نائب مستشار الأمن الأمريكي: نريد أن نرى القذافي خارج السلطة أوضح دينيس ماكدونه، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن واشنطن تريد أن ترى العقيد القذافي وقد غادر السلطة وأن تكون هناك بداية جديدة في ليبيا، مبيناً أن الموقف الأمريكي نابع من تصرفات العقيد القذافي وممارساته، فـ"العقيد القذافي هدد الليبيين بالموت والعقاب الشديد"، وأيضاً "لأن ليبيا كانت منخرطة في أعمال إرهابية على مدى العقود الماضية"، وذكّر هذا المسؤول بتفجير ليبيا لطائرة الرحلة 103 لشركة بان آم عام 1988 بالإضافة إلى تمويله حركات إرهابية.
وهذه الإشارة تعبّر عن تراجع كبير للولايات المتحدة الأمريكية وتعيد بذلك نظام العقيد القذافي الى نقطة الصفر في علاقاته مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، كما يعتبر هذا الموقف تراجعاً عن سياسة الإدارة السابقة عندما قَبِل الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بتحسين العلاقات مع ليبيا عندما تخلت عن برنامجها النووي عام 2003.
الغطاء العربي جوهري
وأوضح دينيس ماكدونه أن تدخّل الولايات المتحدة في ليبيا أو في أي مكان آخر مبنيّ وسيكون مبنياً على أساس المصالح الأمريكية، لكنه أشار الى أن الموقف النهائي من الوضع في ليبيا سيتمّ التحدث والتفاوض عليه خلال اجتماع لندن مع الأوروبيين والدول العربية والإسلامية المشاركة، واعتبر هذا المسؤول "أن موقف الدول العربية سيكون جوهرياً"، وبالتالي تكون أي دعوة للتغيير أو أي عمل عسكري أو فرض عقوبات على ليبيا قراراً من الأسرة الدولية وليس قراراً تفرضه واشنطن على ليبيا.
وأشار ماكدونه إلى حرص واشنطن على نيل موافقة عربية وإسلامية على العمليات العسكرية المقبلة في ليبيا أو فرض عقوبات أشد على نظام القذافي أو حتى الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي وسحب الاعتراف بحكومة ليبيا الحالية.
تشير مصادر البيت الابيض الى أن العجلة في التعامل مع الوضع في ليبيا تعود في جانب منها الى الأوضاع الحالية في تونس ومصر، فالبلدان موجودان في مرحلة انتقالية ومن الصعب جداً ترك الأوضاع لتنفلت من عقالها في ليبيا، البلد الشاسع والمفتوح الحدود، يمكن أن تتسرب اليه عناصر إرهابية.
وكانت إحصائية أمريكية أشارت إلى أنه خلال خلال تصاعد العمليات الانتحارية ضد القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات 2005 و2006 كان هناك ليبي واحد من كل خمسة انتحاريين يعبرون الأراضي السورية الى العراق، وهذا مؤشر على أن عدد المتطرفين في ليبيا ليس قليلاً، ولن يكون من مصلحة أحد التأخّر في تثبيت حكومة جديدة في ليبيا تسيطر على الأرض، وتمنع العناصر الإرهابية من فرض سيطرتها على مناطق في ليبيا.
لا لمواقف الوسط
يشعر الأمريكيون عامة بقليل من العلاقة المباشرة بين ما يحدث في ليبيا وبين قضاياهم اليومية، لكن الرئيس الأمريكي يعتبر أن من واجب أمريكا الوقوف الى "الجهة الصحيحة" في حركة التاريخ، كما حدث في مصر، عندما أيّدت أمريكا التغيير ولم تدعم بقاء الرئيس المصري حسني مبارك لفترة انتقالية، ويبدو أيضاً أن أوباما يريد أن يحصل هذا التغيير في ليبيا عاجلاً وليس آجلاً.
كما أنه بات من الواضح أن واشنطن لا تريد الوصول الى وضع مراوحة، والولايات المتحدة لا تريد أن تشارك أو أن تفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، في حين تنقسم الأراضي الليبية بين المتمردين وقوات القذافي، ولا تريد واشنطن أن يستغرق هذا المشهد أشهراً أو سنوات، بل تسير الأمور أكثر باتجاه الحسم ضد العقيد القذافي، وأيضاً باتجاه تغيير الأمور لصالح دولة جديدة أو ما يسميه الأوروبيون "بداية جديدة".