اعلان موت الحب اول خبر فى نشرة اخبار الكون : اعلان موت الحب....
المذيعة الحسناء كحيلة العينين: مكللة بالسواد تعلن فى صوت حزين:
رحل الى غير رجعة الى غير رجعة الذى اسمه الحب اخو الحنان وشقيق الرحمة وابن عم السكن وابن خال المودة...
وسوف تشيع جنازة الحب فى ليلة قمرية شاعرية حسب وصيته..
وسوف يشارك فيها اشهر عشاق التاريخ واصحاب قصص الحب التى مازالت
محفورة فى القلوب...
هل حقا مات الحب؟
هل حقا دفن غير مأسوف عليه فى القلوب الجاحدة.. والصدور الصدئة؟
العشاق الذين مازالوا يحملون باسم الحب ويتقنون اشعارم وابياته ويسبحون فى بحر غرامه وخياله ويذوبون شوقا وعشقاوملامة وصدا وهجرا وقربا ووصالا.. ارسلوا الى منظمى جنازة الحب يتساءلون :هل حقا الحب مات؟
وكيف مات.. وربما اغتيل او قتل بيد حاسد اوحاقد او كاره؟
ومن غلبى ووطول صبرى ارسلت لكل عشاق الارض برقية واحدة تقول: لقد مات الحب وشبع موتا.. ولاعزاء للعاشقين.
وبرغم صدور الاعلان العالمى بمو ت الحب.. فقد حمانى طابور العشاق والعاشقين
الذين تزاحموا على باب حجرتى وكلهم من المدافعين عن الحب حتى اخر رمق ..مسئولية هذا الاعلان الكئيب وهذا الفأل السيئ
وكاننى انا الذى قتلته او على الاقل حرضت على قتله واعلنوا من جانبهم انهم مازالوا
لا يصدقون ان الحب حقا قد رحل عن عالمنا وانقطعت سيرته من الارض
قلت للباكين المنتحبين وللباكيات فى لباس السواد: لماذا لا تصدقون ان الحب قد لملم عزاله وحاله ومزق اوراقه واشعاره واحساسيه الملونة بالوان قوس قزح..
وقال :هذا فراق بينى وبينكم يا بنى الانسان سأذهب الى كوكب اخر ربما اجد فى واحد منها نهرا ولو صغيرا اوحتى بضع قطرات من ندى الحب..
ابل بها ريقىمن طول ظمأ.
اين هو الحب الذى تتشدقون به؟
بماذا تسمونما يفعله الرئيس الامريكى هارى ترومان قبل ستين عاما عندما اصدر اوامره للطائرات الامريكية بالقاء قنبلتين ذريتين لا قنبله واحدة على هيروشيما وناجازاكى فى اليابان فمحاهما من الوجود ومات فيها وتبخر فى الهواء نحو مليون انسان بينهم نساء واطفال ورضع؟
اتسون هذا حبا؟
بماذا تسمون ما يفعله الان رئيس امريكى اخر اسمه بوش الابن.. احتل بلدا مسلما اسمه افغاستان.. شرد اهله وطرد اول حكومة اسلامية فى العصر الحديث.. وجنوده مزقوا كتاب الله وداسوه بالاقدام.. ونحن صامتون..او مصفقون مهللون اذا لزم الامر
.
اتسمون هذا حبا؟
نفس الرئيس الامريكى ارسل قواته وعتاده وطائراته واساطيله ال بلد عربى اسمه العراق ليدنس جنوده باقدامهم الهمجية تراب بلد حضارة ما بين النهرين وياسر شعبا بحاله ..يهدم المدن ويضرب البيوت ويقتل من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب
ونحن صامتون لا ننطق ولا نتكلم لان ما حدث فى العراق حدث باسمالديمقراطية الامريكية الملوثة بدماء الابرياء وبالقهر وبأسر شعب عربى خلف اسوار الاحتلال.
وفى بلاد عربى اخرى مثل فلسطيني.
اتسمون هذا حبا؟
لم يتكلم احد من طابور العشاق والعاشقين التى تكلمت من اخر الصف فتاة طويلة ذات شعر اسود منكوش وعيون منتفخة من طول نحيب قالت بصوت عالى:ومال الحب ومال السياسة ..السياسة السياسة لم تكن فى يوم من الايام حبا ولا ودا ولا حنانا.
السياسة ياسيدىامراة بلا قلب.. ضيقة الصدر تلبس قناعا بشوشا مزوقا ملونا تخفى تحته الف وجه لايهمها الا نفسها وحالها هى وما تريده هىواطماعها هى حتى لو اشعلت الدنيا نارا حتى لوداست على قلوب البشر اجمعين.
قلت: طيب وما قولكم دام فضلكم يا دعاة الحب ويا احباب الغرام ويا رفاق الصبابة فى كتاب الضياع والتفكك والكأبة المقرر علينا شئنا ام ابينا.. الذى نعيشه صبحا وعشية والتى تقول سطوره:
*امراه يضربها زوجها بسبب وبدون سبب هل تسمون هذا حبا ام تمزقا خطيرا فى
جدار الرحمة والمودة والسكن بين الازواج و الزوجات؟
*وهذا الاب الذى امسك برضيعه الذى يبكى فى اخرالليل فحرمه من وصلة غرام مع زوجته فالقاه ارضا فقتله
*وامراة الاب التى ضربت ابن زوجها الصغير الذى لم يتجاوز الثالثة من عمره وجلست فوقه حتى مات.
*وهذا الابن العاق الذى قتل امه لكى يسرق من دولابها تحويشة العمر لكى يتزوج بمن يحب.
*وابن اخر قتل امه من اجل جرعة الادمن التى تعود عليها.
ايها الرفاق بماذا نسمى هذا؟
*ما ذنب الاطفال الذين ينفصل عنهم الاب والام بالطلاق يضيعون فى المحاكم .
*ثم ما قولكم فى هذا النكد الزوجى والازلى نكد الزوجات ونكد الازواج فى مسلسل بلا نهاية.
هل هذا هو الحب.. ام انه مات وشبع موتا؟