2011-05-12, 22:56 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 59 | نقاط : 107 | السمعة : 0 |
| | موضوع: من مقامات القرني ( الفرج بعد الشدة ) من مقامات القرني ( الفرج بعد الشدة ) مقـامَــة الفــرج بعـد الشــدة) سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ( عسى فرج يكون عسى | | | نعلل أنفسنا بعسى
| فلا تجزع إذا حملت هماً يقطع النفسا
| | | فأقرب ما يكون المرء من فرج إذا يئسا
|
|
|
|
إذا ضاق الأمر اتسع ، وإذا اشتد الحبل انقطع ، وإذا اشتد الظلام بدا الفجر وسطع ، سنة ماضية ، وحكمة قاضية ، فلتكن نفسك راضية ، بعد الظمأ ماء وظل ، وبعد القحط غيث وطل ، يا من بكى من ألمه ، ومرضه وكدّه ،يا من بالغت الشدائد في رده وصده ، عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمـر من عنده : دع المقادير تجري في أعنتها ما بين غمضة عين وانتباهتها
| | ولا تبيتن إلا خالـي البالـي يغيّر الله من حال إلى حالي
|
ما عرفنا لكثرة حزنك عذرك ، سهِّل أمرك ، وأرح فكرك ، أما قرأت ألم نشرح لك صدرك ، ألا تفرح ، وفي عالم الأمل تسرح ، وفي دنيا اليسر تمرح ، وأنت تسمع ألم نشرح ، يامن شكا الخطوب ، وعاش وهو منكوب ، ودمعه من الحزن مسكوب ، في قميص يوسف دواء عيني يعقوب ، وفي المغتسل البارد شفاء لمرض أيوب . الغمرات ثم ينجلينا
| | ثمت يذهبنا ولا يجينا
|
للمرض شفاء ، وللعلة دواء ، وللظمأ ماء ، وللشدة رخاء ، وبعد الضراء سراء ، وبعد الظلام ضياء ، نار الخليل تصبح باليسر كالظل الظليل ، والبحر أمام موسى يفتح السبيل ، ويونس بن متى يخرج من الظلمات الثلاث بلطف الجليل .المختار في الغار ، أحاط به الكفار ، فقال الصِدِّيق هم على مسافة أشبار ، ونخشى من الدمار ، فقال الواثق بالقهار ، إن الله معنا ، وهو يسمعنا ، ويحمينا كما جمعنا .
هي الأيـام والغيــر أتيـأس أن ترى فرجاً
| | وأمر الله ينتظــر فأيـن الله والقـدر
|
قل لمن في حضيض اليأس سقطوا ، وعلى الشؤم هبطوا،وفي مسألة القدر غلطوا ، اعلموا أنه ينـزل الغيث من بعد ما قنطوا ، كان بلال يسحب على الرمضاء ، ثم رفع على الكعبة لرفع النداء ، وإسماع الأرض صوت السماء .كان يوسف مسجوناً في الدهليز، ثم ملك مصر بعد العزيز ، كان عمر يرعى الغنم في مكة ، ثم نشر بالعدل مُلكه ، وطبعت باسمه السَّكة ، وهو الذي قطع حبل الجور وفكَّه ، وسحق صرح الطغيان ودكَّه .يا من داهمته الأحزان ، وأصبح وهو حيران ، وبات وهو سهران ، ألم تعلم أنه في كل يوم له شأن ، يا من هده الهم وأضناه ، وأقلقه الكرب وأشقاه ، وزلزله الخطب وأبكاه ، أنسيت من يجيب المضطر إذا دعاه . إذا اشتملت على اليأس القلوب وأوطنت المكـاره واطمـأنت ولم تر لانكشـاف الضر نفعاً أتـاك على قنـوط منك غوث وكل الحـادثات وإن تناهـت
| | وضاق بما به الصدر الرحيب وأرست في أماكنها الخطـوب وما أجـدى بحيـلتـه الأريب يمن بـه اللطيـف المستجيـب فموصــول بها فرج قريـب
|
سيجعل الله بعد عسر يسراً ، ولا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً . سينكسر قيد المحبوسين ، في زنزانات المتجبرين ، وسيسقط سوق الجلادين ، الذي قطعوا به جلود المعذبين ، وسيمسح دمع اليتامى ، وتهدأ أنات الأيامى ، وتسكن صرخات الثكالى . هل رأيت فقيراً في الفقر أبداً ، هل أبصرت محبوساً في القيد سرمداً ، لن يدوم الضر لأن هناك أحداً فرداً صمداً .من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل همٍّ فرجا،بلا حول ولا قوة إلا بالله تحمل الأثقال ، وتسهل الأهوال ، وتصلح الأحوال ، ويشرح البال ويرضى ذو الجلال . بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، وبشر القحط بماء زلال ، يلاحقه في أعماق الرمال ، وبشر الفقير بمال ، يزيل عنه الإملاق والأمحال :
لا تيأس عند النــوب واصبر إذا ما ناب خطب وترج من روح الإله
| | من فرجة تجلو الكرب فالزمان أبو العجـب لطـائفـاً لا تحتـسب
|
