انتبه ترى ربي بيحطك بالنار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما عبارة كهذه ( ترى ربي يحطك بالنار ) في الغالب قد سمعناها مراراً وبالأخص
في مراحل الطفوله ، فأصبح لدى بعض المربين عادة التخويف بطريقة كهذه !
بالطبع هي خاطئه ، فهي بذاتها ومع كثرة تكرارها تفضي إلى نوع من التبلد والقنوط !
وربما بكلمات كهذه قد نحطم آمال ونضيق ونلغي طرقاً أوسع ،
تصوروا مثلاً ، حين يكذب الطفل وببساطه يرد والده ، بنفس العباره ، وهو بظنه سيجعل ابنه
ينتهي تماماً عن الفعل ، ولكن هو هنا كأنه يقول أنت كافر يا بني ، أنت في النار !
هذا ما سيتوصل إليه عقل الطفل ، سيظن أن بأي معصية قد يرتكبها فهو بالتالي خارج الدين
والمله عموماً ، وهنا يتبلد إحساسه ، سيكثر الكذب مثلاً ، أو يكثر مثلاُ من أي فعل نهاه عنه
والده ، وعموماً سيرى في أي شخص يفعل ذلك وكأنه فعل كفراَ ، وفي نفس الوقت يرى
نفسه مكلفاً بما لا يستطيعه ، وهو البقاء كملك من الملائكه ،،،
نحن نحطم الطفل هنا ، ولا نشجعه مطلقاً ، وبالتالي سنبني جيلاً إما منافقاً أو يشعر أنه منافق
أو جيل منحرف تماماً ، يرى أن التدين مثلاً أو أداء العبادات يستلزم أن يكون الأنسان معصوماً
من الخطأ ولا يخطي ولا يرتكب المعاصي مثلاً ، وبالمناسبة أنا هنا لا أقلل من قبح المعصية
ولكن أستهجن الأسلوب المستخدم في التعامل مع النشء فيها !
فمثلاً لو قال لابنه ، المؤمن لا يكذب ، أنت مؤمن والصدق من صفات المؤمن ، أنا فخور
بذلك ، وكذلك يجب ألا يكرر الموعظه مراراً بنفس الإسلوب حتى لا يمل أو يصيبه التبلد
ومثلاً حين يعود ابنه على الصلاة ، فمن الواجب من الأصل ألا يزرع فيه كونها عبء تحمله
ولكن ربما بطريقة أخرى يحببه ، فمثلاُ حين يقول له أنه يشعر بطمأنينة وراحة عالية بعد
صلاته مثلاً أو أن الصلاة وعبادة الله عموماً تشعره بذلك ، هذا أسلوب وطريقة ترغيبيه
فبدلاً من قوله تارك الصلاة كافر ، لو رغبه بالفعل وجعله من ذاته يفعلها لا بطريقة التخويف
وأنا لا أنكرها كأسلوب ولكن حين تخاطب طفل يصدق كل ما تقوله يجب أن تبدأ بما هو محبب
لنفسه ، يجب أن يكون أسلوب التخويف أو التبيين للعاقبة حين يقتنع الطفل ويقبل بذاته على الفعل
سواء كان الصدق مثلاُ أو الصلاة ، ولو بينت له أجر صلاة الفجر وما فيها من الثواب الوارد في
السنة النبوية أفضل من غيره .
ويجب ان نعلم تماماً أن تصرفاتنا مع الطفل ومعاملتنا معه هي من تصنع شخيصته وهي من
تؤثر في أفعاله وتصرفاته لاحقاً حتى المشيب ، والمصيبة إذا تأصل في نفس الطفل القنوط
أو اليأس وميله إلى الخطأ والمخالفة هنا سنجعله في المجتمع كعنصر سلبي من ناحية
الواجبات الدينية أو الدنيوية ، ومتى ما كان التعامل تشجيعي تحفيزي سيكون لذلك
أثر كبير ، سينجح حقاً في كل جوانب حياته !
نحن بتربيتنا للطفل نصنع جيلاً قادماً ، وحين نخطئ تكون جناينتا كبيرة ، إذ أنها تؤثر على جيل قادم
بأكلمه ، يجب أن لا نكابر فالتربية ليست بالأمر السهل ، ولا نفكر فقط في أنفسنا وحسب ، يجب أن
نعلم أننا مكلفون بتربيتهم أحسن تربيه ونحن أيضاً محاسبون في تقصيرنا حين نقصر ، يجب أن
نتعامل بحذر حتى لا نخرج جيلاً تكفيرياً وهذا ربما نادر وحتى لا نخرج جيلاً قانطاً من رحمة الله
يجب أن نخرج جيل يعلم أن البشر عموماً محل للخطأ والزلل ولكن عند الخطأ يجب ألا نتمادى
بل نعود ونتوب ، ونحن حين نخطئ لا نكفر ، لأننا مجبولون على النقص والخطأ والله تعالى قال
في نبينا صلى الله عليه وسلم ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) وقال ( عبس وتولى )
فقدوتنا بفعله بين لنا أن البشر عرضة للزلل ولا شك أنه معصوم إنما يقع الخطأ ليستبين الناسويتعلموا ،
قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله وأن خطأً فمن النفس والشيطان ،،،،