ليس السجن أن تكون خلف القبضان
السجن هو أن تفقد إرادتك في أرحب الأمكنة
ما فائدة سيرك في طريق لا نهاية له أو تسلقك جبل شاهق لا وصول لقمته أو إحتساء قهوتك الصباحية الخالية من البن !
أو فعل كل شيء تريد أن تفعله بلا إرادة في فعله.
أنت في سجن شئت أم أبيت
لأنك لا تملك أن تكون أنت
و أنت شيء آخر لا تملكه
و ليس بإرادتك تسييره إلى ما تريد حقا أنت تفعله.
السجن أن ترى أحبابك ينتهون
و أنت باق على هامش ذكراهم
و لا تملك أن تعطيهم جزء منك ليبقوا لأن ذلك مخالف للقانون فتختار أن تحافظ على خيبتك
و تزيد رصيد خيباتك إلى خيبة جديدة
و تعيش في تعاسة دائمة
تغرق بدموعك وبدمائك و تشهد عليها " وسادتك" المبتلة
ثم تستيقظ في كل صباح
طالبا للرزق قد يكون رزقك قائم على نهاية كثيريين
أو إمتصاص أموالهم ودمائهم فهكذا كان استنساخ لقانون الغاب الذي يرفضك ويرفض كل شيء يتعلق بالبشر
لأنه حُرف على أيديهم المبتلة بأشياء لا تستحق
الوصف و التقدير !
أيديهم التي تنهال عليها القبلاتْ صباح مساء من أكثر
الأفواه " مصلحة"
و أكثرها استحقارا ربما
و الأغبياءْ ما علموا أن تقبيل أيديهم ثمن بسيط للعيش عليهم
كما يعيشون هم على الآخرين
حتما أن كانوا يعلمون بالحقيقة
لقادوا الجميع إلى مشنقة الإعدام
و لحكموا على أيديهم بالقطع لقترافها الخيانة !!
و يبقون في سجنهم و كذلك أصحابهم و أهليهم و مجتمعهم
و كل التفاصيل حولهم مسجونة في أكثر الأماكن
جودة في الظاهر الأقل قيمة في الجوهر !
السجن هو واقعك
و السجان هو أنت
و مفتاح الخلاص مصنوع مِنْك
و أنت كائن لا تملك كينونتك
و متى كنتُ تملك
قلبك
نبضك
لسانك
يدك
قدمك
فأنتَ قابل لأن تتملك باقي الأشياء
التي تخصك أو لا تخصك
حتى الأمر بحاجة إلى إرادة لتملك الأشياء
و قبلها تملك نفسك و تملك واقعك.