واعلم أن لكل شدة ، مدة ، وإن على قدر المؤونة ، تنـزّل المعونة ، وإن الله يستخرج البلاء ، بصادق الدعاء ، وخالص الرجاء .واعلم أن في الشدائد إذابة الكبر ، واستدرار الذكر ، وجلب الشكر ، وتنبيه الفكر.فارحل بقلبك إذا الهم برك ، واشرح صدرك عند ضيق المعترك ، ولا تأسف على ما مضى ومن هلك ، فليس بالهموم عليما درك ، واعلم أنه لا يدوم شيء مع دوران الفلك ، وعسى أن تكون الشدة أرفق بك ، والمصيبة خير لك . فإذا ضاقت بك السبل ، وانقطعت بك الحيل ، فالجأ إلى الله عز وجل .واعلم أن الشدائد ليست مستديمة ، ولا تبقى برحابك مقيمة، ولعل الله ينظر إليك نظرة رحيمة ، والدنيا أحوال ، وألوان وأشكال ، ولن تدوم عليك الأهوال ، فسوف تفتح الأقفال ، وتوضع عنك الأغلال ، واصبر وانتظر من الله الفرج ، فكأنك بليل الشدة قد انبلج : لا تعجـلن فربمـا فالعيش أحلاه يعـو ولربما كره الفتـى
| | عجل الفتى فيما يضره د على حـلاوته بمره أمـراً عـواقبه تسره
|
واعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار ، وتشحذ الأفكار ، وتجلب الاعتبار ، وتعلم التحمل والاصطبار ، وهي تذيب الخطايا ، وتعظم بها العطايا ، وهي للأجر مطايا .فاطلب من الله الرعاية ، واسأله العناية ، فلكل مصيبة غاية ، ولكل بلية نهاية .كم من مرة خفنا ، فدعونا ربنا وهتفنا ، فأنقذنا وأسعفنا ، كم مرة جعنا ، ثم أطعمنا ربنا وأشبعنا ، كم مرة زارنا الهم ، وبرح بنا الغم ، ثم عاد سرورنا وتم ، كم مرة وقعنا في الشباك ، وأوشكنا على الهلاك ، ثم كان من الله الانطلاق والانفكاك ، أنت تعامل مع لطيف بعباده، معروف بإمداده ، جواد في إسعاده ، غالب على مراده ، فلُذ به وناده ، إذا داهمتك الشدائد السود ، وحلت بك القيود ، وأظلم أمامك الوجود ، فعليك بالسجود ، وناد يا معبود ، يا ذا الجود ، أنت الرحيم الودود ، لترى الفرج والنصر والسعود :
لطائف الله وإن طال المدى
| | | كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
| كم فرج بعد إيـاس قد أتى
| | | وكم سرور قـد أتى بعد الأسى
|
|
|
|
أيها الإنسان في آخر النفق مصباح ، ولِباب الهموم مفتاح ، وبعد الليل صباح ، وكم هبت للقانط من الفرج رياح .أيها الظمآن وراء هذا الجبل ماء ، أيها المريض في هذه القارورة دواء ، أيها المسجون انظر إلى السماء ، أيها المتشائم امسك حبل الرجاء .كن كالنملة في صعود وهبوط ، وعلو وسقوط ، ولا تعرف اليأس ولا القنوط ، ولا تعترف بالإحباط في كل شوط .كن كالنحلة في طلب رزقها قائمة ، وفي حسن ظنها دائمة ، وعلى الزهور حائمة ، وفوق الروض عائمة وليست مع اليأس نائمة .كن كالهدهد ، مع كل صباح ينشد ، ومع الربيع يتجدد ، وعلى بلقيس تردد ، وسليمان له تفقد ، فأسلم لربه ووحد ، وأنكر على من كفر وألحد ، فنال المجد المخلد ، والذكر المؤبد . أيهـا المشتـكي ومـا بك داء
| | | كيـف تغـدو إذا غدوت عليلا
| أترى الشوك في الورود وتعمى
| | | أن تـرى فوقـه الندى إكليـلا
| والـذي نفسـه بغيـر جمـالٍ
| | | لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
|
|
|
|
على رؤوس الجبال شمس من الفرج شارقة ، وعلى مشارف التلال هالة من النور بارقة ، وعلى كل باب للحزن من السرور طارقة .افتح عينيك ، ارفع يديك ، لا تساعد الهم عليك ، ولا تدعو اليأس إليك .السمك والقرش ، والطيور والطرش ، كلها ترجو رب العرش ، فاتجه أنت إليه ، واشك الحال عليه ، فإن فرجه أسرع من البرق الخاطف ، وله في كل لحظة لطائف .اللهم اصرف عنا المصائب ، ورد عنا النوائب ، وكُف عنا كَفّ المعائب .اللهم سهّل الحزون ، وهوّن المنون ، وأشبع البطون ، وافتح للمضطهدين أبواب السجون ، واجعل الخائفين من أمنك في حصون ، اللهم احلل الحبال المعقدة ، وسهل الأمور المشددة ، واكشف السحب الملبّدة ، وأجب سهام الليل المسددة .اللهم اجعل لليل همومنا صباح من الفرج يشرق ، ولظمأ أكبادنا نهر من الأمل يتدفق ، ولجراح مآسينا يد بالشفاء تترفق .اللهم أغننا عن الناس ، وارزقنا مما في أيديهم اليأس ، ورد عنا البأس ، واجعل التقوى لنا أجمل لباس ، وأقوى أساس .لك الحمد حتى يملأ طباق الغبراء ، وأجواء السماء ، ولك الثناء حتى تشدو به الأطيار ، وتميل به الأزهار ، ويحمله الليل والنهار .ولك المجد يا ذا الجود ، ما قام الوجود ، وسال الماء في العود ، ونصب للحياة عمود هل يرجى سواك ، هل يعبد إلا إيّاك ، هنيئاً لمن دعاك ، وطوبى لمن ناجاك . والصلاة والسلام على عبدك ومصطفاك ، وحامل هداك .وختامـاً : اشتدي أزمة تنفرجي
| | قد آذن ليلك بالبلج
|
|
| |