الأمر على مجمل العمل الوطني باتت تشكل أرقاً دائماً لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، وكم كنا نتمنى أن لا تصل أمورنا وأحوالنا الداخلية إلى هذا المستوى من الانحطاط والسوء، خاصة هذا الوضع القائم ألان في قطاع غزة على وجه التحديد، والذي بات يشكل تهديداً مأساوياً لكل انجازات شعبنا على مدى تاريخ طويل من النضال والكفاح والعمل الوطني، وهو ما يعطي كل المبررات للأعداء والخصوم والقوى السياسية المضادة لأن يمارسوا على شعبنا كل أشكال الاحتلال والظلم والقهر والتدمير تحت حجة أننا شعب مشتت ومنقسم ومفكك ومهزوم. لقد عنيت قطاع غزة بالذات لأكثر من سبب، ولكن السبب الأهم على الإطلاق، هو الانقلاب البغيض الذي قادته ونفذته حركة حماس هناك على الشرعية الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعتبره شعبنا من اخطر المفاصل التي مرت بها هذه القضية، والذي بدوره أعطى كل المبررات للكيان الصهيوني للهروب من أية التزامات واستحقاقات أمام العالم تجاه قضية شعبنا متذرعا بحالة الانقسام الذي تسببت به حركة حماس.. لقد صار من نافلة القول الحديث عن مخاطر ذلك الانقلاب، لأن الجميع صار على بينة من ذلك، وصار الكل يدرك أن الحديث عن وحدة وطنية في ظل وضع الانقلاب والانفصال ووجود الإمارة في قطاع غزة، هو ضرب من الخيال ولا يعدو كونه أضغاث أحلام لا أكثر..لأن كل محاولات انهاء حالة الانقسام ذهبت أدراج الرياح بدءً من الورقة المصرية ومروراً بلقاءات دمشق وانتهاءً بكل الوساطة التي قامت بها أطراف فلسطينية مختلفة..وما نسمعه من تصريحات نارية أحيانا وأحاديث صحفية أو اتهامات، لا تبشر بخير ولا تعطينا أمل بأننا أمام حدث عظيم تفاجئنا به حركة حماس من أجل وحدة شعبنا وأرضنا وبرنامجنا الوطني. وإذا كانت حركة حماس تقرع الطبول ابتهاجا بما يحدث في الوطن العربي من تغييرات وانتفاضات وإرهاصات، ألا يحق لها ولنا نحن أيضا أن نقرع الطبول من أجل وحدتنا وإنهاء انقسامنا والنزول عند رغبة جماهير شعبنا الفلسطيني بالوحدة والاتفاق..؟أم أننا سنبقى نرى هذا ألتمترس خلف شعارات وأجندات ومواقف تعمق التدمير والتخريب والانقسام..؟؟ إننا نعرف تماما أن هنالك من يسعون بقوة ليس إلى بقاء الأوضاع على ما هي عليه فقط، بل وتعميقها وتعميمها على أكثر من موقع وساحة وفِعل، لأن في ذلك خدمة لأجنداتهم وأهدافهم ومصالحهم غير الوطنية.ونعرف أيضا أن هنالك من يراهن على أن يأتي التغيير أو أن يفرضه أحد ما علينا من خارجنا، ولهؤلاء نقول، إن تصورا كهذا يُغالط حركة التاريخ والفهم العلمي لحركة الأشياء والظواهر والأحداث..لأن جملة التراكمات الداخلية هي التي ستؤدي إلى التغيير المنشود، وقد صار لدى شعبنا من التراكمات الكمية الداخلية ما يُعطيه الحق في تسريع عملية التغيير المطلوبة في واقعنا الفلسطيني، لأن العوامل الخارجية ليست أكثر من عوامل مساعدة لا ننتظر منها أن تكون هي الحاسمة والمقررة والأساسية.. وفي هذا السياق فقد صار من حقنا أن نطالب بتغيير داخلي في مواقف وثقافات وسياسات ومناهج القوى والتنظيمات الفلسطينية، تغيير يقوده ويفرضه منتسبي وعناصر ومؤيدي تلك التنظيمات من الداخل، بعيدا عن التعصب الأعمى والتشنج والنرجسية التنظيمية، لأن القيادة التي لا تفهم ولا تعرف ولا تدرك تراكمات الداخل ستقع حتما في دائرة التغيير والإطاحة بها، لكي لا تظل ضرسا معيقا في عجلة التقدم والتغيير. أنها دعوة لكل العناصر الوطنية والمخلصة والصادقة أن تبادر إلى اخذ زمام المبادرة بيدها وتبدأ في الإطاحة بكل أولئك الذين يرفضون وحدة شعبنا وأرضنا وبرنامجنا الوطني..فنحن لسنا بمنأى عما يحصل في العالم العربي، ما دام الأمر يتطلب ذلك وما دمنا نحن بحاجة إلى ذلك.. فالشعب يريد إنهاء الانقسام...ونحن من الشعب...[/size]
|
| |