لا تجزع
الجزوع ضد الصبور على الشر، فلا يصبر ولا يرضى بما قضى الله..
الجزوع يصرخ ويفزع عند أدنى مصاب ..يتحدث عن مصيبته كما لم تقع للأولين ولا للآخرين،
بطريقة يتضح فيها الاعتراض على القدر وإن لم يقل ذلك صراحة ولكن بكثرة التشكي والتأوه والتسخط من أقدار الله ..
قال الشاعرابراهيم طوقان:
أفنيت يامسكين عمرك بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن
مالم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن
وقد قيل : ( من ضاق قلبه اتسع لسانه ).
فإن قلت له : ( مابك؟) قال : ما الذي ليس بي ؟؟)
لشدة جزعه وكفره للنعم فهو ينسى أنه يملك 90% من النعم في حياته ويركز على 10% التي يفقدها!..
الجزوع يشتاق لسانه لكلمة ( الحمدلله ) وإن قالها فممزوجة بالتضجر والتأفف..وهذا التحسر يولد الجزع في نفسه ،
بسبب نظره لمن هم أعلى في أمور الدنيا، والأصل أن ينظر لمن هم أعلى في أمور الآخرة ،
ولمن هم أدنى في أمور الدنيا حتى لايكفر نعمة الله ويستقلها فتهنأ نفسه ويرتاح باله ولا يجزع.
لتعيش سعيدا ابتعد عن أسباب الجزع :
1- ( تذكر المصيبة فلا ينساها ، ولا يصبر نفسه عليها ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لا تستفزوا الدموع بالتذكر ) وقيل : ( ولا يبعث الأحزان مثل التذكر).
2- الأسف وشدة الحسرة فلا يرى من مصابه خلفاً ، ولا يجد لمفقوده بدلاً ، فيزداد أسفاً وحسرة وهلعاً ،
ولذلك قال الله تعالى : (( لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ))الحديد:23
3- كثرة الشكوى وبث الجزع فقد قيل في قوله تعالى : (( فاصبر صبراً جميلاً ))المعارج:5،
إنه الصبر الذي لاشكوى فيه ولا بث ،وهذه منزلة عالية ورفيعة وهي من علامات الإيمان وقوة اليقين.
لاتكثر الشكوى إلى الصديق ..
وارجع الى الخالق لا المخلوق..
لايخرج الغريق بالغريق..
4- اليأس من جبر مصابه، فيصيبه اليأس والقنوط فلا يبقى معهما صبر فيحدث الجزع.
5- النظر إلى أهل السلامة والنعمة والثروة والسعة ، فيرى أنه ابتلي من بينهم بالمصائب وحوادث الدنيا فلا يستطيع صبراً على بلوى ، ولا يشكر على نعمة عنده ، ولو أنه نظر إلى من يشاركه في المصائب والنوائب ، لهان عليه الصبر وقرب الفرج)(1).
علاج الجزع والهلع :
1- ( الصلاة ، قال الله تعالى ( إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين ) لقد استثنى الله المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ، لايضجرون بتكرارها عليهم لأنهم يحتسبون بها الثواب، وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا .
2- ذكر الله عزوجل ، قال الله تعالى : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) ذكر دائم في اليوم والليلة .
3- الرضا بالقضاء والقدر ، مع الصبر الجميل واحتساب الأجر من الله)(2).
4- ربي أولادك على الصبر وقوة التحمل والتكيف مع الظروف المختلفة لتبني عقيدتهم بناءً سليماً متيناً ، وأخفي عنهم جزعك حتى يكون حولك أشخاص أقوياء يعينونك على الثبات والصبر والرضا في مستقبل أيامك ولا يهولون عليك الأمور لأنهم تربوا على الرضا بالقدر خيره وشره .
5- لاترافق أشخاصأ جزوعين فهم يمسحون كلمة الصبر من قاموس حياتك .
6- استشر أهل العلم والحكمة في حل مشاكلك ليصبروك ويساعدوك ،وأخفي أمرك عن الجزوعين لئلا يحبطوك ويصيبوك بالجزع .
ياصاحب القلب المجروح ..
ستشفى جراحك ويختفي أثرها .. فالدنيا امتحان ..
وغداً ينتهي هذا كله .. فاصبر ولا تجزع ..
أنزل الله عليك سكينته ..وثبت فؤادك..وجعل لك فرجا قريبا ..
وأبدل أحزانك أفراحا.. قل آمين.