العلاقات الزوجية علاقات حساسة ومركبة، وأحيانًا … وفي ظل إيقاع الحياة
السريع، ومع تزايد الضغوط والحركة الدائبة للزوج والزوجة في داخل الأسرة لرعاية
الأطفال وتوفير متطلباتهم، وفي خارج الأسرة لتدبير احتياجات المعيشة أو تحقيق
طموح وظيفي أو علمي أو اجتماعي/ تطوعي: تتداخل الدوائر وتزيد التوترات التي
تنذر بأزمة حادة قد تنفجر في أي لحظة ولأسباب غاية في البساطة.
الزوج حياته مشحونة بالعمل والخلافات مع زملائه ومضايقات رؤسائه، يعود متأخرًا
ويريد الراحة، ليجد زوجة مكدودة بعد يوم عمل شاق تقف في المطبخ بعد عودتها
من وظيفتها، وتنادي على الأطفال أن يجلسوا لأداء واجباتهم المنزلية، وتطلب
العون منه فيطلب منها كوبًا من الشاي ويجلس أمام التلفاز ينتظر العشاء المبكر
(أو الغذاء المتأخر)، فإذا طلبت منه الزوجة أن يساعد انفجر قائلاً: أنا مرهق وعائد
إلى المنزل لأنعم بالراحة والهدوء.
فترد عليه في حدة: وأنا أيضًا أعمل وأطبخ وأكنس وأتابع مدرسة الأولاد.. هذا كثير..
فيرد بعصبية: ألم أقل لك ألا تعملي.. اجلسي في البيت..
فتصرخ: حقًا؟! ولماذا لا تساعدني أنت؟…
ويستمر الجدل الحاد ويعلو الصوت.. وقد تكبر المشكلة.. وتكبر..
نقطة البداية.. وكيف نتلافى هذا الصدام؟
يجب أن يعرف كل طرف خريطة نفسه أولاً، ثم الخريطة النفسية للطرف الأخر.. وأن
يوازن ويوفق بين الخريطتين، وأولى الخطوات هي الوعي.. والإدراك لكيفية تفريغ
التوتر والتعامل مع الضغوط حتى لا تنفجر في أقرب الناس إلينا.. شريك الحياة
وثمرة الصحبة.. أطفالنا.