المنديل والرايه المنديل والراية
كتبه : د. صالح ناصر الحمادي
رفض لاعبوا فريق الاتحاد رمي المنديل ورفع الراية البيضاء أمام الهلال كما
فعل النصر والشباب وبقية الأندية ، وأصروا على حفظ ماء الوجه للدوري
السعودي إلى حين.
نعم كان بإمكان فريق الاتحاد وضع المتاريس الدفاعية في الخلف ووسط الميدان
كما تفعل بعض الفرق أثناء مواجهة الهلال ومن ثم منح لاعبي الهلال المساحات
التي تكفيهم لرسم تبالوهات التفوق الفني وصنع الحظوظ ورفع الرصيد النقطي
،وبالتالي يحترق الدوري قبل نهايته بعدة أسابيع.
الاتحاد وعلى مدى العشر السنوات الماضية يلعب بتوليفة تبحث عن الفوز أمام
الهلال سواء كانت المباراة في جدة أو الرياض، والاتحاد في أفضل حالاته
الفنية أو أسوأ حالاته يقدم هويته أمام العملاق كمنافس له على صولجان
المجد، ويرفض الخنوع والارتباك والفوضى في التشكيل داخل الميدان ، بل ويرفض
التنازل عن كبرياءه أمام الهلال بالذات.
بعض فرق المؤخرة وفرق الوسط قدمت مستويات جيدة أمام المتصدر الهلال وظهرت
بمستويات تفوق ما تقدمه أندية ما يسمى بالمقدمة، لأن هذه الفرق تملك شجاعة
الأداء بينما فرق المقدمة تفتقد ذلك حيث تفقد هويتها أمام الهلال بالذات
وخير مثال مباراة الهلال أمام الشباب الدورية ومباراة الهلال أمام النصر في
نصف نهائي كأس ولي العهد حيث وضح أن لاعبي النصر غير قادرين على مجاراة
الهلال ميدانيا ووضح عليهم التشتت الذهني والضياع الفني واكتملت الصورة
بالفوضى العارمة بعد اللقاء وهذه المشاهد لا تحصل من لاعبي الاتحاد الذين
يثقون في أنفسهم ويقدمون أفضل مستوياتهم أمام الهلال بصرف النظر عن
النتيجة.
بطولة الدوري شبه محسومة لصالح الهلال الذي ظهر أفضل السيئين في موسم متقطع
متذبذب ومتدن في المستوى العام فنيا وجماهيريا ، مع تفوق نسبي في الضجيج
الإعلامي كظاهرة نبدع فيها دائما.
الهلال يمر بحالة انعدام وزن فني من بعد التوقف الطويل أثناء مشاركة
المنتخب في بطولة أمم آسيا ، والفريق يجب أن يتماسك في المرحلة المقبلة
لأنها مرحلة الحصاد وتحتاج للجهد الميداني والصمت الفضائي.