أسباب هلاك العقل والشعوب هلاك الروح والعقل
يولد الناس من بطون امهاتهم على الفطره اجساد وارواح من روح الله خرجوا
لهذه الدنيا لا يعلمون ولا يفقهون شيء بالحياة الدنيا من علم الله الا بما
تعلموه .
تمر بحياتهم مراحل عديدة تبدأ بمرحله الطفولة والتي يكون فيها الادراك
محدودا ومعدوما احيانا بما يحيط بحياتهم وعقولهم , وهذا مما يجعلهم يعيشون
حياه تتسم بالعزله والبراءه والجماليات وخفه الروح وكثره اللعب المحفوف
دائما بالمخاطر.
تأتي بعد ذلك مرحله الكبر والنمو للعقل والجسد ليبدأو حياتهم بالتعلم
والاستجابه لادراك الامور من حولهم كل حسب تكوينه وقدراته الخلقيه والذهنية
والعقلية المكتسبه من جينات ابائهم وامهاتهم قبل خروجهم للدنيا من خالقهم
عز وجل.
من هنا يبدأ النقش بالحجر من تحتاج الى اهتمام صادق بالأمور المتعلقة
بجوانب واتجاهات واسس العلم والتعليم المحسوبة على عاتق الاباء والامهات
والمجتمع وانظمه البلاد التي نشؤ على ارضها وترابها محفوفين ومحاطين بتربية
وعلم يطهر ارواحهم وعقولهم واجسادهم مأخوذين بيد الصدق والأمانه لينشؤ
نشئه صحيحه تنعكس ايجابياتها على حياتهم وعقولهم واعمارهم ومستقبلهم
وعلاقاتهم مع الشعوب والمجتمعات .
بادئ ذي بدء بما ذكرت هناك عوائق كثيره تتعلق بحياة الفرد اولها واهمها
التأثيرات من خلال الأجهزه والشحنات الكهرومغناطيسية القريبة من جميع قنوات
الجهاز العصبي والحسي والعقلي للأنسان .
وما اخفي اعظم وادها بأسرار العلم والتكنلوجيا المسيطره والمدمره لتلك
العقول بشكل عنصري لا ينتمي لأصاله العلم والمنهج العظيم القائم على
الأدراك والمعرفه بهدف التحكم بقدرات العقل وعدم اكتسابه للعلم والتطور
والابداع .
ناهيك عن العنصر الأكبر والمساعد لتدمير هذه العقول من قبل الوالدين الذين
لا يتمتعون بمستوى علمي وثقافي , تحاسب بعض الجهات والنظم المسؤولة عن تلك
العقول من بداية طفولتها ونشئتها بأكتساب العلم والتعليم وكشف طرق وسبل زرع
التخلف والجهل والأنحلال والتهميش والإهمال واتباع الشر وسوء الأخلاق
والفتن . فهذا يعتبر بحد ذاته سبب طبيعي يدفع النفوس والعقول والقيم
للانتحار والاجرام والاندثار لعقول غير نقيه ومؤهله من بدايه حياتها
الفطرية والخروج الى عالم لا يفهم الشريعة وقوانين الحساب والعقاب من عند
الله بالدنيا والآخره ..
اضافه على ذلك لا احد يستطيع ان يكون انسان مستقيما ومهذبا وفعالا بحياة
منشقه قائمه على العلاقات والتواصل والعيش في بلاد ومجتمعات وبيئة يحكمها
عنصر التعدديه والحزبيه والمذهبيه والطائفيه والمصالح . ولو اردنا ان نمعن
بالفكر والعقل الى زمننا المعاصر هذا المحفوف بالمشاكل والمصائب والحروب
والانحياز والفرقى .. لعرفنا ان الانسان ظلم من بدايه طفولته حتى نهايه
عمره ومراحل علمه وتربيته لينعكس ذلك الظلم المستفرد الى ظلم للنفس وظلم من
حوله دون علم وادراك لعاقبه الامور الناتجه عن جهله , وطريقه تفكيره
المكتسبه والمخالفه لمنهج الانسانيه والفقه والثقافه والتحضر والعلم الصحيح
لتخرج تلك العقول عن طريق الرشد والحكمة وأوامر الله المؤدبة الى رايه
الاسلام والسلم ..
وقوله تعالى ( وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ) وذلك من اجل ان تكون حياتهم
وعلاقاتهم قوامها العلم والمعرفه بتدبر دياناته السماوية وكتبه ورسله
وكونه ونظامه وعظمه خلقه .