عزف منفرد عزف منفرد| حتى ننافس
منيرة القحطاني
في كل بطولة يشارك فيها المنتخب أو الأندية يتضح البون الشاسع بين اللاعب السعودي وغيره من ناحية التكوين الجسماني والأداء الرجولي.
الجيل القادم لديه مشكلتان أولاهما ضآلة الأحجام وضعف البنية الجسمانية،
وهذا عائد إلى عادات غذائية سيئة منذ الصغر ومع الأسف لا يحاول بعد أن يصبح
لاعباً أن يتخلص منها، ولو عمل استبيان لنوعية ما يتناوله اللاعبون من
غذاء لوجد أن جله غير مناسب ولا يمت للتغذية الصحية المناسبة للرياضيين
بصلة. أضف لذلك عادات السهر وتوابعها التي تنهي اللاعب قبل سنه الافتراضي
في الملاعب. وعندما يفرض عليهم من المدربين تمارين الحديد واللياقة لا تجد
من لديه الرغبة في بناء جسم رياضي إلا القلة ويبقى البقية كأعواد القش في
الملعب من أول التحام تطير في الهواء وتصاب وتغادر.
وهذا بالتالي ألجأ الكثير من اللاعبين فاقدي البنية الجسمانية الرياضية
للعب بخشونة وعدم التفريق بين الأداء الرجولي والخشن وهذه المشكلة الثانية
التي بدت تظهر للعيان بشكل كبير، إذ نلحظ أن المنتخبات والأندية الخارجية
تلعب أمامنا برجولة من دون أن تكون هناك خشونة أو عنف وكنا نعد ذلك
استئساداً منهم أمامنا بينما الواقع يقول إن اللاعب السعودي عندما يعجز عن
مجاراة الخصم يلجأ للخشونة أو يترك الكرة ويتجه بنظره للحكم عله ينصفه ممن
استفزه ولم يضربه أو يعيقه بطريقه غير قانونية ولكن الحكم «يطنش الدلوع»
ويوصي باستكمال اللعب، وكم مرة رأينا لاعبينا مع المنتخب أو الأندية
يتوقفون من دون داعٍ أثناء سير المباراة بسبب العجز عن مجاراة الخصم في
جديته ولعبه الرجولي ثم يلحق به في مكان آخر ويعيقه كأنه ينتقم منه.
وظهر ذلك جلياً في مباريات المنتخب السعودي مع العراق في نهائي آسيا الماضي
ثم مع سورية والأردن، وكم حمدنا الله أننا لم نقابل أستراليا وإلا لكانت
النتيجة كارثية، إذ القوة الجسمانية والالتحام وتخليص الكرة بجسارة وشدة،
ومع الأندية في لقاءات الفرق الإيرانية أيضاً تتجلى المشكلة .
حتى ننافس يجب أن يعتاد اللاعبون السعوديون على هذه الطريقة في اللعب
لنجاري غيرنا في تقديم كرة قوية تتجلى فيها صلابة ورجولة اللاعب وليس
التسدح والتلوي مع كل كرة لأنه حتى الجماهير صارت تنفر من اللاعب الطري
العود الذي يسقط مع كل كرة وأتذكر قديماً عندما كانوا يرددون «دلوعة دلوعة»
لهذه العينة من اللاعبين وأتمنى أن تعود ليصحُ النائمون منهم على أن الزمن
تخطى تلك الحركات ولم يعد يجدي غير القوة.
حتى ننافس يجب أن يفرق لاعبونا بين استخلاص الكرة بكسر مضاعف أو كرت أحمر
أوبقوة بدنية قانونية يدعمها جسم رياضي وألا يضم للمنتخب إلا من أثبت
«رجولته» وليس خشونته.