"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً"

صدق الله العظيم

الصـلاة

هي عماد الدين، وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامه، تاركها كافر، ولا حظّ له في الإسلام،في تكرارها تجديد للعلاقة بين العبد وربه فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فكمن لا صلاته له، والخشوع أهم مكنونات الصلاة، فلا صلاة دون خشوع، واليوم نجد أنفسنا أمام صلاة كجسد دون روح، نؤديها كعادة وليس عبادة ولنرتاح منها وليس لنرتاح بها، هل ذقت أخي المسلم لذة قربك من الله؟ فإن لم تذقها في الدنيا فلن تذوقها في الآخرة وهي لذة ومتعة لا تعادلها متع الحياة جمعاء، ومنبعها خشوعك في الصلاة، ولا يأتى لنا الخشوع في الصلاة إلا بعدة امور أهمها:

مجاهدة النفس في ترك الذنوب والمعاصي ( لما لها من تأثير سلبي في إيمانيات المسلم).
إستحضار العقل والقلب.
تدبر الآيات والمعاني القرآنية العظيمة.
عدم شغل النفس بالأمور الدنيوية.
الخوف والرهبة من عذاب الله.
الرغبة في ما عنده من النعيم.

وإليك أخي المسلم هذا التدريب العملي البسيط لعلّك في البداية تجد القليل من الخشوع ومع الإستمرار عليه تجد الخشوع الكامل بإذن الله عزّ وجلّ.

قبل البدء بالصلاة قرر بينك وبين نفسك على ترك ما تستطيع من الذنوب والمعاصي وما يسيء إلى علاقتك بربك ثم كبر وتفكّـر في كلمة الله أكبر من كل شيء ، من كل ما تقترف من ذنوب وآثام أكبر منك أيها العبد الفقير الضعيف ، ثم تقرأ دعاء إستفتاح الصلاة وهناك عدة أدعية أهمها (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم). تفكر أخي المسلم في هذا الدعاء فإنك تسبح الله فيه وتحمده وكأنك تقول لنفسك لا إله لي غيرك يارب، وهذه هي قمة العبودية لله تأتي بعدها قراءة الفاتحة حيث تقول (الحمدلله رب العالمين) أتعرف ماذا يقول الله عنك الآن، يقول حمدني عبدي. ثم تقول (الرحمن الرحيم ¤ مالك يوم الدين) فيفتخر الله بك بين الملائكة ويقول ذكرني عبدي، وهكذا حتى نهاية السورة. بعدها أخي المسلم قف عند آيات العذاب وآيات الرحمة، ثم تكبر للركوع وتقول (سبحان ربي العظيم) واستحضر وقتها عظمة رب العالمين إلى أن تصل إلى السجود وتقول (سبحان ربي الأعلى) أنظر أين أنت، أنت في أسفل مكان على هذه الأرض، بهذا تعلن العبودية التامة لله فتذوّق لذة هذه اللحظات وأنت في أ قرب مكان من الله، وهكذا حتى تنتهي من الصلاة وبعد الإنتهاء من هذه الصلاة المليئة بالخشوع والإيمانيات تجد أثرها في نفسك



ثواب الصلوات المفروضة والمحافظة عليها:

قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)
عن عثمان – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وكذلك الدهر كله)


ثواب الصلاة في جماعة:

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)
الفذ (بفتح الفاء وتشديد الذال المعجمة الواحد


ثواب من صلى العشاء والصبح في جماعة:

عن عثمان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)
عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله)


ثواب الصلاة المطلقة:

عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الطهور شطر الإيمان، والحمدلله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمدلله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك)


ثواب الركوع والسجود في الصلاة:

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما منكم من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا له الجنة)
عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود)


ثواب الصلاة في وقتها:

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: (الصلاة على وقتها)


واخراً

(إن لم تستطع عبادة الله فلا تشرب من ماءه ولا تأكل من طعامه ولا تتنفس من هواءه ولا تمشي على أرضه)

بارك الله فيكم وعسى الله يحفظ الجميع من كل شر

شكرآ لك ع الموضوع الرائع